الأحد، 4 مايو 2008

الطرب الحجازي/13

الطرب الحجازي/13
عبدالله محمد (عبده)(الدودحية)الأول اسم و ما يليه ألقاب ,عبده,هي اختصار متعارف عليه لما (عبد)بضم العين وتشديد الباء مع كسرها وتسكين الدال (حتى يخترعوا لنا لوحة مفاتيح تحوي جميع الحركات والتشكيل)عوالة,فالحين في ألحكي ,يالله (أنفس عن نفسي )محموق ,مخنوق ,على حد قول أحد أصدقائي من نجد
ضايز صدري أبيلي عطنطر,(دوروا على أحد يشرحلكم).
عبدالله محمد فنان أصيل ,خلق فنان ,مرهف الإحساس,كريم النفس ,عفيف,صادق,صديق,صدوق,مؤمن ,لا يعرف النفاق ,لا يعرف المداهنة ,كان يأتي بالكلمات فينطلق اللحن كأنما هو موجود مسبقا في شعوره ,كم لحن ولحن ,كم من الحان لم ترى النور ,ماكان يهمه ,لا الصيت ولا الغنى ,كانت تربطنا أنا وعائلتي من الرجال صداقة متينة معه ,حتى والدي رحم الله موتانا والذي كان متشددا بعقلانية في الدين يحبه ,كم من الألحان حضرت مولدها ,لدي أشرطة من الأشرطة القديمة لمسجل قرندق نجت من الحرق ولكنها تحتاج لإمكانيات فنية لإخراجها وبها الحان لم يسمع بها إلا نفرا قليلا وأنا ضنين بها .كان عبدالله محمد يجود بالألحان ,كان طلال مداح زميل دراسة وصديق وسيكون له موضوع مستقل ,وأوردت اسمه الآن لسبب,كان عبدالله محمد محبا لطلال وكان أستاذا له ,وقد لحن عبدالله محمد أغنية (كم تذكرته سويعات ألأصيل)وكنا وجدنا كلماتها منشورة في مجلة قافلة الزيت ,وكانت عزيزة على عبدالله محمد في تلك الفترة فتحت أبواب لبنان للفن الحجازي فكان عبدالله محمد هو السباق لإقامة حفلات في لبنان حتى أنه غنى في كازينو لبنان الشهير وكنت معه في تلك الفترة اشتهر طلال وأصبح هو المنافس الوحيد لأستاذه عبدالله محمد وغنى طلال أغاني عبدالله محمد ولم يعارض رغم أنه نسبها لنفسه ولكن حين نسب (سويعات الأصيل )لنفسه جن عبدالله محمد وحاولنا التقريب بينه وبين طلال وطلال كعبدالله محمد في جميع صفاته الحسنة ولكن رفض الرضوخ حتى لا يكذب نفسه وقد سجلها على اسطوانة وكتب أنها من ألحانه ,ولما لم يعد هناك مجال للإصلاح اقترحنا على عبدالله محمد رفع دعوى الى وزارة الإعلام وكنت أنا ومعي مجموعة ليس من حقي ذكر أسمائهم كنا من شهد في وزارة الإعلام بأحقية عبدالله محمد بالأغنية فصدر أمر تعويض لعبدالله محمد وأعترف طلال فكلاهما طيب النفس وعادت المياه الى مجاريها ,ألهب عبدالله محمد صيف لبنان سنوات بصوته الجميل وأغنياته الرائعة والتي أتمنى على الفنانين ألآن إحياؤها ومنها (ثلاث ليالي يابو قلب خالي)(حيران وليا سنه من هجر باهي السنة)(إيه بس إيه ذنبي يا سمر لحظك بحبك رماني )وقد غنى له محمد عبده والذي سيكون له ولطلال وفوزي محسون وعمر كدرس وغازي علي ويوسف محمد وعبدالله مرشدي وفرج مبروك ,وجميل محمود ,وغيرهم من القمم حديث مستقل عن كل واحد منهم ,قلت غنى له محمد عبده أغنية(هيجت ذكراك حبي )ولقد لحنها عبدالله محمد وكنت أنا وهو في الرياض في(كوفنكو)إسألوا عن (كوفنكو)عند عبدالرحمن سميح وعبدالعزيز زين العابدين .
أتمنى أن يعود فن عبدالله محمد للساحة مرة أخرى وعلى يد فنان أصيل درس الفن على ان يخرج موسيقيا ويوزع هرمونيا والكترونيا على احدث الطرق ويحفظ حق عبدالله محمد لبنتيه رحم الله عبدالله محمد رحمة واسعة لقد لزم المسجد وأتجه الى الله بكليته وما عرفت عن ذلك الرجل ويشهد علي الله ما عرفت عنه إلا كل خير وأحسبه وأحتسبه عند الله من المقبولين فقد عاش كريما ومات كريما دخل الدنيا وخرج منها لم يسئ لأحد قط وكان يعيش كما قال الشاعر (وعاشر بمعروف وسامح من اعتدى وفارق ولكن بالتي هي أحسن )إن من أصدقاء عبدالله محمد الأوفياء الأخ خالد إسماعيل ,كما أن محمد عبده له يد تذكر فتشكر وقد أوردت عن بداية حياة عبدالله محمد في أول ما كتبت ولوكان هناك جهد لكان يستحق كتابا خاصا عن حياته لاسيما وأني عايشته .
ولا ينبئك عن خلق الليالي ***** كمن فقد الأحبة والصحابا
ومن يغتر بالدنيا فإني...***** لبست بها فأبليت الثيابا
وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.
كوكوكوكو

ليست هناك تعليقات: