الجمعة، 24 أكتوبر 2008

اليهود.....اليهود


اليهود....اليهود....اليهود
سقط نيزك من السماء و ضرب منطقة من بلاد المسلمين تنادوا....إنهم اليهود......ضربت صاعقة من السماء هلال مئذنة تنادوا......اليهود ..اليهود...... انتشرت تجارة المخدرات ......فتش عن اليهود...... كميات من الأدوية المقلدة هنا وهناك ......إنهم اليهود ........ ارتفع سعر لنفط....حسبي الله على اليهود ......انخفض سعر النفط ...حسبي الله على اليهود ...... ظهور المذهب الماركسي وانتشار الشيوعية......ليس غير اليهود.......الرأس مالية المتغولة......ليس وراءها الا اليهود....... الانهيارات المالية........لعبة اليهود....... انتشار الأمراض المستعصية....... ما فعلها الا اليهود......... انحرف المسلمون عن دينهم ....... قاتل الله اليهود....... فسدت أخلاق الناس ........ ما أفسدها إلا اليهود. كل مصيبة تقع على وجه الأرض أو في عنان السماء أو في خيال البشر أو في أحلامهم لا متهم إلا اليهود.
حسب علمي أن مجموع اليهود في العالم لا يزيد عن عشرين مليونا من سبعة مليار إنسان على وجه الأرض.
كبار المفكرون من اليهود , كبار الأطباء من اليهود, كبار الاقتصاديون من اليهود, من يحرك التجارة على وجه الأرض اليهود, من أقام الشركات العملاقة التي تخرج الطاقة من باطن الأرض هم اليهود, الذين برعوا في الطب و الكيمياء و الفيزياء و الفلسفة و الصناعة والزراعة و الموسيقى وكل علم وفن هم من اليهود,
ما دام كل ذلك كذلك وغيرهم يتقلب على فراشه و يتثاءب ويرفع يديه الى السماء طالبا من الله ان يمحوا اليهود و بعود ويرفع يديه و يلعنهم و كأن الله عز وجل ينتظر دعاءه ليفعل.
الله عز وجل خلق الإنسان كما أفهمنا في كتابه العزيز لعبادته والعمل في عمارة الأرض, اليهود اغضبوا ربهم وهم معترفون بذلك حتى أنهم عبدوا العجل و جعلوا رسول الله عليه أزكى سلام سيدنا موسى يفقد أعصابه ويمسك بلحية أخيه هارون ويكسر الألواح الذي نزل بها من الجبل الذي خاب من فوقه ربه بل وصاح مخاطب الله عز وجل قائلا (إن هي إلا فتنتك), هم معترفون بذلك ثم هذا أمر بينهم وبين ربهم و ليس من شأن مخلوق من يكون معاقبتهم, خلافهم مع سيدي رسول الله محمد بن عبد الله خلافا سياسي تعاقدي لنقضهم اتفاقية بينه عليه أزكى سلام وبينهم و عوقبوا على فعلهم كما نصت التوراة التي بين أيديهم أن يقتل الرجال و تؤخذ الأموال غنيمة وتسبى النساء عقابا لمن ينقض العهد و المهزوم . و من المعلوم أن حيي بن أخطب هو الذي لعب برؤوسهم ليفعلوا ما فعلوا رغم امتناع سيدهم أسيد بن كعب, وكما هو معلوم لم يكره يهودي على الإسلام ومات سيدي رسول الله عليه أزكى سلام و درعه مرهون عند يهودي.
اليهود يعيشون على الربا وهم لا يكرهون أحدا على أخذ الربا منهم ولكن طمع البشر يدفعهم لذلك واليهود أذكياء فيقع البشر في الفخ حتى لا يجدوا مخرجا فينقلبوا على اليهود و يفعلون بهم الأفاعيل كما حدث مع الرومان والقياصرة الروس و الألمان و هاهم مع الأمريكان.
اليهود لا يخونون بعضهم ولا توجد قرية أو مدينة على وجه الأرض إلا وهناك يهودي جاهز لانقضاض على من يعاديهم وبيده الأدلة والبراهين التي تدين عدوهم قد جمعت مسبقا توقعا لما سيحدث, هل بهذا يعتبرون مذنبون أم أذكياء. هل رأى أو سمع أحدكم يهوديا حمل سيفا أو وسيلة حرب ليكره الناس على إتباع دينهم, هل سمعتم أو رأيتم يهوديا يقفز على أحد من عباد الله ليسلبه ماله بالقوة, قد يقول قائل وما تقول عن فلسطين؟ أجيبه:ابحث وستجد أنهم قد اشتروا بأموالهم وخان أهل فلسطين بعضهم بعضا و يكفي أن تراقب ما يحدث الآن في فلسطين لتكتشف أن الفلسطينيين قتلوا أبناء جلدتهم أكثر مما قتل اليهود منهم, حتى كبار الفلسطينيون هم من يبنون السور المحيط بأبناء جلدتهم طمعا بالمال, اسألوا من قام بعمارة المستوطنات؟ إنهم الفلسطينيون, هل سمعتم عن يهودي فجر مطعما على وجه الأرض أو فجر بشرا يسيرون في شارع؟
حارب اليهود العرب 6 حروب لم ينتصر العرب ولا في حرب واحدة حتى حرب 73 فلا داعي لفتح جرحها, نحتج أن اليهود وجدوا من يعينهم, لما أنتم غير قادرين على حربهم لم تحارشوهم وتخسرون الأرض بعد الأرض؟
هل سمعتم يوما اليهود ضيعوا وقتهم في نقاش بيزنطي فيمالا يعود عليهم بالمصلحة و آخرها وليس أخيرها المصيبة التي طلع بها ثلة عن أسماء الله عز وجل هل هي 99 أم 72 وهل من بين ال 99 اسما غير صحيح ويجب تغييره واستبداله بل ويرسلون إنذارا الى شيخ الأزهر و المفتي بتعديلها في جميع المساجد,هل الله عز وجل كلفهم بتعداد أسمائه جل شأنه كما أضعنا عمرا ونحن نناقش كيف يجلس الله و هل له يد وأمور ليس لنا فيها مصلحة, الله خلقنا أليس من واجب الاحترام للذات الإلهية أن نقول الله عز وجل فقط ونتجه الى عبادته كما أمر دون تضيق ولا تفريط وأن نعمل لنعمر الأرض, وكان 200 عام ذهبت من عمرنا ونحن نناقش هل يجوز استعملا آلة الطباعة؟ وغير ذلك كثير, العالم يعمل ويخترع ونحن نصرف الوقت هل هو حلال أم حرام ؟
هاهم يحاورونكم 35 عاما أقسم بالله أنهم يلعبون بكم ويتسلون عليكم و لم نسمع صياحا ولا نباحا و أنتم بين صائح وبين مخون لغيره وتكشف الأيام أن المخون كان أكثر من خان, لنقول أنكم أصفياء لا تعرفون الخيانة والحفر لبعضكم, أليست نتائج المباحثات والاتفاقيات تخرجون منها فرحين وتكتشفون بعد فترة أنها لم تكن الا حفرة وقعتم فيها. بالله كم فريقا أنتم ؟ هل تتحاورون كأحزابهم ؟ هل تحاسبون المتجاوز مهما بلغت مكانته مثلهم؟
هل يملك اليهود الإمكانيات المالية والبشرية والطبيعية التي تملكونها؟ لم لم تسألوا أنفسكم عن سبب خيبتكم؟
عندما تصبحون أمة كما أراد لها الله وكما جاء به سيدي بن عبدالله عليه أزكى سلام من يعتبرون أنفسهم متدينون ومن يعتبرون أنفسهم متطورون عند ذلك ارفعوا رؤوسكم أما الآن فاصمتوا وصفقوا فالتصفيق للنساء.

عبدالرحمن اللهبي
كاتب مستقل
allehbi@gmail.com

الطرب الحجازي/34


الطرب الحجازي/34

تقي نقي عصامي عظامي صلب هين لين رقيق رفيق مهذب مؤدب سمح خفيف الظل لطيف المعشر صادق العشرة "لا ينطق العوراء والقلب مغضب" عصرته الحياة عصرها قست عليه الليالي أبي النفس أنف حذق لبق
مخلصا محبا صاحب كلمة راعي مبدأ انساق له المال فمال عنه و أعطته الدنيا فأخذ منها قليل حاجته سكن الإيمان قلبه فلازمته السكينة.
عرفته تلميذا في الفيصلية الثانوية بوادي "وج"كان يسبقني في المستوى الدراسي كنت في السنة الأولى وكان في السنة الثالثة حين كانت الثانوية ست سنوات وما كان هناك متوسطة, كان يشتهر بأنه مقرئ الحفلات المدرسية كان يأسر الناس بخشوعه في التلاوة وعذوبة صوته وكنت أنا في فريق التمثيل والأناشيد. ترك المدرسة في تلك السنة لظروفه القاهرة,أقبل على الدنيا في اللحظة التي ودعت والدته الدنيا رحم الله موتانا, طلبته خالته من أبيه وكانت تعيش في الطائف متزوجة من علي مصري, كما روى لي كانت تشع حنانا حتى أنه يقسم أنه لم يشعر باليتم قط,تربى كان زوج خالته شديدا (لا أود الحديث عنه ) فقد أمرنا بذكر محاسن موتانا,بعد تركه للدراسة قصرا بدافع الحاجة توسط له أحد آل المارديني العائلة الكريمة في الطائف الذين إن ذكروا عطروا بذكرهم , توسطوا له عند العم "أنور بحري"وكان مديرا للبريد ذو شخصية بارزة وقيمة كبيرة في المجتمع فقد كان مدير البريد في ذالك الحين منصبا من أكبر المناصب, عمل في المبرقات وكانت تسمى "الترنق" وهي "المورس" شاء الله أن يكون البريد أمام بيتنا ثم انتقل الى بيتنا وهو بيت وقف لجدي وكان من البيوت الفخمة الشهيرة حتى أن الملك فيصل سكنه عند دخولهم الطائف ثم سكنه بعده أمير الطائف بن ابراهيم والد أمير الباحة رحم الله موتانا ثم سكنه أمير الطائف بعده عبدالعزيز بن معمر والد الزميل فهد محافظ الطائف, كان البريد ملاصقا لبيت سكنانا وكنت أقابله بحكم معرفتي به من المدرسة, كان يعمل في البريد الصديق عبدالرحمن خوندنة وهو عازف عود وأصبح صديقا له يجتمعون في بيت عبدالرحمن في شارع البخارية وكنت أنا أقضي وقتي بعد الدراسة في ورشة النجارة العائدة لأخي وبن عمي حمدان فلقد كنا أسرة كبيرة ونسكن جميعا في بيت واحد ونزيد على عشرين فردا و كان أبي رحمه الله ورحم جميع من أسلفت وجميع موتانا كان عميد الأسرة وكانت ورشة حمدان دار الطرب في الطائف فبعد صلاة العشاء يطبخ العشاء ويجتمع محبي الفن كأنما هم عصافير دارت نهارها متنقلة وأوت لتلك الشجرة ,كان مع الفن تجد الأدباء والشعراء والعلماء وأهل المهن وكبار المسؤولين ,لقد كان الناس إذا اجتمعوا رموا المقامات المجتمعية وراء ظهورهم واستلموا مقامات الترويح عن النفس ,
هناك تعلمت عزف الكمان وهناك عرفت كبار أهل الفن والعلم و الشعر وهناك زادت صلتي به توثقا,
كان في تلك الآونة يعتبر "البيه"طارق عبدالحكيم وقد خرج عبدالله محمد من تحت وصاية طارق وسكن الورشة وقد بدأ يشتهر و تعرف على صاحبي الذي أتحدث عنه وسقاه ما يملك من المعرفة وكان هناك محمد الريس عازف الكمان فتولى الأمر مع عبدالله محمد وقد كان الريس صديقا لزوج خالة صديقي و قد أنفلت من أسر البيه و تعاون الريس و عبدالله محمد ليخرجوا الجوهرة ويصقلوها لتقف في طريق البيه وكانت أكثر الاجتماعات تتم في الورشة أو في بيت علي مصري في أطراف وادي وج لقد فاتني أن أذكر صلة الحبيب طلال بالحبيب فؤاد زكريا فقد كان فؤاد أول من اخرج طلال للجمهور وكان ذلك في حفل زفاف أقيم بحي السلامة أمام منزل آل باناجة وكان طلال مطربا مرافقا لفؤاد وكان يرافقهم على الكمان الطيب وعلى الإيقاع (أبو محيا)العم يحي عشي رحمهم الله وحاولوا إشراكي ولكن خوفي من الوعيد من الأهل جعلني من السميعة إنما كنت أشاركهما العزف في أمسيات ورشة النجارة ولفؤاد المنة في تعريف الجمهور بطلال وأذكر ليلتها ان طلال صدح بما غنت الشحرورة صباح في تلك الفترة وهي أغنية(عل ععصفورية ***وصلني بإيده ولا رد عليه يا دللي)وقد كانت مع أغنيتها (زنوبة حلوه وخفه وحبوبة**شوبش يا حبايب **زنوبه **زنووووووووووووبه)والتي تحولت علينا الى سبه حيث استورد أحدهم "شباشب"أكرمكم الله وسماها "زنوبة"و كان ذلك أيام حرب اليمن فأطلق علينا اليمنيون لقب "زنوبة"وقد لا زمنا حتى دفعه الله وتغير الأحوال..,وخرج صاحبي في عام 1380 هجري في حفلة من الحفلات التي تقام للملك سعود وغنى أولى أغانيه (وردك يا زارع الورد) وقد عمل على تلحينها عبدالله محمد والريس وقد صاحبه الريس على الكمان وحامد فقيه على الإيقاع وكانت ليلة انطلاقه وشهرته.
أحسب أنكم عرفتموه؟إنه الحبيب أبو محمد طلال مداح,
توثقت صلتي بطلال فكنت أرافقه في جلسات خاصة وخاصة جدا , كان زوج عمته شديدا عليه وكان يستعبده ليستفيد منه و قد شحناه حتى خرج من ربقته ,في بداية التسعينات انطلقت (الأسطوانات بشكل واسع )وبدأ طلال يذهب الى لبنان لتسجيل الأغاني و إقامة الحفلات هناك وكذا كان عبدالله محمد وخرج البيه من المنافسة ولكنه يحظى بكل احترام من الجميع, بدأت المنافسة بين طلال وعبدالله محمد ولكنها بمحبة وكنت صديقا للطرفين و أشاركهما في جلسات خاصة جدا, كلا الاثنين كانا كريمين ما اهتما قط للمال وقد كسبا كثيرا ولكنهما كانا لا يهتمان لها حتى أنهما ما تركا بعدهما ثروة ولكن تركا اسما لا يمحى,
استمرت صداقتي مع طلال وقد انتقل الى جدة ولكن لم أنقطع عنه حتى غنا أغنية (كم تذكرته سويعات الأصيل) وسجلها على اسطوانة , وكتب أنها من ألحانه, وغضب عبدالله محمد وبدأت المشاكل بينهما ووقفت مع عبدالله محمد لأني كنت موجودا عندما لحنها وكان تلحينها في ورشة حمدان و كلماتها على ما أعتقد من مجلة قافلة الزيت التي كانت تصدر عن أرامكوا وكانت مدرسة, وصل الأمر الى أن حول لوزارة الإعلام للبت في قضيتهما وكانت لدينا أشرطة تسجيل لمسجل" قرندق ريل"كنا نسجل فيه كل ليالي السمر وكان من بين ما سجل عليه عبدالله محمد وهو يلحن هذه الأغنية , زودت عبدالله محمد بنسخة منه وشهدت وثبتت باسمه فانقطعت صلتي بطلال فترة طويلة وحجته أن كان يريدني أقف على الحياد ,مضى طلال في مشواره أنيقا رقيقا حتى تحول الطرب الى (بترو طرب)وصيغت كلمات حدد لها الحان ذات صبغة معينة وكان قد بدأ منافس سيكون هو صاحب الحلقة القادمة و تحول الطرب الى (حسك سمك لبن تمر هندي),
قابلت طلال بعد سنوات وأنا أعيش في الخرج وأصيف في الطائف قابلته ذات يوم وأنا أسير على قدمي بجوار فندق العزيزية و هو للعم عبدالقادر إدريس سائق الملك فيصل عندما كانا كلاهما شبابا ,قابلت طلال ولم أنتبه له وإذا بي أسمع صوتا يصيح(يا واد ......يا حلس)فالتفت فإذا به طلال ,تعانقنا و أخذت بيده وعلى بيتنا وطلب أن أرافقه لسهرة خاصة فأخبرته اني عزفت عن العزف واكتفيت بالسماع ووعدني أن يتناول الغداء عندي في اليوم التالي وفعلا جاء وقد جمعت له أخلص أصدقائنا وزملاء دراسة و تنا ولنا الغداء . وأحيينا ليلة في ورشة حمدان التي لم يحن فيها وترا منذ 25 عاما وكانت ليلة من أجمل الليالي, ودعته ولكن صلتي لم تنقطع به فكان يتصل بي إذا جاء الرياض وكنا نذهب لمكان هادئ نتذكر الأيام الخوالي,والله إن لي مع طلال ذكريات لو شئت لملأت بها مجلدات ولقد شاهدته رحمه الله وهو يهوي من على كرسيه على المنصة ليلقى ربه وكان ساعة إذ يروح عن الناس ترويحا بريئا.
رحم الله طلال كان قريبا من الخير محبا لله ورسوله لم يؤذ أحدا قط لا بلسانه ولا بيده له من الحسنات ما سيجدها أمامه وقد ناله من سفاه القوم ما ناله بغيا بغير علم ,ظلما و عدوانا ولكنها ستزيد إنشاء الله في حسناته وتزيدهم من سيئاته ,هنا أقف لأذكر زوجه الكريمة أم محمد شقيقة صديقي عبدا لكريم خزام فلقد كانت له الزوجة و الأم وكان دائما يحدثني عنها بخير وهو من الرجال الرجال الذين لا يذكرون العشير الا بخير و لا ينسون الفضل بينهم كان هو والصديق محمد الموجي من الأوفياء مع العشير فقد كان الصديق ألموجي يحلف برب أم أمين نعم العشرة ونعم النساء والرجال أمثال هؤلاء.
بلغني ان الابن عدنان خوخ وهو من عازفي القانون المجيدين ومن سهى علي ذكره بلغني أنه أعد رسالة عن طلال,أتمنى لو اطلعت عليها, أكرر رحم الله كل من أوردت اسمه ولقي ربه ورحمنا إذا صرنا الى ما صاروا إليه وكاد ألا يدرك شهرزاد الصباح فهذا كلام عزيز على النفس مباح ولكن ما ذنبي و قد صاح الديك
كوكوكوكو
________________________________________

الخميس، 9 أكتوبر 2008

امي والعساف و السياري


أمي و العساف و السياري
أمي شفاها الله سألتني منذ أمد عندما صارت تأخذ النقود عندها بعد رفض طال سنين معتبرة ان النقود يجب أن تكون بيد الرجال ولما اقتنعت منذ 30 عاما سألتني سؤالا غريب , قالتويش هذي الشخاميط؟)قلت هذي يمه توقيع وزير المالية و توقيع محافظ مؤسسة النقد,وأحتاج الأمر أياما حتى فهمت لماذا يوقع هذان على الفلوس على حد قولها ,وسألت عن اسميهما فقلنا الأول العساف والثاني السياري , قالت (عز الله إن الشيوخ عندهم علم )هذا يعسف الدراهم وهذا يسيرها, قلنا صدقتي يا يمه, وأصبحت لا تستلم ورقة نقدية حتى تتفقد التواقيع, وتنصحني قائلة,(إني وياك ما تتوكد من شخاميطهم )قلت سم.
كنا نناقش قبل أيام مشكلة الانهيار الحاصل في أمريكا و أمي تنصت , فجأة قالت: تدرون و يش مصيبتهم ؟ قلنا جميعا:لا, قالت الله حارمهم من العساف و السياري , لو الله يهدي الشيوخ ويرسلونهم لهم ما ياخذوا يومين ويشخبطون فلوسهم ويفكهم الله.صحنا جميعا , الله يسمع منك يا يمة.

الأحد، 28 سبتمبر 2008

كيف اصبحت مدخنا









كيف أصبحت مدخنا

كان في أربعينات أواخر القرن الماضي نسبة المدخنين لا تكاد تذكر و أنا أتحدث عن الحجاز أما نجد فالمدخن يكاد يؤخذ بيده ليلقى به في الجحيم.
كان نوع التبغ المتوفر في الحجاز نوعان , وطني ويسمى "دخان اخضر" وأصحاب القرى يسمونه(تنباك) وفي نجد يسمونه "تتن" وتحقيرا له يطلق عليه"المخنز" وتعني العفن. لنترك نجد لندرة تعاطيه ونتحدث عن الحجاز لسهولة تعاطيه وإن كانت البيوت ذات الشهرة تتجنبه لاعتباره نقيصة حتى من كان يدخن منهم فلا يجاهر .
وكان هناك نوعا آخر يرد من مصر و الشام يسمى(البستاني" و نوع آخر يسمى "عمايدي "وهو أقل درجة وجميع ما أسلفت كان يأتي في أكياس ويشترى بالوزن وله ورق خاص يلف فيه أما التبغ الأخضر فكان ورقه يسمى أبو نجمة لسماكة الورقة التي يمكنها استيعاب التبغ الأخضر الجاف , أما التبغ البستاني فله ورق يسمى الشامي لرقته حيث البستاني كالشعيرات,ثم كان يأتي نوع ملفوف جاهز ويسمى أبو غزالة ,بعد احتلال الملك عبد العزيز للحجاز أصبح التدخين خفية ومن يقبض عليه يدخن يجلد,
في أواخر عهد الملك عبد العزيز رحم الله موتانا بدأ تهريب السجائر عن طريق عدن وكانت المركز الرئيسي للإنجليز في جنوب الجزيرة, بدأت تظهر أنواع وأشكال كثيرة عن طريق التهريب.
بعد وفات الملك عبد العزيز وتولي الملك سعود رحم الله موتانا كان ضغوط الحكومة البريطانية شديدة على المملكة وخاصة وهي ترى أمريكا ستحل محلها منذ أواخر عهد الملك عبد العزيز واجتماعه الشهير بالرئيس الأمريكي روزفلت.
بدأ ضغط الإنجليز على الحكومة السعودية للسماح بدخول التبغ الى الحجاز بداية وكانت الدولة في حاجة للمال وشركات التبغ ذات سلطة نافذة, تمكن (بن زقر)وهو يعود أصله كما قيل لي من عدن أو من الأحباش المسلمين المقيمون في عدن فكان هو أول من أدخل التبغ الى الحجاز و أخذت عليه الدولة جمركا وقد فتح بن (زقر)مراكز توزيع جملة في مكة المكرمة و جدة والطائف.كان تركيزه على الطائف للكثافة السكانية ووجود القوات المسلحة به وكانت المملكة تدار تقريبا من الطائف.
أذكر وأنا في الحادية عشرة من العمر مركز بن زقر في الطائف لتوزيع التبغ وكان في محل في بيت عائلة كريمة تسمى عائلة (شحيبر) في حي أسفل شرق مسجد الهادي,
كان يباع التبغ بالأقة وهي كمية محددة و كانت من أنواعه(أبو عروسة- أبو وردة_أبو جنيه_ بحاري_ ثلاث خمسات_ أبو طير _ ثم ورد نوع يسمى(أبو بس)وعليه صورة قط أسود,وكان هناك نوعان من التبغ الأمريكي وهما(أبو جمل _ أبو اسطوانة _ ولكن مراكز بن زقر لا تروج لها كما تروج للتبغ الإنجليزي.
كان الذين يعملون في مركز بيع التبغ يشجعون الصغار امثالى ببيعهم سيجاره مفردة وكان ثلاث سجاير بقرش.
كانوا يشجعون من لا يتعاطى بإعطائه سيجارة أو اثنين مجانا حتى انتشر التدخين كانتشار النار في الهشيم ومن المؤكد أن ما حدث في الطائف حدث في مكة المكرمة وجدة ومنع (المطاوعة)من معارضة المدخنين.
انتشر التدخين في جميع أرجاء المملكة بالتهريب فلم يسمح بتعاطيه في نجد و ما حولها الا خفية.
هكذا وبعد ستين عاما تذكرت كيف أصبحت أنا ولداتي من المدخنين بفضل جهود (بن زقر) وضغط الحكومة البريطانية . ولقد عاتبت مرة وهيب بن زقر وهو الآن رأس تلك العائلة وهي من العوائل المتنفذة وعلاقاتها ممتدة مع جميع القوى العالمية ,عاتبته في برنامج تلفزيوني مطالبا إياه تقديم شيء لهذا البلد التي احتضنه وجعل من أسرته أسرة ذات مكانة عالمية على حساب حياة أفرادها و مواطنيها و أن أقل ما يمكن أن يقدم إقامة مراكز لعلاج السرطان كما فعل (البابطين)ولكنه رد بعجرفة وقطع الخط عني وأتصل بي بعض أفراد أسرته ليخبرني أن لديهم مكتب لتقديم الصدقات,ضحكت كثيرا على ما قال وتعجبت من بلد ,يا لها من بلد.!!!!!!!!!

السبت، 13 سبتمبر 2008

زبيده

زبيده
بنت ملك, أخت ملك, زوجة ملك, والدة ملك, أي فخر بعد هذا؟كيف وإذا قلنا أنها من قريش ؟قريش أشرف العرب, ؟ كيف إذا زدنا أنها من بني هاشم, أشرف قريش؟كيف إذا قلنا أنها حفيدة حفيد عبد المطلب؟ الذي ينسب إليه سيد الخلق سيدي رسول الله عطر الله اسمه الزكي بعطر زكي من صلاة وتسليم,من لي بمثل هذه القامة التي لا تطاولها قامة ؟, مدت الماء من العراق الى الطائف في طريق الحجاج قاصدي بيت الله عز وجل, ساقت الماء من الكر أسفل حبل كرا ومن ثم ساقته الى مكة المكرمة بطريقة هندسية تعتمد عل دوران الجاذبية يسير الماء غيها سيرا لا سريعا فيجرف الأرض ولا بطيئا فيترسب كلسه و وضعت فتحات تسمى (خرزات)على مسافات محدده يصل عمق بعضها الى 40 مترا تستعمل للصيانة والتنظيف,أعود لماء جبل كرا والذي كان ينساب الماء منه سلسبيل وقد مشيته على قدمي من رأس كرا حتى الكر,إنه الآن ماء آسن , لم؟..............من الكر سرت الى خرار مكة المكرمة و طريقه من وادي نعمان (اسألوا بن أبي ربيعة يخبركم كم تغنى بهذا الوادي)سرت حتى وصلت الخرار ومعي صحبة كريمة بتنا ليلتنا هناك وما صلينا الفجر إلا وشددنا رحالنا وما رحالنا إلا أقدامنا ورحنا نتتبع طريق الماء ومعنا بضع زاد,سرنا من صبحنا حتى حان الظهر, صلينا وارتحنا هنيهة و انطلقنا, تارة يغيب أثر الماء عنا ونتابع ثم نراه وقد طفا على السطح يسري عذبا حتى حل المساء, بتنا ليلتنا وتابعنا سيرنا (غبشة) مرة يصادفنا الماء ومرة نصادفه انتهى بنا المسير الى ما يشبه الحجرة والماء ينبغ من جميع أرجائها,وقفنا مذهولين نتفكر في خلق الله ربنا ما خلقت هذا باطل, ارتحنا و أمسينا وعدنا أدراجنا, لم نكن نملك آلات تصوير, بالكاد نملك لقمة العيش كما حال الكثير الآن, كان ذلك في عام 1377 هجري , من هناك ساقت زبيدة رحمها الله الماء الي مكة المكرمة والذي لا زال يتدفق حتى يومنا هذا منذ 1300عاما, ما رجت غير وجه الله ما غنمت مغنما ولا سطرت اسمها, إن ما كان لله يبقى ما بقيت الحياة, (فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض) الآية .ما أحوج الناس لتقديم ما ينفعهم لا تقديم ما يحسب انه سيخلده,ما كان أبسط مسجد سيدي رسول الله عليه أزكى صلاة وتسليم و كذا صحبه رضي الله عنهم إن التفاخر في بناء المساجد وتوسعتها والمبالغة في تزيينها و المسلمون في حاجة لبناء الأوقاف التي تعود عليهم بالنفع علميا واجتماعيا و حياتيا أجزل للأجر أبقى للذكر فهي صدقة جارية. رحمك الله يا زبيدة ,فعلت ما لم يفعله الرجال وما تباهيت قط,اسأل الله لك الأجر وأن يعيد لمسلمين رشدهم .زبيده

الخميس، 21 أغسطس 2008

الطرب الحجازي/33


الطرب الحجازي/33

ولا ينبئك عن خلق الليالي **** كمن فقد ألأحبة والصحابا

الحمد لله على عطائه وإنا لله وإنا إليه راجعون, كل يوم أفقد شطرا من حياتي, يا ويحي!!!!!كأني أموت يوما بعد يوم,الموت حق,لا شك في ذلك,ألموت ليس الا ميلاد آخر إنما هو ميلاد الى قرار.هذه حكمة الخالق,هذه إرادته,ليس لإرادته رد ولا عن مشيئته مفر ,بهذا اطمأن القلب ,بهذا سكنت النفس,باليقين برحمته,عز شأنه ,وصف نفسه أرحم الراحمين ,أنا أناهز السبعين,عايشت خلقا كثيرا,حتى من تجاوز منهم بذرة الإيمان ساكنة سويداء قلبه ,رجوعه الى الله اقرب من البعد عنه ,أحمد الله إن من عرفت شاهدت بعيني خاتمتهم السعيدة,لقد كانوا ممن تفيض أعينهم من الدمع عند ذكره ,فقدت قبل شهور الحبيب عبدالله مرشدي,وقبله طلال مداح,وقبله عبدالله محمد,وقبلهم فؤاد زكريا,كانوا قطعة مني سبحانه عز وجل بقيت لأراهم يساقطون الواحد تلو الآخر ولكن ما يريح النفس ويبرد نارها أني وأشهد لله عز وجل أني خبرتهم وخبرت حبهم لله ورسوله ,خبرت قربهم من الإحسان وإن لاكتهم بعض الألسن إرادة من الله عز وجل ليزيد من حسناتهم .
قبل أمس ,نعم قبل أمس فقدت أعز عزيز على نفسي ما أمهله الموت لم يتجاوز الزمن بين مرضه وموته أكثر من عشرة أيام ,كان يعاني وهو صابر محتسب والله ليس في هذه الدنيا أقرب مني له,يعاني سرطان الكبد صامتا أراه يذوي ولا يترك مسجد سيدي عبدالله العباس رضي الله عنه وأرضاه مصليا صائما النهار قائما الليل ما سمعت منه ولا سمع لداته منه شكوى أو أنين ,لا أسمع منه الا كلمة "الحمد لله"كانت مشيئة الله أن يصلني نعيه وأنا نزيل تخصصي الرياض ,بكيته والعين كما قال سيدي رسول الله عليه أزكى سلام,إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن .
عاش هذا الحبيب محبا لله ورسوله يروح القلب ساعة بعد ساعة كان يملك ورشة نجارة بها غرفة وحديقة صغيرة كان كالعسل والنحل حوله جميع مطربي الحجاز حوله يحب الترويح عن النفس فيما لا يغضب الله ,لم يكن متزمتا ولا متأولا ,كان ما بيده لغيره يواسي المريض ويساعد المحتاج جهد طاقته ,أخبرني أخي ان جنازته ساعة حمل الى مثواه محاطة بالضعيف والفقير وبصحبه وأحبابه الذين تقاطروا من كل حدب وصوب ,قال والله ماشاهدت إلا عيونا تدمع والسنة تدعوا’
لقد كفلنا هو وأخواه اللذان سبقاه بعد وفاة والدي فما أحسسنا باليتم ,كان ممن يعتبرون مرجعا في النغم وحفظ الأدوار القديمة ممن يعرفه من عهد الصبا سيدي إبراهيم خفاجي و أستاذي طارق عبدالحكيم ,
رحمه الله رحمة واسعة هو وجميع أموات المسلمين و أصلح الله شأن ونية المتزمتين الذين يذكرون أمثال من أسلفت بسيء القول يحسبون أنهم يحسنون صنعا وان رحمة الله لن تتأتى إلا بموافقتهم اسأل الله لهم الهداية فلن يحملوا إلا أوزارا .
إنه حمدان أمين اللهبي أبي وأخي أسأل الله أن يتقبله قبولا حسنا وأن يغفر له ولنا إذا أصبحنا معهم .
وهنا أدرك شهرزاد الصباح فدمعت عيناها وسكتت عن الكلام المباح.
كوكوكوكو

الطرب الحجازي/33


الطرب الحجازي/33

ولا ينبئك عن خلق الليالي **** كمن فقد ألأحبة والصحابا

الحمد لله على عطائه وإنا لله وإنا إليه راجعون, كل يوم أفقد شطرا من حياتي, يا ويحي!!!!!كأني أموت يوما بعد يوم,الموت حق,لا شك في ذلك,ألموت ليس الا ميلاد آخر إنما هو ميلاد الى قرار.هذه حكمة الخالق,هذه إرادته,ليس لإرادته رد ولا عن مشيئته مفر ,بهذا اطمأن القلب ,بهذا سكنت النفس,باليقين برحمته,عز شأنه ,وصف نفسه أرحم الراحمين ,أنا أناهز السبعين,عايشت خلقا كثيرا,حتى من تجاوز منهم بذرة الإيمان ساكنة سويداء قلبه ,رجوعه الى الله اقرب من البعد عنه ,أحمد الله إن من عرفت شاهدت بعيني خاتمتهم السعيدة,لقد كانوا ممن تفيض أعينهم من الدمع عند ذكره ,فقدت قبل شهور الحبيب عبدالله مرشدي,وقبله طلال مداح,وقبله عبدالله محمد,وقبلهم فؤاد زكريا,كانوا قطعة مني سبحانه عز وجل بقيت لأراهم يساقطون الواحد تلو الآخر ولكن ما يريح النفس ويبرد نارها أني وأشهد لله عز وجل أني خبرتهم وخبرت حبهم لله ورسوله ,خبرت قربهم من الإحسان وإن لاكتهم بعض الألسن إرادة من الله عز وجل ليزيد من حسناتهم .
قبل أمس ,نعم قبل أمس فقدت أعز عزيز على نفسي ما أمهله الموت لم يتجاوز الزمن بين مرضه وموته أكثر من عشرة أيام ,كان يعاني وهو صابر محتسب والله ليس في هذه الدنيا أقرب مني له,يعاني سرطان الكبد صامتا أراه يذوي ولا يترك مسجد سيدي عبدالله العباس رضي الله عنه وأرضاه مصليا صائما النهار قائما الليل ما سمعت منه ولا سمع لداته منه شكوى أو أنين ,لا أسمع منه الا كلمة "الحمد لله"كانت مشيئة الله أن يصلني نعيه وأنا نزيل تخصصي الرياض ,بكيته والعين كما قال سيدي رسول الله عليه أزكى سلام,إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن .
عاش هذا الحبيب محبا لله ورسوله يروح القلب ساعة بعد ساعة كان يملك ورشة نجارة بها غرفة وحديقة صغيرة كان كالعسل والنحل حوله جميع مطربي الحجاز حوله يحب الترويح عن النفس فيما لا يغضب الله ,لم يكن متزمتا ولا متأولا ,كان ما بيده لغيره يواسي المريض ويساعد المحتاج جهد طاقته ,أخبرني أخي ان جنازته ساعة حمل الى مثواه محاطة بالضعيف والفقير وبصحبه وأحبابه الذين تقاطروا من كل حدب وصوب ,قال والله ماشاهدت إلا عيونا تدمع والسنة تدعوا’
لقد كفلنا هو وأخواه اللذان سبقاه بعد وفاة والدي فما أحسسنا باليتم ,كان ممن يعتبرون مرجعا في النغم وحفظ الأدوار القديمة ممن يعرفه من عهد الصبا سيدي إبراهيم خفاجي و أستاذي طارق عبدالحكيم ,
رحمه الله رحمة واسعة هو وجميع أموات المسلمين و أصلح الله شأن ونية المتزمتين الذين يذكرون أمثال من أسلفت بسيء القول يحسبون أنهم يحسنون صنعا وان رحمة الله لن تتأتى إلا بموافقتهم اسأل الله لهم الهداية فلن يحملوا إلا أوزارا .
إنه حمدان أمين اللهبي أبي وأخي أسأل الله أن يتقبله قبولا حسنا وأن يغفر له ولنا إذا أصبحنا معهم .
وهنا أدرك شهرزاد الصباح فدمعت عيناها وسكتت عن الكلام المباح.
كوكوكوكو

الجمعة، 15 أغسطس 2008

الطرب الحجازي/32

الطرب الحجازي/32
لتكتمل المجموعة من العازفين والذين تخرجوا ثم خرجوا من مدرسة موسيقى الجيش بقيادة "البيه"والتي تحول المهمون فيها الى فرقة الإذاعة بعد تقاعد البيه(على فكره:كانت مسميات الرتب العسكرية شكل تاني ,فعميد الآن كانت زعيم وقد تقاعد البيه وهو زعيم حيث حصرت كلمة "زعيم"في العالم العربي على رجل واحد),ما علينا دعونا نكمل "الهرجة"ذكرت القانونجي وبعض الكمنجية ,كان هناك من يعزف على الكمان ولكنه يلي من ذكرت في الدرجة ,أذكر منهم علي باشا و لقد كان متجها بسرعة نحو الإجادة ولقد أصبح قاب قوسين ولكنه اختفى فجأة و كأنه(فص ملح وذاب)كما كان عبدالله هاشم وطلال حريري ولكنهما اتجها الى غير ذلك.
دعونا نتحدث الآن عن المبدع المليح في كل صفاته الطيب القلب المرح الفرح الدائم الابتسامة الذي إن راقبته مع الفرقة أثناء العزف تجده يتحول الى فرد من الكورس(الرديدة)وكأنه ود لو كان مطربا ولكن أخذه الزمان لغير ذلك,إنه عازف الناي المبدع ثواب عبيد ,يكاد يبكيك إن مال لنغم الصبا ويكاد يرقصك إن مال نحو نغم السيكاه ,ويحولك الى سلطان إن أرصد وإلى أنين إن أكرد والى حنين إن بيت والى زعيم إن نهوند ,كان الناي بين أنامله مطواعا يتثنى النغم من قصبته كتثني الهيفاء على الرمال ,ثواب,هو كمالة عدد الكبار الذين انتقلوا الى فرقة الإذاعة حتى تفرقت أيدي سبأ بفعل اجتهادات هيما نووية ,التحق بجوقة محمد عبده في الضمير المستتر مع الرفاق,
كان مع فرقة الإذاعة عازف كمان مجيد اسمه هاني مهنا وآخر (خبطت رأسي في الجدار لأتذكر اسمه فلم أحصل من الاسم إلا الاسم الأول "عبدالعزيز )اسألوا عبده أو محمد عبده يتذكره وخاصة محمد عبده فله ذاكرة(تفلق الصخر)قلتها لأحسده.
سامي إحسان ؟سامي إحسان أول اجتماعي به عندما جاء مع محمد عبده في زواج جارنا الدكتور بكر بن بكر وهو الزواج الذي عزفت فيه وكان سامي أقل من مبتدئ وانسحبت أنا من المجال فسمعت لسامي تسجيلا وإذا بي أسمع عازفا متمكنا مقدرة وفهما وقد طرق باب التلحين ولحن مجموعة من الأغنيات ولكنه ليس من المبدعين في اللحن وعلى العموم فكل من قال أنه ملحن فهو ليس أكثر من واضع فكرة لينفذها ويجملها ويزيد فيها وينقص أبناء النيل إلا الكبار عبدالله محمد وعمر كدرس وغازي على وفوق ذلك لا تزيد.
كذاك كان من العازفين المجيدين في مدرسة الموسيقى بالجيش شخص أعرف لقبه (الطويرقي)وكان يجيد العزف على "ألأكورديون)لكنه استمر في المدرسة حتى أصبح قائد الفرقة النحاسية.
نبغ عازفان على القانون مدني عبادي وعدنان خوج وكلاهما مجيد وفنان قدير وقد بلغني أن عدنان تقدم برسالة دكتوراه في فرنسا عن الكبير الكبير طلال مداح لم أطلع عليها,
تكونت فرقة في مكة المكرمة كانت ترافق يحي لبان وتشارك في برنامج الكبير جميل محمود ولكني ما عدت أذكر اسما من أسمائهم.
برزت مجموعة من العازفين في الطائف منهم عبدالله ألحصيني وهو مبدع ومتمكن وحمد بن سليم رحمه الله وكانت صلتي بهما كبيرة واستمروا وغيرهم في جمعية الفنون التي رأسها حبيبي عبدالله مرشدي رحمه الله ومعه من هو في مقام الأخ الأكبر لي ومن له أياد علي يوسف محمد وهذان الرجلان أعطيا الكثير ولم يلقيا شيئا في مجتمع دفان كما قال شيخي حسين زيدان رحمه الله ,
لنتحدث عن عازفي الإيقاع .ممن رافقوا الطبقة الأولى السيد /يحي صحره ,وكان يأتي بالكيس وفيه الرق والمصقع أذكره وأنا طفلا أنيق رقيق يرتدي السديري الحجازي الأبيض ,كما كان عازف إيقاع آخر من نفس الطبقة وشاركته العزف وكان يرافق العم محمد على سندي رحمهم الله نحيل أسمر البشرة حضرمي الأصل كان إذا أخذه الطرب وبلغ به مبلغه يقوم (يتمشى)هكذا يقال ولا يقال يرقص ففي الحجاز يقول المثل (من رقص نقص)المهم أني نسيت اسمه ,صار حالي كحال بعض المحدثين الذي قال :عن أبي عن أبي محمد قال: في المؤمن خصلتان,نسي أبي واحدة ونسيت الأخرى؟؟؟؟؟؟؟
اشتهر المطرب الكبير عبدالله محمد بضابط إيقاع ,وهو الصحيح فالإيقاع هو الذي يضبط العدد الرياضي الذي تنبني عليه الموسيقى بكل أنواعها شرقا وغربا ,كذلك من ضابطي الإيقاع المجيدين عبدالله فقيه كان يرافق حبيبي طلال وكذلك كان بدر بطيش وهو من البراعة حتى أنه يأخذ باللب وأخيه ,ثم عمر شلاح المطيري وهو ورفيقه محمد حمادي أعتبرهما من إخوتي الصغار وهما الآن مع محمد عبده في حله وترحاله,وكذاك الصديق عدنان يماني والذي أصبح عدنان النبهاني و كذاك شقيق المطرب كمال قاضي (السمكري)واسمه عبد الحفيظ,
نسيت أن أذكر من برع على الكنترباس وأذكر منهم المطرب المبدع جميل محمود والذي تحول الى عازف كنترباس مع فرقة الإذاعة والمطرب عبدا لإله لولو والذي كذاك تحول الى عازف كنترباس وفي هذه اللحظة أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.
كوكوكوكو

الأحد، 10 أغسطس 2008

اللهبي/الطرب الحجازي/31

الطرب الحجازي/31
آن أوان اقتحام القلعة الحصينة التي كنت مضافا إليها :مدرسة موسيقى القوات المسلحة بالطائف ,وتستطيع أن تختصرها في (مدرسة البيه)البيه هذا هو طارق عبد الحكيم,كان هذا الاسم والاسم فقط دون الجسم يكفي لارتعاد فرائص كل من في تلك المدرسة من مضاف و مضاف إليه ,هذا الاسم أما الشخص وأعني (البيه)إن وقف أمام أحد من منسوبي تلك المدرسة أو المضاف إليهم فالأمر يتعدى ارتعاد الفرائص إلى(هطول الأمطار)كان (البيه)شخصية فريدة وسبق أن تكلمت عنه ,هناك فرقة مصرية مستقدمة وهم أساتذة علماء متمكنون في مجالهم سواء الفرقة الوترية أو الفرقة النحاسية,ما سأتناوله هنا هو الفرقة الوترية من المواطنين ,
تتكون الفرقة الوترية من عازفي عود وعازفي كمان وعازفي ناي وعازفي إيقاع وعازف تشلو وعازف كنترباص وعازف قانون,
العازفون على الكمان كانوا ثلاثة صف أول والباقون صف ثاني وثالث.
اليوم حديثي عن عازفي الكمان صف أول وسأتحدث عن كل واحد منهم بمفرده وهم ثلاث:
1-عبدالله ماجد:رقيق دقيق أنيق إن داعب الكمان أبكاها, درس على يد عالم الكمان الأستاذ (أحمد سليمان والكل د درس على يده)ولكننا كما قال بطل قصة الكاتب الروسي العظيم دوستوفسكي في رائعته الإخوة كرامازوف على لسان أحد أبطال قصته(أبونا واحد ومذاهبنا شتى) صحيح درسنا على يد الكبير أحمد سليمان عم الفنانة أنغام ولكن كان لكل واحد منا مذاق متفرد في العزف (كمال أمير الشعراء )كالغيد كل مليحة بمذاق,
عبد الله ماجد قليل الكلام لاذع الكلمة ساكن كالبركان عاصف كالعاصفة لاأحسب أحدا أرق منه ولا أجمل منه ولا حرك المشاعر مثله إذ يداعب كمانه ,قست عليه الدنيا كثيرا ثم فتحت له أبوابها ولكنه قفلها بيديه بقي في مدرسة الموسيقى حتى تقاعد البيه فعتق مع غيره وانضم الى فرقة الإذاعة وكان درة العازفين ولما فرط عقد فرقة الإذاعة وكتمت الطرب(كتمة الفول المدمس)التحق بجوقة محمد عبده ولي في ذمته كمان غاب عني سنين وقابلته صدفة منذ عام في أحد المساجد وأخبرني أنه يعمل (تويجرا)وليس تويجريا,ويرافق محمد عبده في سهرات خاصة.
2-عبده مزيد:هذا عالم مستقل بذاته يذكرني بتلك (العنكبوت )الصغيرة التي تطير قفزا وتهبط,لا يقر له قرار مرح ,يشع المرح من عينيه ,قست عليه الدنيا وغالبها مغالبة العصامي من مدرسة البيه تتلمذ على يد الأستاذ(أحمد سليمان)متمكن من كتابة النوتة الموسيقية يتميز عليه عبدالله ماجد في رقة العزف وهو يتميز في جودة العزف ودقته له علي يدا حيث شارك في تدريسي على آلة الكمان حيث درست على كثير من الأيدي ولكن صلته بي كانت أمتن من صلتي بغيره كريم النفس سمحا أذكر مرة أننا ذهبنا مع البيه الى مكة المكرمة وكنا في صندوق الونيت الفورد والبيه في الغمارة مع السائق وعند مرورنا بأحد الشوارع وإذا بعبده يضرب بيده على سطح الغمارة ويصيح(يا بيه ,شلح,يا بيه,شفلح)وتوقف البيه ونزل يسأل عن المشكلة وإذا بعبده يقول (يا بيه
ما شفت أم شفلح؟)أرجع الله يرحم والديك,قال البيه شفلح .....في راسك ,وركب السيارة .سألناه عن الشفلح ولكن من شدة الغضب لم يتكلم ولا زلت لا أعلم حتى الآن ما هو الشفلح؟
انتقل عبده الى فرقة الإذاعة كما عبدالله وبقي فيها حتى أصابها ما أصابها وقد رأس الفرقة في آخر أيامها وانضم الى جوقة محمد عبده وله مقطوعات موسيقية من تأليفه ذهبت كغيرها في أرشيف الإذاعة ,
سنين طوال ما قابلت عبده رغم حبي له.
3-محمد هاشم الزهراني,رجلا جميل المحيا متزن رزين مجيد مجود للعزف كان يرأس المجموعة وقور إما عزف استمر في موسيقى الجيش حتى أصبح قائد موسيقى الجيش برتبة عميد كان يشارك مع فرقة الإذاعة غاب عني منذ زمن وله علي يد فقد شارك في تعليمي وإعطائي دروسا في الموسيقى .
سأسرد المجموعة الباقية ممن أحببت وعايشت ولولا أن أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.
كوكوكوكو

السبت، 9 أغسطس 2008

اللهبي/الطرب الحجازي/30

الطرب الحجازي /30
اليوم سأتوقف عند درة عازفي الحجاز والذي ما أنجب الحجاز ويبدوا لي أن الأمد سيطول حتى يعوض ,هذا رجل ربي في بيت الطرب فتح عيناه على التقوى والذكر والطرب,كان الطرب غذائه من صباحه الى مسائه
إن الطرب هو امتلاء النفس بالرضا والسرور والنشوة والخشوع,هذا رجل رافقته دهرا فهو يمت لي بصلة قرابة ورحم, كان جده رحم الله موتانا هو العشي للشريف الحسين بن على ملك الحجاز السابق والعشي تعني الرجل المشرف على الطعام من البداية وحتى النهاية وأصول تقديمه فكان في صنعته مطربا ثم أصبح العشي للملك عبدالعزيز رحم الله موتانا’عرفته وقد شارف على بلوغ القرن من العمر أنيق رقيق منتصب القامة إن حدثك أنست لحديثه الذي ينضح أدبا فهو راوية للشعر عالي الثقافة يعتمر عمامة من (الغبانة)ويرتدي الثوب الأبيض والسديري ,ابنه عباس مطرب تحدثت عنه ربي العازف في ذلك البيت المشحون تقوى ورقة وأناقة فهو الابن الأكبر للعم عباس,درس العود على يد والده المتمكن ثم تحول للعزف على آلة القانون ,عشقها ولا عشق الملوح ليلاه,إن داعب أوتارها سحرك وملك عليك حواسك ,كان مستقيما في سلوكه شديد الخوف من الله لا يفوت فرضا رأيته وهو يصلي وعيناه تنهمر بالدموع ,كم يهذب الطرب الأصيل النفوس,في هذا الساحر صفة تفرد بها ما رأيتها في غيره طوال عمري ,كان إذا تحدث تأتأ في الحديث فقد كان يعاني صعوبة في النطق وبالكاد تسطيع أن تستبين حديثه وخاصة إذا كنت تسمعه للمرة الأولى .هذا الرجل الذي يعاني من كل ذلك ما أن ينطلق لسانه بقراءة القرءان الكريم حتى يتحول (قس بن ساعده)فصاحة في اللسان دقة في مخارج الحروف متمكن من التجويد لا تسمع منه الصوت الذي يخرج من البلعوم الأنفي ممن يتولون الإمامة يحسبون أن خروج الصوت من البلعوم الأنفي لجهلهم, تجويدا أو تغني كما أمر سيدي رسول الله عليه السلام ,كذاك عندما ينطلق في الغناء لا يتلعثم ولا يتأتئ ,شجي الصوت.
بلغ هذا المبدع في العزف على القانون مبلغا ما أحسب أن أحدا بلغه,كنت حاضرا في دار الأبرا المصرية وأنا عند زيارتي لمصر تجدني هناك أوفي دار الكتب حتى أن لداتي يسموني (المهووس),أقول كنت حاضرا في دار الأبرا المصرية عندما أحيا هذا المبدع ليلة عازفا على القانون وكان من الحاضرين علماء الموسيقى و كبار عازفات وعازفي القانون في مصر وبعض الدول العربية فبهر الحضور ولم يصدقوا أن الحجاز ينجب مثل هذه الموهبة ولقد وقف الحضور عدة مرات يشحنون القاعة بالتصفيق المتواصل والغريب في كل هذا أنه عندما يعزف وكما قال لي لا يشعر بوجود أحد بل يشعر أنه يناجي خاشعا,لقد كان حديث أهل الطرب وأساتذته ,
عمل في مدرسة موسيقى الجيش عندما كان الصديق فهد الشبل قائدا لإدارة موسيقى الجيش وترقى حتى أصبح "رئيس رقباء"وعندما كان الزميل محمد مهدي الزهراني قائدا لإدارة موسيقى الجيش صدرت قاصمة الظهر ,
جاء هذا الفذ والدموع تسيل من عينيه وهو يتأتئ قائلا(يا يا ع ع ب ب د ددد الررر حم حم ا ن)الغوا الفرقة الوترية من موسيقى الجيش يقولون حرام كما ألغوا فرقة الإذاعة قبل,قلت معزيا و ممازحا (روح اشتغل حيث هم)
أعرفتم هذا المبدع,,,,,,,,,,,,,إنه,,,,,,,,,
حسسسسسسسسسين
عبببببببببببببببببباس
عششششششششي
وهنا سكتت شهرزاد عن الكلام المباح حتى و لو لم يدركها الصباح.
كوكوكوكوآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه.

الثلاثاء، 5 أغسطس 2008

الطرب الحجازي/29

الطرب الحجازي/29
أوردت ما عرفت عن العمالقة الأول و كما أسلفت ,هدفي الرئيس الإبقاء على ذكرهم و أنا على يقين أني ما أوفيتهم حقهم فهم كبار كبار وأنا عند قاماتهم صغيرا صغير رحمهم الله فقد كانوا كما أسلفت أهل دين وتقوى وترفيه بريء وإدخال السرور على النفوس.
سوف أواصل الطريق مع العازفين من أهل الطرب الحجازي وسوف تكون البداية مع المخضرمين منهم والذين هم صلة الوصل بين ما مضى وما هو الآن وما سيأتي.
شيخ مشايخ المخضرمين هو السيد /زيني عبدالغفار,عائلة كريمة المحتد من آل بيت النبوة مشرق الوجه سميح النفس كريم اليد مؤدب الطبع حلو الحديث خافت الصوت إن خاطبك خاطبك همسا وإن خاطبته أصغى وكأنه ليس إلا أذنا ,عازف "قانون"مجيد درس على يد العم حمزة مغربي ويملك موهبة أصيلة تربطني به صلة مودة وبأهله تعاونت معه في تحرير الصفحة الفنية في صحيفة عكاظ منذ أمد فهو فوق موهبته الفنية كاتبا رقيقا أنيقا مشرق الكلمات فصيح البيان يقطر قلمه كما لسانه كما قلبه عسلا,واصل الدرس على يد الأستاذ المبدع (محمد عبده صالح)عازف القانون الذي صاحب سيدة الغناء أم كلثوم حتى توفاه الله درس على يده دروسا خاصة في منزل المبدع محمد عبده صالح بقاهرة المعز كنت أحيانا أرافقه حيث جاد علي الزمان بالتعرف على كبار عازفي مصر ثم جمعتني بهم الأيام هنا,كان السيد زيني مرهف الحس يشجيك إذا داعب أوتار القانون ولكنه كماي,لم نقتحم الحفلات العامة ولا سائل الإعلام ,كنا في دائرة ما تجاوزناها قط.تنسك السيد وأعتكف في الحرم المكي الشريف وأوقف نفسه على العبادة والتبتل وكأنه شلح ثوب الدنيا عنه أخذتني الدنيا الى البعيد البعيد عن المغاني والمعاني فما عدت اعلم عنه شيئا وإن كان لا يزال يسكن سويداء القلب,أعانه الله إن كان على قيد الحياة ورحمه رحمة واسعة إن لقي ربه ,
ياسين بكر /هذا الرجل المبتسم دون اعتبار للموقف في أحلك الظروف وفي أسعدها مبتسم كان عازف كمان مبدع وكذاك عازف عود على الميلين إما عزف هز مشاعرك طربا و جال بك في غيابة الشجن ,كذلك كان من ذات نوعيتنا في دائرة محدودة أذكر أن له تقاسيم على العود تذيعه بين الفينة والفينة الإذاعة السعودية ولكنني منذ زمن بعيد لم أسمعه وذاك لسببين:الأول أن الإذاعة لا تهتم بالتراث والثاني أنني ما عدت استمع لها بل لا أعلم إن كانت لا زالت تبث أم لا.
حسن مختار الذي أصبح الدكتور حسن مختار و أصبح مدير تعليم مكة المكرمة وهو قريب ونسيب للسيد زيني وكانت علاقتي به تقارب علا قتي بالسيد زيني وكان يعزف على العود وهو مبدع متمكن كانت تجمعنا (ورشة بن عمي حمدان التي سبق أن ذكرتها فقد تربينا فيها جيلا أذكر منهم أبناء العم إبراهيم توفيق/توفيق وسليمان ونزار وعبده ,وأبناء العم محمد زبيدي/زكي وحسن وعصام وسعود/وغيرهم ممن لا تسعفني الذاكرة الآن وخاصة في هذا الحين المقيت.
سعود زبيدي ألدكتور سعود وأذكر أنه أصبح نائب أمين عام الجامعة العربية للشؤون الإدارية .كان يعزف على العود ولقد حاول أن يصبح (مطربا)فنصحناه حيث صوته لا ينافس محياه.
يقولون في الحجاز على الخبز (لبه)بضم اللام وتشديد الباء وتسكين الهاء ,وهي الغذاء الرئيس ومأخوذة من الفصحى من كلمة(لب)بضم اللام وتسكين الباء,ويشرحها صاحب القاموس أن لب الشيء هو جوهره وهو بيت قصيده .
كنت سأبدأ في إطلاق العنان لذاكرتي لأروي رواية لب المخضرمين ولكن أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح
كوكوكوكو

الأحد، 27 يوليو 2008

اللهبي/الطرب الحجازي/28

الطرب الحجازي/28
تكلمنا عن العمالقة من العازفين وأتينا على ذكر العم حمزة مغربي والعم محمد الريس والعم الدكتور وسأواصل إيراد أسماء العمالقة الكبار الجذور والذين مارسوا الفن والخوف يحيط بهم ولا تحتاج عبارتي الى تفسير (الحدق يفهم )ولما فتح الباب (مواربة)وبعد ذلك سأبدأ بالجيل الذي أنا منه وإن كنت من المخضرمين ,لا ننسى أن الباب قفل مرة أخرى فخرج من خرج خارج الحدود وبقي من بقي في الأنفاق ولو مددت أصبعك من ثقب الباب لطرحك الله فيمن يعضه عضة تجعل صراخك يملأ الفضاء,ولكن عاد الباب للمواربة والقفل وأصبحنا بين جملتين شهيرتين (عطوه.....بطوه).
أعود لأتحدث عن ثلاثة من الكبار.الطيب ,كان الطيب رجلا كاسمه طيبا في كل شيء يملك ملكة تميزه وهي تحويله عندما يعزف منفردا وتسمى(تقاسيم)يحيل الأنغام ثقيلة الوزن الى أنغام (فرايحية)فالراسد و الجهار كاه والعجم والنهوند من الأنغام التي تستغرقك في تهويم فلسفي بخلاف نغم الحجاز والسيكة وهوالبنجكة ورصد النوى وهو الحراب وكذا الأنغام التي تكاد تجعلك تذرف الدمع كالصبا والعشاق يحيل هذه تلك وتلك هذه وذاك لعمري مقدرة هبة من الخالق ,لا أود أن أتوسع في الأمور الفنية ولا سرد الأنغام ولكن تلك ملكات تسوقك للتنويه بها ,شاركت العم الطيب ولكن أقل من مشاركتي لمن سبق وأوردت .
العم سعيد شاولي تلك شخصية ذات استقلالية في كل شيء وهو فوق إجادته العزف على الكمان يجيد فن التصوير الفوتوغرافي وكان له أستوديو تصوير عندما كانت استوديوهات التصوير نادرة وقبل ذلك كانت محرمة (وكلكم مفهوميه)كان العم سعيد على ما أذكر محله في القشاشية وكان لا يرتدي يعتمر الا (كوفية هرمية)وهي كانت للأنيقين دون (صمادة)الآن غترة والصمادة كانت إما غبانة أو شال أو قماش من القطن وكلها عمامة وأجمل عمامة رأيتها في حياتي كان يعتمرها سيدي عالم الحجاز السيد(علوي مالكي)وكذا كان أبي وأبناء عمومتي وللعلم العمامة هي الزي الصحيح في الحجاز من العهد الجاهلي ثم الإسلامي وحتى أدخل علينا الإنجليز الشماغ ,سرحت بكم ,أليس كذلك؟نعود للعم سعيد شاولي كان عزفه رقيق أنيق كماه وكان يميل لعزف الألحان المصرية وحتى عزفه المنفرد كان يميل للطريقة المصرية في النغم ,كان قليل الظهور أذكر سمعت منه وأسمعته كان مختصرا على محيط محدد وأحسب أن له أبن تخرج طبيبا ومارس الفن وأسمعني أحدهم بعض أغانيه وهي تميل للحديث من الفن الذي يعتمد على الإيقاع أداؤه جيدا ولديه القدرة أن يعمل على تطوير الفن الحجازي فقيل لي أنه درس الموسيقى ولكني لم أعد أسمع عنه .
العم محمد رفه,احسب أني أصبت في الاسم أما اللقب فلا مرية فيه ,كان العم الرفه عازف أنيق على الكمان محدود الانتشار أنيس ونيس جليس لا تمل من طيب حديثه ولا من براعة عزفه ولا من جمال أناقته ولا من طيب سريرته وقد فزت بالعزف معه وأمامه وكان صاحب متجر يبيع فيه تحف لم أشاهد قبلها ولا بعدها في تفردها ولقد كان يسافر لينتقي معروضاته وله مرتادين محدودين من أهل الذوق الرفيع والحس المرهف وله ابن نطاسي في جراحة القلب وعلمت أنه كان كثيرا ما يقوم بعمليات في الداخل والخارج للمحتاجين وهذا ما لا يستغرب على مجتمع دخيلته أشد بياضا من ثيابه لقد كان مجتمع يذكر فتذرف العين دمعها على تذكره.
العم محسن شلبي:من أراد أن يكون السرور ونيسه فعليه أن يكون العم محسن جليسه,يعزف على الكمان ليس بأبرعهم وإن كان أكثرهم أنسا ولي معه أياما جميلة لن يجد الكدر الى نفسك طريقا وأنت معه وكان صهرا للسيد عبدالرحمن المؤذن.
العم منصور بن سفرة وهو من أهل الطائف من طويرق كان هو عازف الكمان الوحيد وشاهدته وأنا صغيرا في السن و عزفت معه ولكنه ترك العزف مبكرا خلوق أنيق كثير الصمت كأني أطالعه وهو يلف سجارته البستاني بين الشيلة والشيلة (أين بين الأغنية و الأغنية ).
إن كل من أوردت ذكرهم العطر لقوا وجه ربهم ,لقد كانوا رجالا بكل ما تحمل الكلمة من معنى حريصون على دينهم وعبادتهم لا يفوتون واجبا دينيا ولا أخلاقيا لا ينطقون العوراء لا يسيئون لأحد ,كنوا رحمهم الله خير موجهين لنا يحثونا على الفضيلة وعلمونا أن الطرب ترويح عن النفس ومسلك راق محترم لا يجب أن يلوث بإثم ولا بتفسخ .كانوا رجالا يحترمهم الصغير والكبير ما تركوا غير مرضاة الله والذكر الحسن وعندما فاح عطر ذكراهم أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.
كوكوكوكو

السبت، 19 يوليو 2008

اللهبي/الطرب الحجازي/27

الطرب الحجازي/27
أنهيت الحلقة السابقة عن أستاذ الكمان بدون منازع في زمنه ولكن فات علي ان أذكر أنه بالرغم من إجادته للكمان فهو كذلك مجيد العزف على القانون ولكن ليس في درجة العم حمزة مغربي وكذا يجيد العزف على العود ولكنه لا يملك صوتا شجيا وتميزه في العزف على آلة الكمان لم يشتهر كثيرا في غيرها وقد درست على يده .
سأكتب الآن عن ثلاثة عازفين على الكمان وكانوا في زمن محمد الريس وهم للحقيقة مجيدون وذوا إحساس مرهف ولكل طعمه وعبقه كالعسل والورد,
الدكتور :كذا عرفت اسمه واجتمعت به كثيرا ولم يدر في خلدي سؤاله عن اسمه الكامل فلقد كنا نحترم كبارنا ولا نخاطبهم إلا كما نخاطب آباءنا ولا أذكر أني خاطبت أحدهم بغير كلمة (ياسيدي)وكنت لا أعزف منفردا حتى يأذنوا لي ولا أجلس عن يسارهم في الصف بل قد يناولني أحدهم قوس كمانه لأمرره على (القلفونية)وهي المادة الغروية التي ينطلق الصوت قويا عند احتكاك القوس بالوتر,بل وأحمل لهم كمانهم تلك آداب ربي عليها أهل الحجاز في كل صنعة وفن وفي التعامل اجتماعيا بين الكبير والصغير آه على تلك الأيام .
كان الدكتور وبالمناسبة أطلق عليه لقب الدكتور بمعنى دكتور الكمان فلقد كان الدكتور في ذلك الزمان كالتحفة التي يتمنى الناس أن يروهم فقط فقد كانوا لعلية القوم والمستشفى تسمى (الصحية)وليس غير مستشفى أجياد بمكة المكرمة والدكتور محمد خاشقجي ومستشفى الملك فيصل بالطائف والدكتور إبراهيم أدهم .
نزهة:أليس كذالك؟ أخذتكم في نزهة!!!!!
كان الدكتور دقيق الجسم دائم الابتسام تقي محافظ على عبادته وأوراده لم تلهه الكمان ولا الطرب عن دينه وتقواه كثير الصلاة على سيدي رسول الله لا تسمع منه كلمة نابية ولا طباع من ينادون من وراء الحجرات,
كان متمكنا من النغم حافظ للحن مبدع (التقاسيم )وهي العزف المنفرد التلقائي ,كنا ذات مساء في سهرة وكان أحدهم قد أحضر مسجل وهو من النوع (القرندق)بأشرطة بكرات وقيل أنه من نوع استريو وهي كلمة جديدة فهمنا من صاحبه أنه بمايكروفونين ,وقال أنه سيضع أحد الميكروفونات أمام الدكتور ليبرز عزفه من سماعة والمايكروفون الآخر أمام المطرب وأنا معه ,وقد أبدع الدكتور ذلك المساء كما لم يبدع من قبل وانتهت السهرة وانفض السامر وكنا في بيت صاحب المسجل وهو من علية القوم فقال لي الدكتور (أقعد ياواد خلينا نسمع التسجيل بعدين نروح)وقام صاحب المنزل(وحكر براد الشاي )ولف شريط المسجل من البداية ولسوء الطالع أن المايكريفون الذي أمام الدكتور نسي مضيفنا أن يفتحه ,ولم نسمع عزفا للدكتور البتة وصاحب المنزل يلف الشريط ويعيد والدكتور يردد فقط (ما سجل؟ما سجل؟ما سجل؟)ولما أصبح الأمر حقيقة لا مرية فيها غضب وحلف يمينا لا يدخل لمضيفنا بيت ما عاش والرجل يعتذر وخرجنا نتلمس طريقنا في الظلام أنا والدكتور حيث أصر الا يركب سيارة المضيف ونحن في مزرعة خارج المدينة وبالكاد أقنعته بعد (مئة بوسة على الراس)رحم الله الدكتور ما ألطفه وما أجمله وما أطيب نفسه وما أجمل عزفه وفوق هذا وذاك ما أنقاه وما أتقاه بكل سماحة الإسلام وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.
كوكوكوكو

الاثنين، 14 يوليو 2008

اللهبي /الطرب الحجازي/26

الطرب الحجازي/26

قد يعتب على الكبار ممن لست في طرفهم الا رقم مفرد وأعني بهم أساتذتي وسادتي إبراهيم خفاجي ويوسف محمد(أبو يعقوب)وطارق عبدالحكيم ويقولون ما لهذا (الواد)ما جاء على ذكر الركنين الكبار وهم سادتي الشريفان هاشم وعبدا لحميد و هما رحم الله موتانا نبع الطرب الحجازي :أقول لسادتي معتذرا وكيف أختم كلامي بغير تطييبه بأسماء آل بيت حبيبي وقرة عيني سيدي رسول الله عليه وعلى آله وصحبه أزكى سلام إن خير ختام الكلام تطييبه بذكر آل البيت الكرام وهنا أجزم أنهم ومن في مقامهم سيقولون(صدق الواد).
أعود الى سيرة أحبابي من الذين كانوا يعزفون على الآلات الموسيقية وقد ابتدأتهم بالعم حمزة مغربي وها أنا أثني بدرة من عزف على آلة الكمان ,ذلك الرجل المهيب الذي أدركته وقد مال به العمر الى خريفه وكان ذلك في ورشة أخي بن عمي حمدان والذي سبق أن أشرت الى أنها كانت ورشة نجارة صباحا ومدرسة طرب مساءا,
إنه الفنان المبدع الذي تكاد أن تذوب الكمان في يده من رقة ما ينساب من روحه من فن روحاني صافيا نقيا ولا نسمة الصبا تتراقص الأوتار ويرتعش القوس ويتحول السامعون الى أذن تلتقط جواهر النغم وهي تنثر على رؤوسهم من بين أنامله وهو بوجهه الصارم الذي لو رأيته والكمان ليس في يدية لحسبته جلمود صخر ولما صدقت أن ذاك الجلمود يختزن من العاطفة ورقة الإحساس كل هذا.
إنه العم "محمد الريس"سمعته ليلة وقد تناول كمانه وبدأ في تقاسيم على نغمة الحجاز تلا عب بها ونغمة الحجاز من الأنغام التي تدخل السرور على النفس وعرج منها على الحراب وهو النغمة التي تجعلك تنتهي عند (المحط )صائحا الله الله ومنها تحول الى الجهاركاه وكأنه يجهزك لتستقبل الصبا وهو النغم الذي يستمطر العين بالدمع ويجعلك وقد خف وزنك وسكنت الجاذبية ليهوم بك في عوالم تنسيك ما حولك لتتساما روحك وتنتابك رهبة يعيدك بعدها الى رشة من نغم العشاق والذي يقال أنه يستدر الغيث ليعود بك الى مقام الحجاز حيث بدأ دون أن يجعلك تشعر بانتقاله من مقام لمقام وتلك لعمري علم العارفين ومكنة المتمكنين حتى رأيت الجمع وقد وقف احتراما لإبداعه وأكثرهم من أساتذة النغم فالنغم في الحجاز ليس وقفا على المطرب أو العازف ولكن يندر أن تجد حجازي المعدن ليس له علم بالنغم أكان عالما أو مثقفا أو ولد حارة ,هكذا كان الحجاز عبادة وتقوى وأنس ومؤانسة ما حضرت مجلس طرب إلا وكانت البداية بذكر الله عز وجل والصلاة على حبيبه عليه أزكى سلام فهم قوم لم ينسوا نصيبهم من الدنيا وما أخرهم الطرب عن عبادة أو عن فرض وما كان يدور في مجالسهم ما لا يرضي الله ورسوله .
كان للطرب أصول وقواعد يحترمها الجميع ,فمثلا كان يبدأ صاحب العود بالتقاسيم وهي عزف حر إبن ساعته ويليه عازف القانون ثم عازف الكمان ,ولقد حضرت مجلسا قسم فيه صاحب العود وكان العم حمزة على القانون والعم محمد الريس على الكمان فقسم العم محمد الريس قبل العم حمزة وبذلك خرق عرفا أغضب العم حمزة وكادت تحدث مشكلة كبيرة ولولا تدخل الحاضرون و إرضاء العم حمزة (بحق)وهو ذبح خروف وعشاء إرضاء لعم حمزة قام به العم محمد الريس ,كان هناك احترم وتقدير وأدب وقواعد إنما كانت لزمانها (وكل شيء في وقته حلو).
عمل محمد الريس بمدرسة موسيقى الجيش مع طارق عبد الحكيم وكان قبلها صاحب دكان ببرحة القزاز(أكرر للمرة الألف ,القزاز ,بضم القاف وفتح الزاي)بجوار قهوة العم محمد الثما لي وبقي في مدرسة الموسيقى حتى تقاعد طارق عبد الحكيم فأنتقل الى فرقة الإذاعة ككبير لهم حتى تسلمها المطرب علي با عشن وتحول الى عمل إداري وتغير الحال غير الحال.
هذا الرجل له اليد الطولي مع الكبير طلال مداح وسيأتي شرح ذلك عندما اكتب عن الكبير طلال.
كان محمد الريس فنانا مطبوعا عفيف النفس تقيا نقيا لم يكن يتكسب بفنه كغيره من الأول فهكذا كان الرجال في الحجاز ,لا تجد العالم الذي يتكسب من علمه و لا الفنان الذي يتكسب من فنه ,كان لكل منهم عملا آخر يتكسبون منه أما العلم والأدب والشعر و الثقافة والطرب فكانت لذاتها وهذا الذي صبغها بالصدق ولم يكونوا رقيقا لمعطي ليعطوا كما يريد وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.
كوكوكوكو

الثلاثاء، 8 يوليو 2008

نزف


نزف
يا ويلي....ناهزت الستين ولا زال النزف.....نزف.......نزف......من ذات الشريان..ّذات الشريان...ينزف ...لا يتوقف....أذوق طعم الدم في حلقي ..نزف كأنما ينبع من عين لا تنضب..نزف لكن لا تساقط قطرة دم ....لا....لا
تساقط....تتبخر ثم تكثف...لتعود كندف الثلج الأحمر لتغلفني فأشعر بلفح يتسرب حتى داخلي...أعد الثواني....تطول الثواني ....تتطاول الثواني .....كأنما سيزوف يحمل صخرته ليصعد المرتقي الصعب لا هو بالغ نهايته و لا هو واقف حيث يصل فيعود يحمل ثقله .....هي دائرة....حيث بدايتها...حيث نهايتها ,,,طبقات من الدم غلفت جسمي فما عاد جلدي يشعر .....لقد غلفت بصيلات الإحساس أصبحت قشرة من خلايا ميتة ...الخلايا الميتة لا تحس .....ما عدت أذكر النزف...كأنما أصبح ذاتي وجودي تحولت من كائن يحس... يشعر... يحب.... يكره.....ينسى ......يتذكر......يغضب...يرضى...فقط ...نزف .....نزف......ترى ؟!؟!هل يجف نبع النزف ...؟أم هل يتوقف النزف دون أن يجف النبع.....؟ما عدت أدري ..كيف يدري من نسي أنه نسي أنه ينزف

نزف......................... نزف......................نزف........................................نزف

الاثنين، 7 يوليو 2008

الطرب الحجازي/25

الطرب الحجازي/25
وجدت أني في مرحلة من حكايتي نحن في الحجاز نقول (أحكيك حكاية)أي أروي لك رواية أو كما يقال عند البعض (سالفة).من لطيف الحكايات هذه الحكاية التي كنا نرددها ونحن صغار توارثا عمن قبلنا تقول:
"أحكيك بحكاية ,كلب جرى بسقايا وأحورها و أدورها وأعيدها من أولها ,وأحكيك بحكاية كلب جرى بسقايا وأحورها و أدورها و أعيدها من أولها "وهكذا دواليك ,كانت طرائف و لطف و كانت سلوى ,ما علينا!!!
نعود للحكاية أقول أنني وجدت أنه لزاما علي أن أروي عن العازفين أنتشل من قاع الذاكرة ما استطعت الى ذلك سبيلا ,أولا لأنهم كانوا عماد الطرب (لاحظوا أقول الطرب ولم أقل الفن) سبق أن فندت هذا الزعم وأزيد أن الطرب الشرقي يعتمد على السماع ولا يعتمد على النوتة الموسيقية فهو ليس فيه "تكنيك"كالفن الغربي (لاحظوا أنني لم أقل الطرب الغربي)لأنه ليس طربا فهو يعتمد على قواعد حسابية ولن يتسنى أن تقول بعد كل مقطع غربي (الله ,,,,يا عيني,,,,أدعس,,,,)وتتمايل جذلا متشبعا روحيا ولكن مستمتعا عقليا فالشرق كل الشرق روحاني والغرب كل الغرب منطقي ,لذا أقول أن الطرب في عموم الشرق يعتمد على السماع ولقد قرأت عن الطرب في عموم آسيا قبل أن يتفرنج فكان كله سماعي فهذه أذربيجان تملك طربا لا يدانيه طرب وكذا الترك والفرس وحتى الفياتنام لو سمعتم طربهم القديم لتمايلتم ,وأول من كتب النوتة الموسيقية للعود كان الفنان محمد القصبجي وكانت السيدة أم كلثوم تدير بروفاتها على السماعي ولم تقبل أن تكون أمام العازفين نوت موسيقية حتى توفت رحم الله موتانا وحثي عهد سيد درويش كان الغناء والموسيقى في الوطن العربي "سماعي" وكان مستودعه حلب والمغرب وهما المنطقتان التي اتجه لها عرب الأندلس بعد أن ضيعها جماعة الشيخ الجليل عبدالله بن الأحمر رحم الله موتانا حيث ساقهم فرناندوس وإيزابيلا والعلم كله بيد ازبيلا تلك الملكة التي أوصت على إبقاء "سبتة ومليلة في ركن المغرب العربي الشمالي في يد الفرنجة حتى لا يتسلل العرب لهم مرة أخرى .
أحسب, أني سرحت بكم وذاك ليس ذنبي ولكنه ذنب ذاكرة مزدحمة كلما هممت بالكتابة طفا على سطحها ما لا استطيع أن أكتبه فتلكزني وألجمها وقد انفعل فيغضب قاصر الإدراك أو يقرع أو .أو, وأنا ممن لا يقرعوا (بضم الياء وفتح القاف وتشديد الراء,وأتمثل دائما قول الشاعر:
ولدت عيوفا لا أرى لابن حرة ****علي يدا أغضي لها حين يغضب
نعود لأحبابنا الذين يثرون الطرب بالعزف الذي يجعلك ترى الماسة وقد أحيطت بكريم الأحجار من الياقوت والزبرجد و الفيروز و الروبي والمرجان و رصائفها و بريقها يتراقص حول الماسة التي تبعث إنعكاسات روحها لتسكبها في أرواح أهل الطرب الحقيقين والذين يقدرون قيمته وهم السميعة الذين يصبغون ذلك بدبيب تحسه ولا تراه .
حمزة مغربي ......أبوعرب.....حمزة....كل هذه ألقاب لعازف القانون الطود عزفا وهامة والأخيرة لم أذكرها وتركتها للعارفين,هذا رجل عرفته حيث كان يقضي فترة الصيف في الطائف ويقيم في ورشة النجارة وبيت الفن التي يملكها أخي الأكبر بن عمي حمدان أمين شفاه الله ولا أحسب من له علاقة بالفن في الستينات والسبعينات وأوائل الثمانينات إلا ومر بها أو أخذ الفن عن مرتاديها فكانت ورشة نجارة نهارا دار أنس مساءا ولكنك لا تجد فيها متخلف عن صلاة أو جانح,كان العم حمزة رحم الله موتانا وهو رجل أعزب ما عرفت له قرابة كان يسكن في غرفة من غرف الورشة وكنت تسمع نقره على أوتار القانون تسري في فضاء الورشة فتصبح(دانه ولبانة أو غناء و سف دقيق)إنما في المساء حيث ينتظم عقد الطرب ,
كان العم حمزة نادر الابتسامة صارم عرفته وقد تجعد وجهه وخط الدهر عليه خطوطا متجهما نزقا يجب أن تحسب كل كلمة توجهها له و إلا ندمت ندامة الكسعي ,يعتمر عمامة وطاقية بلدي هرمية الشكل و كان هذا لباس أهل الحجاز قبل أن (يتخلجوا)كان طويل القامة ويملك سيارة فورد موديل 48 أذكر أن سيارته كانت واقفة وخلفها سيارتان ومن موديل الخمسينات واحدة لمحمد سعيد حبيب والثانية من مخلفات الجيش لابن عمي حمدان والمغرم بمخلفات الجيش حتى اليوم حتى أنه كان يملك إسعافا ليس فيه من الداخل الا صندوق شاهي فارغ يجلس عليه ليسوق و قد تعلم أبناء حي أسفل بالطائف السواقة على هذا الإسعاف وكأنه من وقفنا الموجود في برحة القزاز,المهم حاول العم حمزة إخراج سيارته وكان يقف عبدالرحيم كابلي وهو معلم نجارة وعازف عود ومن أذكى من عرفت ويستطيع أن يستثير أحلم الرجال ,قال عبدالرحيم للعم حمزة:يا عم حمزة ,ما تعرف تسوق أنا أخرج لك السيارة ,فما كان من حمزة الا و قد ثارت ثائرته وقام بسيارته "أمام وخلف"حتى حطم السيارات الثلاث ولكنه أخرج سيارته وأخرج معها لسانه على عبدالرحيم كابلي بشتم يستحيل تسجيله ولا حتى الإشارة له,
كان عزف عم حمزة عزفا متقنا جميلا ويعرف عازفي القانون الأفذاذ معني أن يعزف على القرار والجواب ناهيك عن درايته التي تبهرك بالأنغام وتخريجاتها والتجول فيها دون أن تشعر بانقطاع الإنسياب أو سماع نغمة نشاز ولقد توفى عم حمزة رحمه الله في بيته في مكة وحيدا ولم يعرف بوفاته إلا بعد أيام اشهد لله شهادة يسألني الله عنها أن الرجل كان فيه من التقوى والإيمان والحرص على الصلاة والصيام فرضا ونافلة كثير الذكر لله ورسوله شاهدته وهو يصلي وحيدا ولم يره الا الله وأنا وما كان يعلم بوجودي وهو يبكي في صلاته من خشية الله بكاء والله يلين القلب وكنت أنا يافعا ,أعجب لمن يجمع أهل الفن في بوتقة واحدة و يطردهم من رحمة الله وكأن رحمة الله بيده وهو والله لو قيس ببعض أهل الفن وتقواهم لخجل من نفسه هذا إن كان هناك من بقي ممن يخجل من نفسه إذ يرمي الناس بالفساد و لا يدري من أثقل وزنا عند الخالق عز وجل ها أنا وقد رأيت شهرزاد وقد أدركها الصباح فسكتت عن الكلام المباح.
كوكوكوكو

الأربعاء، 25 يونيو 2008

اللهبي/الطرب الحجازي/24

الطرب الحجازي/24

كثيرون يحسبون أن طريق الطرب ممهد سالك ليس أكثر من ثمرة ناضجة على غصن مائل وأنت متكئ فتمد يدك لتقطفها’لا......ليس هذا هو الطرب وليس هو الفن والطرب غير الفن ,الطرب نبع يتدفق من الروح ليصب في الروح فيسري بك سريان الأكسجين الى الدم ليبعث فيك الحياة سريان عبق العطر الى خلايا الشم لتنتشي به دون ان تصل الى كنهه,إنما الفن هو لوغريتمات هو خوارزميات هو معادلات رياضية تمزج الأرقام لتحولها نسق متناسق يتحكم في سمعك لينساب الى مراكز داخل المخ تعيد ترتيب نبضاته الا مسموعة و التي تدير تدفق الشعور بإيقاع تتحرك معه كل خلايا جسمك ,الطرب هبة لا متناهية وعلم بسيط والفن هبة بسيطة وعلم لا متناهي ,الطرب لا يحتاج الى جهد ليغزوا إحساسك فهو إبن محيطك ولكل محيط طربه والفن يحتاج الى دراية بتلقيه وهو صالح لكل فرد قادر على تلقيه عالما كيف يتلقاه,الطرب حديقة ما نسقتها يد والفن حديقة نسقتها الأيادي .
سأكتب الآن عن مطربين ما جاد الزمان علي بالتعرف عليهما عن قرب ولكني ولزعمي أنني أذن يجذبها الطرب الحق فقد جذباني ,نبتا في زمن صراع الطرب ,في زمن تسرب ألوان من غير الطرب الحجازي إليه لكنهما التزما جهد طاقتيهما أحدهما خط طريقا متفردا بعيدا عن العقبات فسلك وكان نجما لمن يميز النجوم والثاني أصيل في طربه ولكنه لم يثبت قدمه وقام يقفز هنا وهناك وهو رقيق العاطفة غزير الشعور مما يجعله غير قادر على دخول المعركة التي استخدمت فيها كل الوسائل ولم يستطع الوقوف فكلما قام سقط وفرط وأفرط ولقد كان بيني وبين عزيزي طلال رحم الله موتانا حديثا خاصا عنه قبل انتقال طلال الى الرفيق الأعلى ولكنني لم أعد أسمع عنه شيء و رغم انصرافي عن الحياة العامة منذ أمد إلا أني متابع للطرب الحجازي وأتسقط أخبار أهله ولا زلت أحمل الأمل في دخيلتي أن يقيض الله للطرب الحجازي من يحييه من رقدته وإن كان بقي من الكلام ما سوف اختم به هذه الدردشة الطويلة فسيكون عن الهرمين الكبيرين واللذين سيكونان مسك الختام وصفوة الكلام وجمع شتات القول حتى يطيب خافق كل من بالطرب الحجازي هام .
نسيت أن أقول من هما الاثنين المغردان.
أنه طلال سلامة وهو أول من عنيته بالكلام وعلي عبد الكريم والذي ما أن سطرت اسمه إلا وقد أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.
كوكوكوكو

الاثنين، 16 يونيو 2008

اللهبي/الطرب الحجازي /23

الطرب الحجازي/23
أنا كما كررت لست كاتب سير ولا كاتب بحث عن الطرب والمطربين ,أنا لست أكثر من مثبت لأسماء مطربين أسماء مطربين من الحجاز في فترة زمنية محددة مخافة أن يطويهم الزمن فلا يبقي لهم ذكرا ولقد حرصت على أن يكون مطربا يؤدي الطرب الحجازي والذي لا تخطئه أذن (السميع)مررت مرورا على من مروا مرورا على الطرب الحجازي وتوقفت عند من ترك أثرا ملموسا وأكثر من أوردت ممن ربطتني به علاقة شخصية في زمن محدد ومنهم من ربطتني به مودة ومعايشة ومنهم من أدين له بعد الله بالفضل في كريم صداقته وإعانتي وتوجيهي ومنهم من تتبعت مسيرته بعد أن (طويت الخصفة وعلقت الإبريق)وأعني بعد أن بعدت عن جو الطرب والمطربين لكني كنت شديد المتابعة لكل ما يستجد كثير السؤال ممن أو وهو مواصل وهناك عدد ممن يعدون من المبرزين في الطرب الحجازي لم أتشرف بالتعرف شخصيا عليهم كما وأني ألزمت نفسي بعدم الرجوع الى مراجع حتى لا أتأثر وبعدت عن وجهات نضر الآخرين وحصرت قولي في وجهة نضري حتى أتحمل مسؤولية ما اكتب وكنت شديد الحرص على تحري الدقة والبعد عن الميل و تجردت عندما تحدثت عن أحدهم من إنقاص قدره أو زيادته وقلت ما أنا متيقنا منه ولو كان فيه شيء من القسوة ولكني ابتعدت عن ذكر أي كلمة مسيئة تصريحا أو تلميحا وسأكتب في الحلقات القادمة عمن لم يسعفني الوقت بالتعرف إليهم شخصيا وسأختم بثلاثة يعدون من الكبار ولا يقلون في قيمتهم عن من سبقوهم من الكبار ومنهم من يزيد وسأشرح العقبات التي اعترت الطرب الحجازي من شخصية وعامة .
عبادي الجوهر:أول ما شاهدت عبادي الجوهر كان في مناسبة لأحد الأصدقاء في الطائف في حي شهار وكان معي حبيبي عبدالله المرشدي وبعض الزملاء وقيل لنا أن هناك فنان مبتدئ فرحبنا به وكان يافعا خجولا خلوقا مهذبا واستلم العود وغنى بعض الأغاني ولكنه لم يكن متمكنا ونحن كما درجنا عليه سددنا ما كان من ثغرات فقد كان جمع (سميعة)وما كنت من أصحاب الحفلات العامة فكان المتواجدون أغلبهم من السميعة ,وغادر الأخ عبادي مسرورا وغاب عن عيني وسمعي بعض سنوات فاجتمعت به في جمع خاص وكان قد اشتد عوده وبدأ يبرز في الضرب على عوده وغنى تلك الليلة وأبدع وكان مما غنى أغنيته التي حملته الى أبواب الشهرة وهي أغنيه (يا غزال يا غزال فينو *** ياللي شارد له غزال فينو)ثم كنت أشاهده عند السيد لطفي زيني وهو صديق وشلال ذكاء وفطنه ,كان عبادي في ميعة الصبا وكان أنيقا في لبسه ومظهره فارع القامة حديث الصبايا وكان للطفي فتحة دكان يبيع فيها أشرطة غنائية في عمارة الشربتلي مقابل متجر آلات موسيقية نسيت اسم العامل به كنت اشتري منه اسطوانات كبار الموسيقيين الكلاسيكيين أمثال فاجنر والذي كتب عنه الفيلسوف برنارد شوا كتابه العظيم مولع بفاجنر وكذا موتسارت وتشايسكوفسكي وسواه فكان الأخ عبادي تقريبا مرابط يوميا من بعد صلاة العصر حتى ماشاء الله على كرسي أمام متجر تسجيلات لطفي يجلب الزبون ويمتع النضر فلقد كانت مبيعات لطفي رحمه الله على الصبايا بالكوم رغبة أو تعلة, ثم بعدها انطلق عبادي انطلاقة جيدة وأجاد في عزف العود حتى أصبح من كبار العازفين في العالم ولقد حضرت له حفلا في دار الأوبرا المصرية وكان مبدعا كل الإبداع ولكنه انساق مع موجة (البترو طرب )وتحول من الطرب الحجازي الى سوبر ماركت ما يسمى بالطرب الخليجي وهو فنان أصيل واجه عقبات وهي التي ستكون خاتمة ما اسطره ولكن أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.
كوكوكوكو

الثلاثاء، 10 يونيو 2008

الطرب الحجازي/22

الطرب الحجازي/22
ليس هناك من إنسان على هذه الأرض الا وله جانب محدد يلفت انتباه الآخرين نحوه ,الا هذا الإنسان ,أنا عندما أقول الإنسان فالإنسان اسم نوع يشمل كل مكونات النوع ولكن هذه الكلمة لها مدلول أعمق من المدلول المجرد انه مدلول من اسم نوع الى صفة تشع بكل ما يمكن ان يحمله ذلك النوع من الجمال والخير ,الجمال ليس حصرا على شكل ,ليس حصرا على صورة,إنه تكوين تحسه أكثر من أن تلمسه ,هذا الإنسان كل مافيه يغمرك بإحساس الجمال والخير,بسيط وهو قامة سامقة ,لم يشعر قط أنه أعطى وهو عطاء متدفق ,تأنس برفقته ,تأنس بحديثه ,تأنس بفنه,رجل تفيض عينه من الدمع في ساعات تجلياته حبا في الله ورسوله ,رجل متيقنا ان القبول عند الله ليس بيد أي من البشر ,تجرد من فذلكات المفذلكين وأيقن أن الله عز و جل ليس بينه وبين العبد حجاب وأن أبوابه مفتوحة لتائب الليل وتائب النهار يحسن الضن بالله ويقول دائما :الله عز وجل يقول أنا عند حسن ضن عبدي بي وأنا موقن أنه يحب من أحبه,إنه من بيت علم ,يشهد الله كيف يسيل دمعه في صمت وهو يطوف بالبيت وأنا معه رحمه الله فقد كان بيني وبينه محبة ,
الطرب الحجازي مارسه كثير من الفحول ولكن لم يختط أحدهم خطا مستقلا ينبع من عبق ثرى الحجاز لكنه غير مسبوق وما وجدت بعده حتى من استطاع نهج منهجه ,إن منهج السهل الممتنع لا يسطيعه إلا من رزقهم الله موهبة متفردة ,في هذه الدنيا سبيل يسير عليه الناس ومنهم من يحسن السير ومنهم من يرتقي بالمسير ومنهم من يترك خلفه نقع يسد ألأذن ويعمي العين ويعكر المزاج إنما الموهوب من يختط له طريقا جديدا يأنس الناس بالسير فيه ,
لعل رغبة ذويه حجبت إعادة بث ما ترك وهذا خيارهم وإن كانت مواريث المواهب ليست حصرا على الوريث بالنسب ولكني كم أتمنى أن يقوم أحد الشباب وأنا أسمع عن كثير من الشباب أصبحوا أهل معرفة ودراسة ولكنهم شرقوا وغربوا وتنصلوا من جذورهم ولكن غدا فالشاب خالد الفنان الجزائري المتمكن العالم بالفن حول طرب الراي وهو الفن الأمازيغي البربري المغرق في القدم حوله الى لون عالمي تشدوا به كل شعوب الأرض ,
هل عرفتم ذلك الأنيس الونيس الصادق الذي كانت له الماجدة سيدة الحجاز ثريا قابل سندا بعد الله يتكئ عليه .
هل عرفتموه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
انه
فوزي محسون
صحت وأنا أتذكره فأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح
كوكوكوكو

الخميس، 5 يونيو 2008

اللهبي/الطرب الحجازي/21

الطرب الحجازي/21
سأسرد لكم في الحلقات القادمة عن أسماء مبدعة في الطرب الحجازي وقفت في طريقها عقبة عرقلت مسيرتها فمنهم من انصرف ومنهم من يقاوم وستكون الحلقة الأخيرة عن هذه العقبة التي كانت نعمة ونقمة على الطرب الحجازي ,ليست كل الأسماء القادمة ممن ينطبق عليهم ما أسلفت ولكن خلطت معهم غيرهم واللبيب سيعرف .
سوف أتحدث اليوم عن مطرب أصيل لو جمعت أناقة ا لمطربين في كفة وأناقته في كفة لرجحت أناقته ,عرفته منذ أمد يغني وله لون متميز لا يعزف على آلة موسيقية ولا يتكسب من طربه فالطرب عنده هواية صعد نجمه فجأة وكان له محبين ولكنه توارى رويدا رويدا حتى خلت أنه نفدا,وأقابله في يوم من أشد أيامي حزنا يوم عزاء جلدة بين الأنف والعين الشريف عبد الله جعفر ألمرشدي رحم الله موتانا وقابلت يومها خلقا من أعز الناس الى قلبي ولكن احتجابي والزمان باعد بيني وبينهم فلله كيف يغزوك السرور في عز الألم وكيف يغزوك الألم في عز السرور وتلك لعمري حكمة يقصر عن إدراكها العقل وتجعلك تتذكر بيت الشعر:
وفي كل شيء له آية ****** تدل على أنه الواحد
إنه الفنان الأنيق عمر الطيب جميل الصوت سمح المحيا كريم النفس والخلق والطبع لا يكلمك الا همسا إذا غنى نقلك الى عالمه ذو الإحساس المكثف فلا تمتلك الا الإصغاء له ولكنه كما أسلفت مقل له سميعته الخاصين ممن يثمنون الطرب الأصيل .
محمود خان مطرب رقيق مجيد في العزف على آلة العود له أغنيات جميلة وصاحب لون خاص إلا انه عمل في فرقة الإذاعة والتلفزيون عازفا على (الكونتر باص)لم يأخذ نصيبه من الشهرة لتراخ منه .
محمد عمر ,هذا فنان كبير تخرج من مدرسة سيدي إبراهيم خفاجي شق طريقه كما يشق النجم فضاء السماء يملك صوتا من أجمل الأصوات على الإطلاق رقيق الطبع هادئ النفس إذا تغنى يهززك طربا وشجوا لمع كبرق بهر السميعة وأثار إعجابهم غنى أغنيات صاغها سيدي إبراهيم خفاجي ولكنه لم يكن صلب العود ولا هو من العارفين بالمناورات والحيل والحبائل والصمود فانكفأ على ذاته وعاقبها حتى أصبح عونا للعقبات عليها فخبا نجمه رويدا رويدا فقد ذاته وفقده الطرب.
عبدالله رشاد :هذا بن حارتي وبن صديقي وجاري زمنا بيوتنا متلاصقة منذ القدم أعرفه وهو يافعا كان يعشق الأذان وكان يتحين الفرص ليؤذن في مسجد الإمام الهادي في حي اسفل ببرحة (القزاز)بضم القاف وفتح الزاي ولقد سميت بهذا الإسم في اواخر العصر العثماني سميت على اسم مقهى في بيروت, والمنطقة هذه من الطائف كانت تسمى الهضبة كما ذكر بن فهد القرشي الذي أرخ للطائف وقد هاجر الى المغرب هذه البرحة سميت على اسم مقهى مثله في المنطقة بالطائف وزينت بالزجاج الملون (هذا تصحيح وتوثيق للإسم),ألم أقل لكم أنني اشطح أحيانا ,اعود للإبن عبدالله وأذانه للصلاة يسابق المؤذن وكان صوته جميلا ولقد اهتم به العزيز على نفسي الفنان الكبير (أبو يعقوب)يوسف محمد شريف وهو مدرسة كما إبراهيم خفاجي ولكن حضه قليل فكثير ممن كان سببا في شهرتهم تنكروا له ولا زال وهو يناهز التسعين ولا زال في جمعية الفنون في الطائف يعطي ويعطي ويعطي وقد كتبت عنه حلقة كاملة ولم أوفيه حقه اخذ عنه عبدالله رشاد أصول الطرب وشق طريقه وهو مثقف واع ومن أسرة كريمة مشى بخطوات ثابتة وصارع العقبة الكأداء ولا زال ولكنه ممن خلط الماء باللبن ولم يحافظ على الأصالة ودخل باب (البترو طرب ).
عبد المجيد عبدالله :هو أيضا من مدرسة الخفاجي العين الفاحصة التي تعرف الجواهر فتلتقطها وتعمل عليها كما يقوم الصناع (الفلمنك)في بلجيكا على خام الماس وقد كتب له أغنية (مادام النضر مسموح )وأنا أعلم أن الخفاجي ليس كاتب أغنية فقط بل وملحن مبدع ولكنه ما نسب لنفسه لحن قط ,برز عبد المجيد عبد الله وأنطلق كانطلاق النبل من القوس صاعدا محلقا وكان في فترة كمون لأمر ما فما وجد العقبة في طريقة ولكنه ابتلعته سطوة الطرب وويل لمن تبتلعه تلك السطوة فحلق وسقط وحلق ثانية وقد استفاقت العقبة فتحينت سقطته فطوي كما تطوى ال ولكنه يفرد جناحه بين الفينة والأخرى فهو فنان أصيل ولو وجد راشدا يرشده الى الطريق لكان شيئا غير ذلك ولكن أدرك شهرزاد الصباح فسكتتت عن الكلام المباح.
كوكوكوكو
ملحوظة
أصلت مسمى برحة القزاز ونطقها
حيث أن الكثير يفتح القاف ويشدد
الزاي الاولى فتعطي اسم عائلة
لذا صوبت.

الأربعاء، 28 مايو 2008

الطرب الحجازي/20

اللهبي الطرب الحجازي/20 أرأيتم هرما من الثلج يكاد انعكاس الضوء عليه يخطف الأبصار خرج ذرة رمل و ارتوى من الماء الزلال ثم تجمد حتى أصبح هرما ولكنه من الثلج ولما عاد حسب كل من سمع به أنه سيروي الضماء ولكنه قطر قطرات ثم بدأ يذوب وبسرعة حتى تناهى في الصغر وكان المتوقع أن يكون مدرسة فتحول الى كتاب.ذلكم هو غازي علي الذي أول ما استمعت إليه كانت أغنية كتغريد الطيور ومعه رديفه فيصل غزاوي والذي درس الإخراج والأغنية على ما أحسب (يا زهرة الوادي)يغنياها سويا وكان قد عاد من دراسة الموسيقى في المعهد العالي للموسيقى بمصر(الكونسر فتوار)وقلنا عند عودته كما قال محمد فوزي على ما أعتقد في أغنيته الشهيرة في زمنها (يا صحره لمهندس جي ,لمهندس جي) ونام المهندس وبقيت الصحراء بلقعا ,قلنا جاء الرجل الذي سيطور الطرب الحجازي على أسس مدروسة وسيرتقي به وإذا به تمخض فولد حفنة من الأغاني لعل واسطة العقد فيها (أسمر حليوه****حليوه مخاصمني***جماله هوه****هو اللي ضالمني )وغناها ذلك الذي سيكون لي معه شأن وأي شأن ,إنه كوكب الطرب الحجازي طلال مداح,بعد هذه الأغنية دخل غازي على سامحه الله في نفق طواه حتى غيبه أو كاد ولكن صديقا لي أخبرني أنه افتتح ما يسميه معهدا لتعليم الموسيقى وأنا لا أسميه الا كتاب ,فكلمة معهد كلمة كبيرة ,صحيح أنها تحتاج الى دعم من الدولة أو دعم من المجتمع ,أما الدولة فانا حمدت الله كثيرا أن يدها الكريمة لم تمر على هذا الجانب تأصيلا وأما المجتمع أهل الفن الحجازي فهم بين مقيد أو متنكر ,أما المتنكر فقد تنكر للمجتمع الحجازي كلية وقد يكون في ذلك الخير كل الخير وأما المقيد فله عذره وفد درس فتية من الحجاز الموسيقى فما كانوا نعمة عليها بل كانوا وبالا فخبت أنوارهم وتلك لعمري غنيمة ما بعدها من غنيمة ,كما يقول أهل الحجاز ما دامت الولادة تولد فيكفي من حافظ على الموجود حتى لا يدرس وإن كان العادون عدو ولكن الأصل ثابت في الأرض (ولا بد من صنعه وإن طال أم سفر).سأنقلكم الى مليح المحيا خفيف الروح عذب العطاء من الأصايل ولكن مهامه أخذته بعيدا عن الفن وما تفرغ له الا بعد أن استنفدت طاقته في عمله ولكنه أعطى عطاء جميلا رائعا له أغنية عندما كان على رأس عمله ولكن لهيب الشباب أنطقه إنها أغنية(سمراء رقي للعليل الباكي)وغنتها محتلة الساحة في زمنها الفنانة (هيام يونس)والتي كان العزيز بدر كريم كثير إجراء المقابلات الإذاعية معها وتحمله مشاق السفر الى بيروت للقيام بتلك المقابلات التي حسبت أنها ستتحول الى مسلسلات ولكن الملك فيصل رحم الله موتانا أخذه تحت جناحه فلم يعد لديه مجال (للفرفصة) أعرفتم ذلكم المطرب الجميل الذي أتحدث عنه ؟إنه جميل محمود (حلو كتير)كان جميلا اسم على مسمى وكان يعمل معه حبيب قلبي عبدالله مرشدي في فترة من الفترات في ذات الدائرة وويل لمن يقع بين الاثنين ,كانا يملآن الجو حيث اجتمعا بهجة وسرورا ,بعد تقاعده قام بعمل يشكر عليه وهي جلسات طرب يركز فيها على الطرب الحجازي الأصيل يقدمها التلفزيون السعودي ,لاأدري هل حفظت وأرشفت وأنا على حد ما أخبرني صديق عمل في وزارة الإعلام أن التوثيق لديهم بالتوفيق والتساهيل حالها حال الوثائق تعتمد على قاعدة الانتقائية ,ثم قام جميل الجميل بجمع أهل اليماني والدانة وهي من قواعد الطرب الحجازي وتغني بشكل جماعي ولا تستخدم فيها أي آلة وإنما تستخدم الكفوف وبإيقاع جميل ولا يسمح لأي أحد بالمشاركة إلا أن يكون عالما بفن (الكف)وقد يشارك من لا يحسن (الكف) ولكن بشرط أن يجمع كفه على شكل (جمع)روحوا اسألوا يا اللي ما تعرفوا معنى (جمع )وكان معه المريعانية من سوق الليل وهم فرقة مستقلة أذكر منهم الأخوين المريعانية والعم عمران بيطار وزكريا أمان وغيرهم وكان لهم فرقة شبيهة بالطائف كان عمدتها المطرب الأنيق الرقيق أحمد بن ردهان ومن مجموعته محمد حبسي الشهير (بعنكوش )ومجموعة كبيرة وتلكم التي تحتاج الى دارس يقوم على دراستها وتطويرها دون أن يخرجها من ثوبها وكما قلت (لابد من صنعه وإن طال أم سفر).اسمحولي أن أذكر ذلك الفنان الأصيل ذي الصوت الجميل والأداء المبهر وعازف العود القدير والذي كان من مدرسة الخفاجي أستاذ المطربين وكنز العارفين ,هذا الفنان الجميل جاء في غير وقته جاء في زمن الانحدار المرتفع زمن ما سأروي لكم عنه ما يشفي غليلي زمن (البترو طرب)’إنه المطرب المبدع يحي لبان كان أنيقا في كل شيء ,في طربه,في لبسه,في ابتسامته ,في حديثه,في أدبه ,وكان يرافقه أخوه علي ولي مع علي قصة لو قرأ على كلامي لاستلقى من الضحك وكان معنا الأنيس الونيس من خرجت من العمر بصداقته إنه الأستاذ عبد العزيز لولو بيطار وينطبق عليه قول الشاعر. وإذا صفالك من زمانك واحدا نعم الصديق وعش بذاك الواحد وعندها أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح. كوكوكوكو

الاثنين، 26 مايو 2008

دماء ودموع وضحك

دماء ودموع وضحك

علمتني الحياة أنه مهما كان الظرف قاسيا والمصيبة كبيرة والخسارة فادحة والمأساة مروعة فإن هناك جانبا ولو بسيطا يحمل روح المضحك أو كما يقال (الكوميدي)وكذلك بالعكس فإنه مهما كان الموضوع مضحكا وساخرا فلابد وأن يكون فيه ولو لمحة مأساوية أو محزنة أوكما يقال (تراجيدية ).
للتدليل على صحة رؤيتي سأروي بعض المواقف الحقيقية التي رويت لي من ثقات أو كنت شاهدا عليها .
من النوع الأول :عندما اجتاح الأعراب مدينتي تربة والطائف مدفوعين بدافعين ,الأول الغزو والغنيمة كعادة الأعراب ,والثانية تنفيذا لقناعة نتيجة الشحن النفسي المدروس الذي شحنوا به بأنهم مقدمون على غزو كفرة دماؤهم و أموالهم و أعراضهم حلال ,قاموا بتنفيذ مذبحة وسلب ونهب واعتداء على الأعراض تعتبر من أشنع ما يروى كما أثبت ذلك شهود عيان ومنهم الكاتب الكبير أمين الريحاني حيث صادف تواجده في الطائف .
الموقف المضحك في هذه المأساة ما وقع لأحد المصطافين وكانت سنة كثر فيها المصطافين وأكثرهم من أهل مكة المكرمة ورجال الطائف كان ألغالب منهم في مكة يعملون ,هذا المصطاف كان هو الشيخ عبدالقادر شيبي وهو عميد أسرة بني شيبة في تلك الفترة وهم سدنة بيت الله الحرام ,هاجم أحد الأعراب الغزاة وكانوا يطلقون عليهم في الحجاز (المدينة)بكسر الميم وفتح الدال وتشديد الياء, او(الغطغط)عندما هاجم الإعرابي الشيخ قائلا تشهد, صاح الشيخ باكيا فقال له الإعرابي (ويش يبتسيك وأنت رجال )قال الشيخ رحمه الله :أنا لا أبكي خوفا من الموت ولكن أبكي على العمر الذي ضاع مني قبل أن أسلم على يديك ,فتركه الإعرابي ونفذ الشيخ بحياته .
الموقف الثاني كان مع العم (بكري الطويرقي )وأنا أعرفه وسمعتها من فيه,قال:عندما اجتاح الأعراب المدينة كنت على اعلم بخوفهم من الجدري حيث كان يفتك بهم وكان في بيتنا دبس وعدس ,يقول: فقمت بدهن كل من في البيت بالدبس ونثرت عليهم العدس الأسود وانطرحنا في مدخل البيت وعندما فتحوا الباب صحت(مجدور ين ...مجدور ين)أي مصابين بالجدري فهربوا لا يلون على شيء و أنجانا الله,ولعمري ليس هناك ما يثير الضحك في قمة المأساة كهذه الروايتين ,أنوه أن تلك الفئة الظالمة سلط الله عليها من فتك بها فتكا شديدا في موقعة السبلة فسبحان المنتقم الجبار الذي لا يغادره حال ,العجيب أن أهل الطائف ومنهم والدي رحم الله موتانا كان يروي لنا القصص ويردد أن (من عفا واصلح فأجره على الله )بالرغم أن والدته قتلت عندما هاجموا بيتنا وكان من أوائل البيوت التي دخلوها, قتلوها عندما وقفت بينهم وبين زوج إبنتها والذي كانوا يريدون قتله بالرغم أنه مصاب بالفالج ومشلولا شللا رباعيا فأطلقوا عليها النار فسقطت في حضن ابنتها وهذا ما روته عمتي لي رحم الله موتانا ,أقصد بالرغم من ذلك فأهل الحجاز لا يحملون الحقد ويصدق عليهم قول الشاعر:
لا يحمل الحقد من تعلو به الرتب ***** ولا ينال الرضا من طبعه الغضب
أما رواية الجانب المضحك والذي يحمل في طياته مأساة فقد حدث في ضاحية (وادي محرم ) كل من سار في طريق الطائف مكة المكرمة عن طريق الهدا يمر بوادي المحرم ويصعد العقبة المسماة(النقبة الحمراء)وكان الطريق القديم ضيقا وتصادف أن أحد السيارات اصطدمت بركن الجبل وبها عائلة وأصيبوا بإصابات خفيفة وتجمعوا أمام سيارتهم وذهب أحد السائقين المتجهين للطائف وأبلغ مركز الإسعاف بوادي المحرم بجوار المسجد ,كان في مركز الإسعاف سائق ومسعف ولكنهما مشهورين (بالعجلة والصرعة )فامتطيا سيارة الإسعاف وطيران وكأنها الصاروخ الذي يحمل مكوك الفضاء ,ومن عجلتهم وصرعتهم اصطدما بالسيارة التي يريدان إسعافها من الخلف وانقلب الإسعاف وسقط في الوادي نتج عن الحادث وفاة ثلاثة من أصحاب السيارة المراد إسعافها والمسعف وتكسر سائق الإسعاف وعاش مشلولا شللا رباعيا حتى مات فكانت كوميديا مبكية ولله في خلقه شؤون.

الأحد، 25 مايو 2008

اللهبي/الطرب الحجازي/19

عبدالرحمن محمد حمدان اللهبي
الطرب الحجازي/19

قلت في الحلقة السابقة أنني سأسرد نبذ عن مطربين كان منهم المجيد ولكنهم لم يتركوا أثرا يذكر ليس لنقص في قدراتهم ولكن لأسباب أغلبها شخصية فمنهم من كان مغرقا قي المحلية وأقصد بها مساحة الانتشار وآخر منشغلا بغير الطرب وكان الطرب لا يأخذ الا حيزا ضيقا من اهتمامه وغيرهم من انطوى على نفسه وسأتحدث عنهم دون مراعاة التسلسل التاريخي أو الدرجة الفنية ,سأبدأ بالفنان فرج مبروك ولقد كان فرج لطيف معشر سامي الخلق برز فترة انتشار أغنية (الأسطوانات )وكانت تطبع في البحرين واليونان ولا أقصد الأسطوانات القديمة والتي كانت أشهر شركاتها (بيضا فون)وصوت الفن التي كان يملكها الموسيقار محمد عبدالوهاب وعبد الحليم حافظ وأعتقد رياض الهمشري والتي كانت تستخدم مع (القرام فون )يسموها في الحجاز (شنطة ألغنا وقد أشرت إليها سابقا ولكن ما أقصدها هي الأسطوانات الصغيرة الحجم (32لفة)وتدار ب(بالبيك آب )وهو من أحفاد (القرام فون)الذي يدار بالزنبرك بينما يدار ألبك آب بالبطاريات أو الكهرباء وقد غزت الأسواق وتاجر فيها خلق ومنهم من أصبح من الأثرياء وهي تماثل الآن شركات الإنتاج الفني ولكنها على براءة وليست متغولة كشركات الإنتاج الحالية والتي أصبحت تتحكم في الفن وترفع وتخفض من تشاء تخفض المجيد وترفع الوضيع ولي معها وقفة إنشاء الله ,أعود لفرج المبروك والذي اشتهر بأغنيتين هما (قلبي فدا قروه)من كلمات حبيبي محمد بن نمشان والتي كانت (بيضة ديك)ومن كلماتها "قلبي فدا قروه****واللي سكن فيها ***يا ويل من يهوى **روحه يعنيها
والأغنية الثانية (قال الفتى خوحسن)وفيها روح حضرمية وسبق أن قلت أن الطرب الحجازي والحضرمي ممتزجان وكان لفرج شقيق يدعى سالمين يعزف على المزمار وهي آله نفخ ولكنها بمبسمين ولا زالت تستخدم في حضرموت واليمن حتى الآن ,ثم هناك المطرب (كمال قاضي)ويعرف بالسمكري وكان حدود شهرته مدينة الطائف ليس له لون مميز ولكنه محب للطرب مجتهد وليس كل مجتهد مصيب وكذا المطرب (أسعد حربي )ويسري عليه ما يسري على كمال وكذلك (محمد التوعري)و(سميرباشا )وكان يلقب باسم زوج والدته ثم (محمد سراج )وكان متميزا وقد كاد ينتشر وسافر الى لبنان ومصر وله أسطوانات وأخوه نجيب كان يعزف على القانون ويغني أحيانا ووالدهما كان من عشاق الطرب وعبد الإله لولو البيطار وهو مغرم حتى النخاع بالطرب ولا زال ثم (سعود زبيدي)ولكنه لم يكن يملك أذنا موسيقية وأحسبه وصل الى منصب مساعد أمين عام الجامعة العربية وأخوه زكي زبيدي وكان أكثر منه إجادة ,أذكر كذلك ذلك الفنان الأنيس الخفيف الظل المرح الروح البدوي الرقيق إبن السيل الصغير ,إنه (مسفر القثامي)فنان أصيل تغنى بالحان بدو الحجاز المرحة الراقصة ,لقد ملأ ساحة الفن وكان نجما في كل مناسبة شارك فيها وإن كانت تربطني بكل من ذكرت من المطربين صلة متفاوتة ولكن مسفر كانت تربطني به صلة قربى وود عميق ونسب ونسبة وتناسب ومثله من المطربين بدويي النشأة والطباع ولكنه كان مطربا على أضيق الحدود يطفح مرحا ويصبغ المجلس بروح المرح زيادة على أنه من أبرع من يطبخون "السليق"وهي الأكلة الحجازية الشهيرة, إنه المطرب "النشمي"ضيف الله الوقداني وأكثر من ذكرت في هذه الحلقة قليلا جدا من يعرفهم و من الجائز أن يكون البعض منهم لا يزيد من يعرفهم على عدد أصابع اليد ولكنهم يملكون أصالة المطرب وصدقه وروحه عشقوا الفن للفن فقط لا سعوا وراء مال ولا شهرة مثلهم مثل الأوائل الذين شرفت بإيراد أسمائهم إن أكثر من أوردت قد انتقلوا للدار الآخرة وقليل منهم من بقي على قيد الحياة ويشهد الله أنهم كانوا محبين للخير محبين لله ورسوله عليه أزكى سلام يؤدون ما عليهم غادروا هذه الدنيا ما تركوا خلفهم الا الذكر الحسن ولا يرد اسم أحدهم الا ويترحم عليه ممن يعرفون الله دون تكلف أو مماحكة,وستفتح مناطق في المخ لتطفوا على السطح خلايا تحتفظ بأسماء كبيرة جميلة لا سيما وأنا لا أستعين بمرجع وليس أمامي خيارات ولا أستعين بصديق رغبة مني في الاعتماد على الله أولا ثم على ذاكرتي لأكتب متجردا من أي تأثير وأكتب بجهد طاقتي من الحيدة والصدق ولكن وبدون سابق إنذار أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .
كوكوكوكو

الخميس، 22 مايو 2008

الطرب الحجازي/18

عبدالرحمن اللهبي
الطرب الحجازي/18
كنت سأبدأ كلامي بكلمة (سأسيح بكم)وهي كلمة عربية فصيحة وردت في القرآن الكريم (قل سيحوا في الأرض)الآية ولكني استدركت لأن هذه الكلمة أخذت مدلولا آخر ولما أني من أهل الطائف حتى النخاع بالرغم أن الأستاذ عبدالحي كمال أغفل بيتنا في كتابه عوائل الطائف لخلافه مع والدي رحمهما الله ما علينا .قلت أن كلمة (يسيح تأخذ مدلولا آخر يعرفه أهل الطائف)وأهل الطائف مشهورون (بالمحشات )كما أهل مكة المكرمة مشهورون بالكلام اللاذع وتلك سمة ليست بجديدة ولقد تتبعتها زمنا فوجدتها تعود الى العصر الجاهلي وسأضرب مثلا على ذلك ,سأبدأ بأهل مكة المكرمة ,عندما قدم عثمان بن مسعود رضي الله عنه على سيدي رسول الله عليه أزكى سلام وكان الصحابة رضي الله عنهم حول سيدي رسول الله عليه أزكى سلام وبدأ النقاش بين سيدي رسول الله عليه أزكى سلام وعثمان رفع عثمان صوته وأغلظ في الكلام وكان سيدي أبو بكر الصديق رضي الله عنه واقفا صاح في عثمان (اذهب ومص بضر اللات)وعليكم فهمها وأما أهل الطائف و المحشات فإنه لما قدم سيدي رسول الله عليه أزكى سلام الى الطائف يدعوهم ذهب الى (بن عبد ياليل )وهو من كبار ثقيف يدعوه فرد عليه بقوله(أمرط ثياب الكعبة)وعليكم فهمها ,المهم خشيت من إيراد كلمة (أسيح)فيقول أهلي أهل الطايف (ساح الوجيه) فقلت أبعد عن الشر وغنيله,سأستبدلها بكلمة (أجول).سوف أجول معكم بستان من الطرب ,مطربون ملؤا سماء الحجاز شجوا منهم من اشتهر انتشارا ومنهم من كان محدود الانتشار .هنا سأستدرك أمرا ,لقد جزأت الطرب الى مراحل وبدأت بالعم حسن جاوة و فاتني أنه سبق العم حسن اثنان كانا ركائز أما الأول فهو أبو عمر وهذا قلة من يعرفون عنه شيئا ولكنه كان على عهد(كامل الخلعي و محمد عثمان في مصر )وهما كانا على عهد التغيير بعد الحملة الفرنسية (وعليكم الحساب)والآخر هو الشريف هاشم وله (اسطوانة)ولن تجدها إلا عند خزينة الفن الحجازي في أكبر مكتبة فنية إنه (سيدي إبراهيم خفاجي )الذي وددت الكتابة عنه ولكني وجدت قامتي لا تطاوله وأقصر عن إعطائه حقه وأتمنى ألا تذهب مكتبته بعد عمر طويل كما ذهبت مكتبة أبي تراب الظاهري رحم الله موتانا تلك المكتبة الزاخرة بنفائس الكتب وكان لي شرف زيارتها فلقد كانت لي صلة بذلك الطود الجليل الذي ما أنصفه إلا خير الدين الزركلي والذي تشرفت بزيارته واستقباله في بيتي في الطائف ,أنصف أبا تراب في موسوعته الأعلام , لقد عرض ابنه المكتبة للبيع ولم يتحرك أحد من أثرياء الحجاز لشرائها وضمها لمكتبة جامعة من جامعات الحجاز بئس الرجال هؤلاء التجار ولقد اشتراها الصديق الدكتور أحمد العيسى وهو من أهل القصيم أهلنا الكرام وفتح أبوابها لكل طالب علم يبحث عن فائدة ومثله لعمري هم الرجال ,وإن مد الله في عمري كتبت عن مكتبات الحجاز الخاصة والعامة والتي ذهبت أدراج الرياح لقلة الرجال.معذرة عن تشعبي فهي متلازمات ولكن أعود فأقول أن الترتيب كان عم حسن ثم طارق وعبدالله محمد وهنا سأروي عما بينهما وهم الذين قلت قبل ملؤا سماء الحجاز .ولكنهم لا يمثلون نقلات ولكن حافظوا على ما وجدوا ,سأبدأ بالفؤادين وأحسب أن القليل من يعرفهما وكذا من سيتبعهما من أسماء حتى أصل الى النقلة الثالثة وهو.....الفؤادان هما فؤاد زكريا والثاني فؤاد بنتن ,الأول كان كالنحلة حركة و (كالنغري)وهو أجمل الطيور تغريدا في الحجاز كان مغردا خفيف الظل كان الحبيب طلال مداح يرافقه ليعرف ,كان فؤاد ومطلق لا يستقر لهما قرار وكان مطلق بسيارته أعتقد(دزتو)الحمراء ونادرا من يمتلك سيارة كان يمر بي ومعه فؤاد ويطير بنا الى الشفا ولم يكن هناك طريق ممهد وما أصبر السيارات على مطلق ولكن الحيوية والشباب والروح الجميلة لا تحسب لغير الله حساب كأن فؤاد زكريا جميل الصوت متمكن من الأنغام حافظا للأغنيات يأسرك إذا غنى ولو شئت لاستطردت ولكن ,لم تمهل الدنيا فؤاد زكريا فودع الحياة في ميعة الصبا أما الفؤاد الآخر فهو فؤاد بنتن وكان هادئا كهدوء الصحراء راسيا كالجبال الرواسي لطيف معشر, المرح عنده في أضيق الحدود والجد عنده في أوسعها كان يطرب إذا ضرب على العود ,العود طوع بنانه والنغم ينقاد له انقيادا كأنه أسيره غير محب للظهور مقتصد في اجتماعاته محدود في محيطه ولكنه يجيد أجمل وأقدم الأغاني بصورتها دونما رتوش يجعلك تصغي وأنت تراه محتضنا العود مائلا برأسه وكأنما هو حضن يريح رأسه عليه والعود في أحضانه تقول معشوق وعاشق,سوف أنطلق إنشاء الله بعد هذه الحلقة لأورد أسماء ما أعرف عن كل من غنى وعزف حتى أصل الى الركيزة الثالثة ولكن في هذه اللحظة أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح . كوكوكوكو

الأحد، 18 مايو 2008

الطرب الحجازي /17

عبدالرحمن حمدان اللهبي


الطرب الحجازي/17
عمر كدرس !!!!!عمركدرس؟؟؟؟؟عم ركدرس ,عالم مستقل بذاته ,كبير في كل شيء الا في الحظ.
أول ما شاهدت عمر كدرس وأصغت أذناي لروح عمر كدرس كان ذلك في حفل أقيم بنجمه ,نجمه ذلك البناء الأثري الذي بناه الشريف عون الرفيق وله تاريخ قد يجود الزمن وأرويه ذلك الهيكل الرمز الذي حول الى مدرسة ثانوية وكانت يقال لها مدرسة نجمة ونقلت لها مدرسة دار التوحيد وهذه المدرسة قصة ولا كل القصص وأنا اعلم من دقائقها ما يباح وما لا وكذا قد يكون لي عنها (كلام كتير)نجمة ,نجمة,طمس ذلك الاسم وسميت مدارس دار التوحيد ,سرى عليها ما سرى على غيرها عندما تصبغ الأشياء بغير لونها سيعريها الزمن ليعود لونها ورسمها على ما كانت .
أقيم ذلك الحفل بمناسبة وصول الملك سعود للطائف كعادته كعادة أبيه في حب الطائف وأخيه الذي حل محله ومن تلاه حتى صرف النظر عن الطائف وقد كان مركز الدولة فأصبح من مهملاتها ,كان حفلا بهيجا شاركت فيه كل حواري الطائف وأقيمت الزينات وقد صنع العم أمين كردي (ويطلق عليه الأشقر أو السمكري )يعاونه بن عمي حسن رحم الله موتانا صنعا هيكل طائرة يسير على واير ذهابا وإيابا وكانت الزينات وكان يحيي الحفلة تلك الليلة البيه (طارق)وثلة من المطربين وكانت قبيل شهور عنت سيدة الغناء العربي أغنيتها الخالدة(حب إيه الي إنت جاي بتؤول عليه)وكانت من الحان بليغ حمدي وكلمات محمد حمزة كانا لا يتجاوزا السابعة عشر من العمر نقلت مسيرة السيدة الى عالم جديد وكان ذلك بعد خصامها مع كنز الفن الأستاذ رياض السنباطي الذي جاد علي الزمن بالجلوس معه بمعرفة الصديق الشاعر أحمد فتحي شاعر(يسهر المصباح والأقداح والذكرى معي) ولدي ديوان شعره مهدا منه لرياض ومن رياض لي وبخطيهما وقد أسوق يوما قصصي مع هذا العالم العجيب ,
غنى ليلتها البيه(طارق)أغنية "حب إيه وكان للأغنية مقدمه "صولو"عزف منفرد على الكمان وإذا بذاك الأبنوسي البهي الذي يرتدي بنطالا كحليا وقميصا أبيض وقد ثني أكمامه واحتضن كمانه وأنطلق يناغي القلوب بذلك العزف الذي أوقف الناس مشدوهين ,ذلك أول يوم أري فيه ذلك العلم ,لقد كان عمر كنز مقفل لم يجد من يعرف مفاتيحه توطدت علاقتي به ,عمر فنان بكل ما تعني هذه الكلمة تنبعث روحة محلقة في ساعة صفا (ليست تلكم) ساعة صفا عندما يلتقط عوده و يبكيه ويضحكه ويسكره عشقا ويعبر به بحرا في شقة صغيرة بدور أرضي وقد أضاء لمبة بلون أزرق داكن نكاد نحبس أنفاسنا حتى لا تزاحم جمله الروحانية وهو مطرق كأنما يحلق عاليا تساقط اللآلئ من بين أنامله تلك متعة لا تماثلها متعة ولقد جئت وصديق نبحث عن محمد عبده وكان لديه سيارة bm يطوف بها كالمدوان طويل حبل الانطلاقة حتى وجدناه وذهبنا لعمر في ذلك المكان وكان في أجمل ساعات تجلياته .عمر من كبار عازفي العود لا يقل كفاءة عن منير بشير ولا نصير شمه ولكنه وجد في غير مكانه لحن أجمل الألحان واحتضن محمد عبده فهو وحببي إبراهيم خفاجي هما اللذان صنعا محمد عبده .
ما نال عمر ما يستحقه ,صدق من قال :من لا يعرف الصقر يشويه ,رحم الله عمر فقد كان علما عاش علما كريما عزيز النفس ما تذلل ولا نل ولا نافق ولا باع فنه ولا جامل فيه لم يكن انتهازي يكفي من عمر لحنه المشرق
(زل الطرب يا موجع الطار بالكف)غناها من سيكون بعده في السيرة وحتى نفتح صفحة صاحب الود والمودة أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.
كوكوكوكو

الأربعاء، 14 مايو 2008

الطرب الحجازي/16


منبر الحوار و الإبداع » المنتديات » منبر الحوار » وجهات نظر المشاركة السابقة

» الطرب الحجازي/16
الكاتب: اللهبيالمشرفينالتسجيل : الإثنين 24-09-2007المشاركات : 576
حرر في الأربعاء 14-05-2008 12:24 مساء - الزوار : 0 - ردود : 0
عبدالحمن اللهبي الطرب الحجازي /16الشريف عبدالله جعفر ألمرشدي رحم الله موتانا فقدناه منذ شهور فقدنا الرجل الصالح المستقيم التقي النقي الذي لازمته دهرا ما رأيته قط إلا مبتسما أو ضاحكا, لا أحسب من عرف ذلك الرجل عرف الاكتئاب قط ,محب لعمل المقالب الجميلة البريئة ,التي يبقى الناس في ذكرها ولا تزول عن ذاكرتهم ,أذكر مرة الفنان الجسيس علي شيخ وكان رجل جهوري الصوت شجيه لا تملك إلا أن تصيح عند "المحط"إلا تصيح طربا "الله ,طيب"كان يجيد المجسات والمدائح النبوية وأشعار التذكير بالله والتي تسمو بروح سامعها وتدمي عينه رحم الله موتانا ,أقول أذكر للشريف عبدالله موقفا ضحكنا منه زمنا ,كان العم علي لا يعزف على آلة وكان يرافقه على العود الشريف عبدالله وأرافقه عازفا على الكمان وكان العم علي صاحب بطن وكنا في زواج صديق وهناك جمع من الأصدقاء وكان العم علي لا يطيق لمس بطنه ,وفي قمة أدائه قام الشريف بلمس بطنه برقبة العود فأنطلق العم علي ضاحكا وغاضبا فنهيت ألمرشدي ولكنه أعادها وما هي الا ثوان والمعركة محتدمة بينهما والشريف يضحك والناس تضحك حتى سكن غضب العم علي ,وأذكر أخرى حيث كنا في زواج صديق آخر وتأخر العشاء وكدنا نهلك جوعا وفجأة طلعت علينا تباسي السليق وإذا بالشريف يصدح بموال (زار الحبيب فمرحبا بالزائر).’كان ملازما لطارق وكما سبق وقلت البيه عسكري والعسكر دكتاتوريون ودونكم حكومات العسكر لذلك كان نصيبه من الشهرة محدود ولقد كنت وإياه دائما إذا وجدنا مزاج البيه طارق رايق نقول له (يا بيه:متى ستلحن لنا أبريت القرض والفحم ؟)فكان يغضب ويقول (قليلين حياء ما تستحوا ماهي غريبة عليكم )نصمت ولكن قلب البيه طيب فيعود ويبتسم ,هذا الرجل الشريف نسبا وخلقا قدم مالم يقدمه كثيرا من المتشدقين ,كان همه رعاية الشباب ,رعايتهم بحق ,كان يقول لي إذا لم نشغلهم سينحر فوا,أقام نادي وج وكان خلية من النشاط الرياضي والثقافي والموسيقي والفني والأدبي وكان يردد على مسامعي أن ليس المهم الفوز بالمباريات بقدر أهمية إشغال الشباب بالمفيد وكان يقيم الندوات والمحاضرات الدينية والإرشادية والحفلات المسرحية وكان يصرف من جيبه ومن جيوب خيرين معه وما كان من أصحاب الثروات فأصحاب الثروات ليس لهم في ذلك من خلاق ,وكنت أنا نائب رئيس نادي التضامن وننافسهم والمودة قائمة ثم كلفني الأمير خالد الفيصل عندما كان مدير عام رعاية الشباب بجمع أندية الطائف في ناد واحد وقمت بجمعها في ناد واحد بمعاونة أخي وقرة عيني محمد بن نمشان وأسميت النادي (عكاظ) وقد أغفل اسمي من كتب الرياضة في الطائف"مناحي القثامي"وهذا ليس مهم وبقيت رئسا للنادي فترة طويلة ,ثم لما أنشئت جمعية الثقافة والفنون تولى المرشدي إدارتها هو وأبو يعقوب وكانت هي الجمعية الوحيدة الناجحة الفعالة في الحجاز ولقد ودع الدنيا هذا الرجل وهو يحمل هموم الشباب والعمل على حمايتهم من الانزلاق مستعينا بالله وحده ,ليت أهل الطائف (أين هم ؟)يخلدون اسم هذا الرجل ولكن كما أسلفت الجواهر ستبقى وسيأتي اليوم الذي يخرج من يعرف قيمتها لينفض الغبار عنها وهذا هو السبب الرئيس من سردي ما رجوت فيه غير وجه الله بذكر أناس ساهموا في صون الأجيال قبل أن يتبدل الحال ويدرك شهرزاد الصباح فتسكت عن الكلام المباح. كوكوكوكو

الأحد، 11 مايو 2008

الطرب الحجازي/15


الطرب الحجازي /15

الطرب كالتيار الكهربائي يسري ثم يجتمع في مكثف ثم يسري وهكذا دواليك ,المكثفات هي نقاط التركيز وهي ألتي تعطي التيار طاقة الاستمرار ولكن قد يكون المكثف نعمة وقد يكون لعمه وقد يكون ........,ذكرت من المكثفات أبو عمر ثم حسن جاوة ثم طارق عبد الحكيم ثم عبدالله محمد ,سأتوقف عن المكثفات لأتحدث عن التيار الساري,دائما يكون المكثف المكثف هو البارز وحوله الكواكب التي تدور حوله وقد يكون بعضها في قامة القطب وقد يزيد ولكن لله في خلقه شؤون ,سأتحدث عن الكواكب التي كانت تدور حول الأقطاب ولن أميز واحدا عن الآخر ولكن أستطيع ان أمثلهم كالتالي ,هناك مطرب الزقاق,وهناك مطرب الحي ,وهناك مطرب المدينة وهناك مطرب المدائن ,لايعني التسلسل تمييزا ولكنه استطراد تسوقه الذاكرة على مروتها ,
سأبدأ بفنان أعطى الفن عمره وهو للحق مرجع في الأنغام درس على يديه كثر, منهم من ذاع صيته, كان ديدنه العطاء والعطاء فقط, لم يغنم من الفن قرشا واحدا فلم يكن همه, ولا صيتا ذائعا فلم يكن مطمعه, بسيط يعيش من كسب عرق جبينه, أعطى وأعطى ولا زال يعطي وقد تجاوز الثمانون من العمر وهو يعطي لجمعية الفنون في الطائف المأنوس ومعه رفيق دربه الذي غادرنا قبل شهور إلى الرفيق الأعلى لن أصرح عن اسم الرفيق ولكن سيكون عنه حديث خاص كحديثي عن هذا الشيخ الكبير في فنه الكبير في عطائه الكبير في نفسه الكبير بين محبيه إنه بالنسبة لي الأب والأخ والصديق والحبيب ولا يقل عنه رصيفه إنهما أجمل أيام عمري رجلان صادقان تقيان لا ينقصان من حقوق الله شيئا ولا يتأخران عن واجب لا تخرج من فيهما الكلمة النابية ولا تراهما إلا والابتسامة مرتسمة على محياهما رغم شظف العيش ,لقد كان الثمانيني يسكن في بيت لا يزيد عن غرفتين غرفة لنومه وغرفة لأصدقائه لقد كان صديق الكل ,كنا نجتمع في تلك الغرفة يزيد عددنا عن عشرة أفراد يجمعنا الحب في الله وعشق الفن ,لو مررت بجوار نافذة الغرفة لحسبت أن ما بداخلها حديقة غناء جمعت كل أنواع العصافير المغردة ,هذا بكمانه وذاك بعوده وهذا بقانونه وآخر برقه ومصقعه وآخر بطبلته ومعه صاحب طار, كلا يسبح في واد كأنما يعيش بمفرده في تلك الغرفة ,هي لوحة سيريالزم ولكنها صوتية وهذا يعدل لهذا وذاك يشيد بالآخر وفجأة تستمع لتلك الجوقة وإذا بها تنطلق بلحن واحد كأنما ينساب من القلب الى الوتر كل يعزف وكل يستمع ,آه على تلك الأيام كم كانت أيام لن يجود الزمان بمثلها (إن ذلك الطود هو أبو يعقوب )وذاك اسم الشهرة إنه يوسف محمد شريف, إنه الفنان الذي لا ينضب إنه نبع من الفن يعطي ولا يأخذ, فرق الدهر بين ذاك الجمع ولكن الحب الصادق مازال يعبق في القلوب وإن كان هناك بعض القلوب التي غيرها الزمن إلا هذا الرجل الرجل بكل معنى الكلمة لم يتغير رغم السنين فهو هو تقابله وكأنك ما فارقته قط ولكنه في زمن الفالصو لا زال بقيمته وإن أهمله المجتمع فلقد قال أستاذنا وشيخنا وعلامة الحجاز ,حسبن زيدان (نحن مجتمع دفان)وكم من الكبار الكبار أغافلناهم ولعل ذلك من حسن حظهم فمن يغفل هذا الوقت فهو الكبير حقا إذ من الانتقاص أن يصف الكبار بجانب الصغار عند زمن الصغار تألم القلب وفاض الدمع
و ذكرت أحبتي وديار أنسي***وراجعت الزمان بهم فضنا
وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح
كوكوكوكو

الجمعة، 9 مايو 2008

الطرب الحجازي/14



الطرب الحجازي/14
الحلقات السابقة شملت قواعد الفن الحجازي الصرف حتى بلغنا مرحلة طارق وعبدالله محمد هذان الطودان هما ركيزتا النقلة الأولى ,إن الفن الحجازي بهذين العلمين لبس ثوبا جديدا ولكن دون أن يخرج عن أصالته ,الموسيقى لغة عالمية ,الموسيقى لغة لا تحتاج الى مترجم مهما اختلفت أممها فهي تحس في الشعور وألا شعور ماكان منها صافيا هز سامعيه أيا كان مصدره ,دعوني أقول لكم :الموسيقى هي لغة الكون وهي هبة الخالق ’الموسيقى هي إطلاق اهتزازات ذبذبية إيقاعية تدور كل مفردة في مسارها في تسلسل متناغم تستريح له النفس
الموسيقى هي تغريد العصافير هي خرير الماء هي انسياب النسمات هي زئير الوحش وثغاء الحمل هي هدير الرعد واهتزازات الهواء من ملامسة قطرة المطر للأرض ,هي ذلك الصوت الذي تحسه عندما تتفتح الزهور هي تلك القطرات من الندى عندما تسيل على خد ألجوري عندما يفتقه برد الندى فيبث حديثا كان قبل مكتما ,الموسيقى هي تنوع خفقات القلوب بين قلب أم حانية تعاقب إيقاعاته تبعا لحالة شعوره ,هي خفقة قلب محب صامته ولكنها تبعث بتيار خفي ينطلق ليحوم حول قطبه ,هي أنة المكلوم ,هي عزاء المظلوم ,هي سلوه المحروم.
يقول فيثاغورث ذلك الفيلسوف الرياضي الموسيقي الذي درس على يد النبي سليمان عليه السلام :درست العلوم فانتقلت منها الى الفلسفة ثم إلى الرياضيات وهي الفلسفة المجردة كما عرفها فيلسوف القرن برتراند راسل في مؤلفه العظيم فلسفة الرياضيات يقول فيثاغورث حتى قادتني الرياضيات الى الموسيقى ومنها سمعت حفيف الأكوان وكيف سيرها الخالق على إيقاعيات ودرجات فيسير كل منها في فلكه وله حفيف يدق عن سمع من لم يبلغ تلك المرتبة .
أحسب أني انفلت شعاعا وحلقت وانا الطير مقصوص الجناح ممن يستطيعون الانفلات من ربقة الجاذبية فأصروا على قص الأجنحة .
عندما يمرغ وجهك في الطين والقذارة وتنتصب واقفا فلا تمسح وجهك فهذا أنت.
دعونا نعود الى صف ألحكي وتثبيت شيئا من التاريخ نلتقط منه البقايا التي بقيت بعد أن مرغ.
إن لكل محيط مجتمعي محيط حوله يؤثر فيه ويتأثر به ,إن محيط الحجاز هو اليمن ومصر والسودان ,كان تأثر الطرب اليماني بالطرب الحجازي وتأثر الطرب الحجازي بالطرب اليماني كبير جدا بل ويكادان يمتزجان في مناح كثيرة ,كذلك الطرب المصري ولكن بدرجة أقل من الطرب اليمني والطرب السوداني الأقل تأثرا وتأثيرا من الجميع لاسيما وأنهم في السودان يعتمدون على السلم الخماسي ’وكما سبق لست هنا مدرس موسيقى ولكن:
(خذ من عبدالله وتوكل على الله).
برز تأثر طارق وعبدالله محمد بالطرب اليماني كما إنهما أثرى فيه .
كان عبدالله محمد أول من خرج بالطرب الحجازي الى خارج الحدود ففي تلك الفترة فتح باب بيروت وهيهات له من باب فكان أول المغردين علي مسارحه وأول من أسمع الفن الحجازي للشوام والشام وبيروت كانت محجة عباد الله من كل لون حيث أوصد باب أم الدنيا الا لمن .
سأتوقف هنا لأتحدث عن فنان له قلب صقر وروح كناري وطبع بدوي تحضر,هو كالحصان الذي لا يعسف ولم يعسف و يملك من المواهب مواعين لو ركز على أحدها لكان عين الشمس ولكن طموحه جعله كل شيء فلم يبق شيء .إنه ذاك الرجل الضخم الجميل المحيا الكريم الطبع والنفس الذي لم أجد من يشبهه إلا عزيز آخر هو عبد الرحمن الجعيد ولكن عبد الرحمن كان كما قال المتنبي :
وإذا كانت النفوس كبار ****** تعبت في مرامها الأجسام
لن أزيد.مطلق كان فنان أصيل اشتهر بالأغنية الشهيرة (يالله أنا طالب حمرا هوى بالي )وهي من قصيده لوالده العم مخلد .وقد غناها وأصر أن يعزف(صولو الكمان وصولو العود )ومن يقول للغولة عينك حمرة ووافق البيه على كل ذلك ولكن ,هنا لكن,اختلف طارق ومطلق على أغنية (تعلق قلبي طفلة عربية )وهي التي قيل أنها من قصائد امرؤ ألقيس وأنا أقف هنا مع عميد الأدب العربي "طه حسين "في الشعرالجاهلي ,فقد عرضتها على ميزان العم طه فطلعت عندي فالصو ,وأنتم "كيفكم "كلا حر في موزه ,المهم اختلف طارق ومطلق كل يدعي وصلا بليلى ,كلا منهما يدعي أنه ملحنها ,وأستشهد مطلق بالفنان المصري)محسن سرحان وشهد محسن أنه سمعها من مطلق في الأردن ,على فكرة محسن سرحان قبيلي وإن كنت وأنا القبيلي لا أعتد إلا بالإسلام ,كثير يحسبون أن ليس بقبيلي بل عربي إلا هم ,رحم الله الشيخ عبدالله بن دخين وهو من كبار النسابة وقد زرته في قريته عندما تفرغت لعلم الأنساب وكان رحمه الله يملك ما يسمى (العلب)وهي تحوي الأنساب ويأتون له من كل أنحاء العالم وختمه معتمد في جميع الدول العربية إذا أتاه رجلا يطلب نسبا أما قال له لا أعرف أو أعطاه ورقة نسب ,عندما قلت له يا عم عبدالله (أعطني العلب ننقحها وننشرها )قال:أنت "غر,يا ولدي خل الناس في حالها من جانا عطيناه هذي فيها قرابات ومواريث "فسكت حيث تيقن لي أنني "غر"ولا زلت,المهم بقيت الأغنية بدون أب معروف ,وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.
كوكوكوكو

الأحد، 4 مايو 2008

الطرب الحجازي/13

الطرب الحجازي/13
عبدالله محمد (عبده)(الدودحية)الأول اسم و ما يليه ألقاب ,عبده,هي اختصار متعارف عليه لما (عبد)بضم العين وتشديد الباء مع كسرها وتسكين الدال (حتى يخترعوا لنا لوحة مفاتيح تحوي جميع الحركات والتشكيل)عوالة,فالحين في ألحكي ,يالله (أنفس عن نفسي )محموق ,مخنوق ,على حد قول أحد أصدقائي من نجد
ضايز صدري أبيلي عطنطر,(دوروا على أحد يشرحلكم).
عبدالله محمد فنان أصيل ,خلق فنان ,مرهف الإحساس,كريم النفس ,عفيف,صادق,صديق,صدوق,مؤمن ,لا يعرف النفاق ,لا يعرف المداهنة ,كان يأتي بالكلمات فينطلق اللحن كأنما هو موجود مسبقا في شعوره ,كم لحن ولحن ,كم من الحان لم ترى النور ,ماكان يهمه ,لا الصيت ولا الغنى ,كانت تربطنا أنا وعائلتي من الرجال صداقة متينة معه ,حتى والدي رحم الله موتانا والذي كان متشددا بعقلانية في الدين يحبه ,كم من الألحان حضرت مولدها ,لدي أشرطة من الأشرطة القديمة لمسجل قرندق نجت من الحرق ولكنها تحتاج لإمكانيات فنية لإخراجها وبها الحان لم يسمع بها إلا نفرا قليلا وأنا ضنين بها .كان عبدالله محمد يجود بالألحان ,كان طلال مداح زميل دراسة وصديق وسيكون له موضوع مستقل ,وأوردت اسمه الآن لسبب,كان عبدالله محمد محبا لطلال وكان أستاذا له ,وقد لحن عبدالله محمد أغنية (كم تذكرته سويعات ألأصيل)وكنا وجدنا كلماتها منشورة في مجلة قافلة الزيت ,وكانت عزيزة على عبدالله محمد في تلك الفترة فتحت أبواب لبنان للفن الحجازي فكان عبدالله محمد هو السباق لإقامة حفلات في لبنان حتى أنه غنى في كازينو لبنان الشهير وكنت معه في تلك الفترة اشتهر طلال وأصبح هو المنافس الوحيد لأستاذه عبدالله محمد وغنى طلال أغاني عبدالله محمد ولم يعارض رغم أنه نسبها لنفسه ولكن حين نسب (سويعات الأصيل )لنفسه جن عبدالله محمد وحاولنا التقريب بينه وبين طلال وطلال كعبدالله محمد في جميع صفاته الحسنة ولكن رفض الرضوخ حتى لا يكذب نفسه وقد سجلها على اسطوانة وكتب أنها من ألحانه ,ولما لم يعد هناك مجال للإصلاح اقترحنا على عبدالله محمد رفع دعوى الى وزارة الإعلام وكنت أنا ومعي مجموعة ليس من حقي ذكر أسمائهم كنا من شهد في وزارة الإعلام بأحقية عبدالله محمد بالأغنية فصدر أمر تعويض لعبدالله محمد وأعترف طلال فكلاهما طيب النفس وعادت المياه الى مجاريها ,ألهب عبدالله محمد صيف لبنان سنوات بصوته الجميل وأغنياته الرائعة والتي أتمنى على الفنانين ألآن إحياؤها ومنها (ثلاث ليالي يابو قلب خالي)(حيران وليا سنه من هجر باهي السنة)(إيه بس إيه ذنبي يا سمر لحظك بحبك رماني )وقد غنى له محمد عبده والذي سيكون له ولطلال وفوزي محسون وعمر كدرس وغازي علي ويوسف محمد وعبدالله مرشدي وفرج مبروك ,وجميل محمود ,وغيرهم من القمم حديث مستقل عن كل واحد منهم ,قلت غنى له محمد عبده أغنية(هيجت ذكراك حبي )ولقد لحنها عبدالله محمد وكنت أنا وهو في الرياض في(كوفنكو)إسألوا عن (كوفنكو)عند عبدالرحمن سميح وعبدالعزيز زين العابدين .
أتمنى أن يعود فن عبدالله محمد للساحة مرة أخرى وعلى يد فنان أصيل درس الفن على ان يخرج موسيقيا ويوزع هرمونيا والكترونيا على احدث الطرق ويحفظ حق عبدالله محمد لبنتيه رحم الله عبدالله محمد رحمة واسعة لقد لزم المسجد وأتجه الى الله بكليته وما عرفت عن ذلك الرجل ويشهد علي الله ما عرفت عنه إلا كل خير وأحسبه وأحتسبه عند الله من المقبولين فقد عاش كريما ومات كريما دخل الدنيا وخرج منها لم يسئ لأحد قط وكان يعيش كما قال الشاعر (وعاشر بمعروف وسامح من اعتدى وفارق ولكن بالتي هي أحسن )إن من أصدقاء عبدالله محمد الأوفياء الأخ خالد إسماعيل ,كما أن محمد عبده له يد تذكر فتشكر وقد أوردت عن بداية حياة عبدالله محمد في أول ما كتبت ولوكان هناك جهد لكان يستحق كتابا خاصا عن حياته لاسيما وأني عايشته .
ولا ينبئك عن خلق الليالي ***** كمن فقد الأحبة والصحابا
ومن يغتر بالدنيا فإني...***** لبست بها فأبليت الثيابا
وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.
كوكوكوكو

الطرب الحجازي/12


الطرب الحجازي/12
انتهيت في الحلقة السابقة الى أن "البيه"طارق وقف أمام غرفة عن يمينه وغرفة عن شماله ,دخل الغرفة التي عن يمينه وشاهد الجواهر الحرة وهو بها عليم ,مد يده لاستخراج جوهرة ولكنه ما استخلصها وأزال عنها ما علق بها الا وهو مجهد فخرج (بالمجرور الشهير ,عند بن عباس)أخرج تلك الجوهرة ورصع بها "خنصره"ولكنها أجهدت ولما عاد ورأى الغرفة الثانية وهي تخطف الأبصار والحصول على موجودها سهل ميسور ولكنه كبرق خلب اختطف منها (أبكي على ما جرا لي ياهلي)ثم تبعها ب(يا ناعس الجفن)ولكنه نصب نفسه انبراطورا على الطرب وهو الذكي اللوذعي عرف أن عبدالله محمد هو من يمكن أن ينا فسه فطواه أوكما نقول في الحجاز(حطه تحت باطه)وكما أسلفت ,عبدالله محمد فنان بالسليقة يملك حنجرة تتكامل فيها جميع درجات السلم الموسيقي جهوري الصوت عذبه سليقي التلوين مبدع (العرب)بضم العين,ماكان يحتاج الى مايكرفون وقد كانت نادرة ولم تكن هناك الكترونيات الصوت والتي تجعل من صاحب وصاحبة أنكر الأصوات عندليبا (حتى صدق المثل الذي يقول(لبس الخشبة تبقى عجبه)ضمن طارق تحجيم عبدالله محمد وأحكم الدائرة على الفن ولكن هناك من هم خارج الدائرة ولكنهم ليسوا على قدر المنافسة ثم برز الشريف عبدالله جعفر ألمرشدي وهو والله قرة عيني بكيت عند وفاته برز في العزف على العود وسأفرد له حلقة خاصة ,أحس طارق أنه قد ينافس فطواه كما طوي عبده ووضعه تحت الباط الثاني ,بقي خارج الدائرة من لا أنتقص من قيمتهم ولكنهم لا يرقون الى درجة منافسة طارق ,ولكن بدأت تنبت شجيرات ويشتد عودها ولم يعرها طارق اهتمام وبقي طارق هو الساحة ولكن علينا الا ننسى السابقون ومن بقي منهم فمكانتهم لم تهتز ولكن البرق الخلب لفت الانتباه و انتشر المذياع ولم يعد من المحرمات وكذا (شنطة الغنى),والأسطوانات إبرة ,نص ,وربع وتحول الى البك أب والذي لا يحتاج الى تغيير الإبرة ولا تعبئة الزنبرك وانطلقت الأسطوانات(ألدسك حاليا)وسر تسميتها اسطوانة لأنها أول ما اخترعت كانت على شكل اسطواني ,لن أأرخ لها وقد أكتب عن تطورها ,الفرقة الموسيقية المصرية بمدرسة الموسيقى أقيم حفل على سطح الضيافة العسكرية في الطائف وكان الحال بيننا وبين مصر (مش ولا بد وزيادة)والردح شغال من هنا وهناك وكان منلوجست يسمى (أبوخداش)أراد أن يقول منولوج يمس القيادة المصرية فرفضت الفرقة العزف وهددوا بإنهاء عقودهم ولكنهم أصروا وانتهت عقودهم وغادروا , تقاعد البيه وهو زعيم (عميد)فأنسلخ عبدالله محمد وكونت فرقة الإذاعة وأنضم لها كلا من ثواب عبيد وعبده مزيد وعبدالله ماجد كعازفين ومحمد الريس كرئيس للفرقة ومعهم الفنان على باعشن ,لم يعد لطارق هناك جديد يذكر حتى أغنية (لنا الله)من الحان عبدالله محمد وأنا على ذلك من الشاهدين وحضرت تلحينها وكذا أغنية (عيني علينا )من كلمات محمد طلعت كان عبدالله محمد قليل الحظ كريم النفس يجود بنفسه وبماله وبفنه ,
أقول كيف أضاع طارق فرصة العمر والتي كانت ستخلده ,كان أمامه الفن الحجازي الأصيل مثل "الدانه"واليماني"والرودمان" والمجرور"والقصيمي"بزحلقة الصاد على الياء ولست أنوي إعطاء حصة قواعد وأشرح اللام المزحلقة ,فافهموها وريحوني,وكذا "الحدري"والفرعي"واللون الذي يغنيه الصديق القديم جدا (عاتق ألبلادي )نسيت اسم الطرق,لو قدر لطارق أن يركز على هذه الألوان ويعتني بها لاسيما وأن الإمكانات متوفرة له وصدق المتنبي:
ولم أر في عيوب الناس عيبا **** كنقص القادرين على التمام
أرمدت نار طارق ولكنه سيد الفن شئت ذلك أم أبيت وعندها أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

كوكوكوكو