الأحد، 4 مايو 2008

الطرب الحجازي/12


الطرب الحجازي/12
انتهيت في الحلقة السابقة الى أن "البيه"طارق وقف أمام غرفة عن يمينه وغرفة عن شماله ,دخل الغرفة التي عن يمينه وشاهد الجواهر الحرة وهو بها عليم ,مد يده لاستخراج جوهرة ولكنه ما استخلصها وأزال عنها ما علق بها الا وهو مجهد فخرج (بالمجرور الشهير ,عند بن عباس)أخرج تلك الجوهرة ورصع بها "خنصره"ولكنها أجهدت ولما عاد ورأى الغرفة الثانية وهي تخطف الأبصار والحصول على موجودها سهل ميسور ولكنه كبرق خلب اختطف منها (أبكي على ما جرا لي ياهلي)ثم تبعها ب(يا ناعس الجفن)ولكنه نصب نفسه انبراطورا على الطرب وهو الذكي اللوذعي عرف أن عبدالله محمد هو من يمكن أن ينا فسه فطواه أوكما نقول في الحجاز(حطه تحت باطه)وكما أسلفت ,عبدالله محمد فنان بالسليقة يملك حنجرة تتكامل فيها جميع درجات السلم الموسيقي جهوري الصوت عذبه سليقي التلوين مبدع (العرب)بضم العين,ماكان يحتاج الى مايكرفون وقد كانت نادرة ولم تكن هناك الكترونيات الصوت والتي تجعل من صاحب وصاحبة أنكر الأصوات عندليبا (حتى صدق المثل الذي يقول(لبس الخشبة تبقى عجبه)ضمن طارق تحجيم عبدالله محمد وأحكم الدائرة على الفن ولكن هناك من هم خارج الدائرة ولكنهم ليسوا على قدر المنافسة ثم برز الشريف عبدالله جعفر ألمرشدي وهو والله قرة عيني بكيت عند وفاته برز في العزف على العود وسأفرد له حلقة خاصة ,أحس طارق أنه قد ينافس فطواه كما طوي عبده ووضعه تحت الباط الثاني ,بقي خارج الدائرة من لا أنتقص من قيمتهم ولكنهم لا يرقون الى درجة منافسة طارق ,ولكن بدأت تنبت شجيرات ويشتد عودها ولم يعرها طارق اهتمام وبقي طارق هو الساحة ولكن علينا الا ننسى السابقون ومن بقي منهم فمكانتهم لم تهتز ولكن البرق الخلب لفت الانتباه و انتشر المذياع ولم يعد من المحرمات وكذا (شنطة الغنى),والأسطوانات إبرة ,نص ,وربع وتحول الى البك أب والذي لا يحتاج الى تغيير الإبرة ولا تعبئة الزنبرك وانطلقت الأسطوانات(ألدسك حاليا)وسر تسميتها اسطوانة لأنها أول ما اخترعت كانت على شكل اسطواني ,لن أأرخ لها وقد أكتب عن تطورها ,الفرقة الموسيقية المصرية بمدرسة الموسيقى أقيم حفل على سطح الضيافة العسكرية في الطائف وكان الحال بيننا وبين مصر (مش ولا بد وزيادة)والردح شغال من هنا وهناك وكان منلوجست يسمى (أبوخداش)أراد أن يقول منولوج يمس القيادة المصرية فرفضت الفرقة العزف وهددوا بإنهاء عقودهم ولكنهم أصروا وانتهت عقودهم وغادروا , تقاعد البيه وهو زعيم (عميد)فأنسلخ عبدالله محمد وكونت فرقة الإذاعة وأنضم لها كلا من ثواب عبيد وعبده مزيد وعبدالله ماجد كعازفين ومحمد الريس كرئيس للفرقة ومعهم الفنان على باعشن ,لم يعد لطارق هناك جديد يذكر حتى أغنية (لنا الله)من الحان عبدالله محمد وأنا على ذلك من الشاهدين وحضرت تلحينها وكذا أغنية (عيني علينا )من كلمات محمد طلعت كان عبدالله محمد قليل الحظ كريم النفس يجود بنفسه وبماله وبفنه ,
أقول كيف أضاع طارق فرصة العمر والتي كانت ستخلده ,كان أمامه الفن الحجازي الأصيل مثل "الدانه"واليماني"والرودمان" والمجرور"والقصيمي"بزحلقة الصاد على الياء ولست أنوي إعطاء حصة قواعد وأشرح اللام المزحلقة ,فافهموها وريحوني,وكذا "الحدري"والفرعي"واللون الذي يغنيه الصديق القديم جدا (عاتق ألبلادي )نسيت اسم الطرق,لو قدر لطارق أن يركز على هذه الألوان ويعتني بها لاسيما وأن الإمكانات متوفرة له وصدق المتنبي:
ولم أر في عيوب الناس عيبا **** كنقص القادرين على التمام
أرمدت نار طارق ولكنه سيد الفن شئت ذلك أم أبيت وعندها أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

كوكوكوكو

ليست هناك تعليقات: