الأربعاء، 25 يونيو 2008

اللهبي/الطرب الحجازي/24

الطرب الحجازي/24

كثيرون يحسبون أن طريق الطرب ممهد سالك ليس أكثر من ثمرة ناضجة على غصن مائل وأنت متكئ فتمد يدك لتقطفها’لا......ليس هذا هو الطرب وليس هو الفن والطرب غير الفن ,الطرب نبع يتدفق من الروح ليصب في الروح فيسري بك سريان الأكسجين الى الدم ليبعث فيك الحياة سريان عبق العطر الى خلايا الشم لتنتشي به دون ان تصل الى كنهه,إنما الفن هو لوغريتمات هو خوارزميات هو معادلات رياضية تمزج الأرقام لتحولها نسق متناسق يتحكم في سمعك لينساب الى مراكز داخل المخ تعيد ترتيب نبضاته الا مسموعة و التي تدير تدفق الشعور بإيقاع تتحرك معه كل خلايا جسمك ,الطرب هبة لا متناهية وعلم بسيط والفن هبة بسيطة وعلم لا متناهي ,الطرب لا يحتاج الى جهد ليغزوا إحساسك فهو إبن محيطك ولكل محيط طربه والفن يحتاج الى دراية بتلقيه وهو صالح لكل فرد قادر على تلقيه عالما كيف يتلقاه,الطرب حديقة ما نسقتها يد والفن حديقة نسقتها الأيادي .
سأكتب الآن عن مطربين ما جاد الزمان علي بالتعرف عليهما عن قرب ولكني ولزعمي أنني أذن يجذبها الطرب الحق فقد جذباني ,نبتا في زمن صراع الطرب ,في زمن تسرب ألوان من غير الطرب الحجازي إليه لكنهما التزما جهد طاقتيهما أحدهما خط طريقا متفردا بعيدا عن العقبات فسلك وكان نجما لمن يميز النجوم والثاني أصيل في طربه ولكنه لم يثبت قدمه وقام يقفز هنا وهناك وهو رقيق العاطفة غزير الشعور مما يجعله غير قادر على دخول المعركة التي استخدمت فيها كل الوسائل ولم يستطع الوقوف فكلما قام سقط وفرط وأفرط ولقد كان بيني وبين عزيزي طلال رحم الله موتانا حديثا خاصا عنه قبل انتقال طلال الى الرفيق الأعلى ولكنني لم أعد أسمع عنه شيء و رغم انصرافي عن الحياة العامة منذ أمد إلا أني متابع للطرب الحجازي وأتسقط أخبار أهله ولا زلت أحمل الأمل في دخيلتي أن يقيض الله للطرب الحجازي من يحييه من رقدته وإن كان بقي من الكلام ما سوف اختم به هذه الدردشة الطويلة فسيكون عن الهرمين الكبيرين واللذين سيكونان مسك الختام وصفوة الكلام وجمع شتات القول حتى يطيب خافق كل من بالطرب الحجازي هام .
نسيت أن أقول من هما الاثنين المغردان.
أنه طلال سلامة وهو أول من عنيته بالكلام وعلي عبد الكريم والذي ما أن سطرت اسمه إلا وقد أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.
كوكوكوكو

ليست هناك تعليقات: