الخميس، 5 يونيو 2008

اللهبي/الطرب الحجازي/21

الطرب الحجازي/21
سأسرد لكم في الحلقات القادمة عن أسماء مبدعة في الطرب الحجازي وقفت في طريقها عقبة عرقلت مسيرتها فمنهم من انصرف ومنهم من يقاوم وستكون الحلقة الأخيرة عن هذه العقبة التي كانت نعمة ونقمة على الطرب الحجازي ,ليست كل الأسماء القادمة ممن ينطبق عليهم ما أسلفت ولكن خلطت معهم غيرهم واللبيب سيعرف .
سوف أتحدث اليوم عن مطرب أصيل لو جمعت أناقة ا لمطربين في كفة وأناقته في كفة لرجحت أناقته ,عرفته منذ أمد يغني وله لون متميز لا يعزف على آلة موسيقية ولا يتكسب من طربه فالطرب عنده هواية صعد نجمه فجأة وكان له محبين ولكنه توارى رويدا رويدا حتى خلت أنه نفدا,وأقابله في يوم من أشد أيامي حزنا يوم عزاء جلدة بين الأنف والعين الشريف عبد الله جعفر ألمرشدي رحم الله موتانا وقابلت يومها خلقا من أعز الناس الى قلبي ولكن احتجابي والزمان باعد بيني وبينهم فلله كيف يغزوك السرور في عز الألم وكيف يغزوك الألم في عز السرور وتلك لعمري حكمة يقصر عن إدراكها العقل وتجعلك تتذكر بيت الشعر:
وفي كل شيء له آية ****** تدل على أنه الواحد
إنه الفنان الأنيق عمر الطيب جميل الصوت سمح المحيا كريم النفس والخلق والطبع لا يكلمك الا همسا إذا غنى نقلك الى عالمه ذو الإحساس المكثف فلا تمتلك الا الإصغاء له ولكنه كما أسلفت مقل له سميعته الخاصين ممن يثمنون الطرب الأصيل .
محمود خان مطرب رقيق مجيد في العزف على آلة العود له أغنيات جميلة وصاحب لون خاص إلا انه عمل في فرقة الإذاعة والتلفزيون عازفا على (الكونتر باص)لم يأخذ نصيبه من الشهرة لتراخ منه .
محمد عمر ,هذا فنان كبير تخرج من مدرسة سيدي إبراهيم خفاجي شق طريقه كما يشق النجم فضاء السماء يملك صوتا من أجمل الأصوات على الإطلاق رقيق الطبع هادئ النفس إذا تغنى يهززك طربا وشجوا لمع كبرق بهر السميعة وأثار إعجابهم غنى أغنيات صاغها سيدي إبراهيم خفاجي ولكنه لم يكن صلب العود ولا هو من العارفين بالمناورات والحيل والحبائل والصمود فانكفأ على ذاته وعاقبها حتى أصبح عونا للعقبات عليها فخبا نجمه رويدا رويدا فقد ذاته وفقده الطرب.
عبدالله رشاد :هذا بن حارتي وبن صديقي وجاري زمنا بيوتنا متلاصقة منذ القدم أعرفه وهو يافعا كان يعشق الأذان وكان يتحين الفرص ليؤذن في مسجد الإمام الهادي في حي اسفل ببرحة (القزاز)بضم القاف وفتح الزاي ولقد سميت بهذا الإسم في اواخر العصر العثماني سميت على اسم مقهى في بيروت, والمنطقة هذه من الطائف كانت تسمى الهضبة كما ذكر بن فهد القرشي الذي أرخ للطائف وقد هاجر الى المغرب هذه البرحة سميت على اسم مقهى مثله في المنطقة بالطائف وزينت بالزجاج الملون (هذا تصحيح وتوثيق للإسم),ألم أقل لكم أنني اشطح أحيانا ,اعود للإبن عبدالله وأذانه للصلاة يسابق المؤذن وكان صوته جميلا ولقد اهتم به العزيز على نفسي الفنان الكبير (أبو يعقوب)يوسف محمد شريف وهو مدرسة كما إبراهيم خفاجي ولكن حضه قليل فكثير ممن كان سببا في شهرتهم تنكروا له ولا زال وهو يناهز التسعين ولا زال في جمعية الفنون في الطائف يعطي ويعطي ويعطي وقد كتبت عنه حلقة كاملة ولم أوفيه حقه اخذ عنه عبدالله رشاد أصول الطرب وشق طريقه وهو مثقف واع ومن أسرة كريمة مشى بخطوات ثابتة وصارع العقبة الكأداء ولا زال ولكنه ممن خلط الماء باللبن ولم يحافظ على الأصالة ودخل باب (البترو طرب ).
عبد المجيد عبدالله :هو أيضا من مدرسة الخفاجي العين الفاحصة التي تعرف الجواهر فتلتقطها وتعمل عليها كما يقوم الصناع (الفلمنك)في بلجيكا على خام الماس وقد كتب له أغنية (مادام النضر مسموح )وأنا أعلم أن الخفاجي ليس كاتب أغنية فقط بل وملحن مبدع ولكنه ما نسب لنفسه لحن قط ,برز عبد المجيد عبد الله وأنطلق كانطلاق النبل من القوس صاعدا محلقا وكان في فترة كمون لأمر ما فما وجد العقبة في طريقة ولكنه ابتلعته سطوة الطرب وويل لمن تبتلعه تلك السطوة فحلق وسقط وحلق ثانية وقد استفاقت العقبة فتحينت سقطته فطوي كما تطوى ال ولكنه يفرد جناحه بين الفينة والأخرى فهو فنان أصيل ولو وجد راشدا يرشده الى الطريق لكان شيئا غير ذلك ولكن أدرك شهرزاد الصباح فسكتتت عن الكلام المباح.
كوكوكوكو
ملحوظة
أصلت مسمى برحة القزاز ونطقها
حيث أن الكثير يفتح القاف ويشدد
الزاي الاولى فتعطي اسم عائلة
لذا صوبت.

ليست هناك تعليقات: