الطرب الحجازي /30
اليوم سأتوقف عند درة عازفي الحجاز والذي ما أنجب الحجاز ويبدوا لي أن الأمد سيطول حتى يعوض ,هذا رجل ربي في بيت الطرب فتح عيناه على التقوى والذكر والطرب,كان الطرب غذائه من صباحه الى مسائه
إن الطرب هو امتلاء النفس بالرضا والسرور والنشوة والخشوع,هذا رجل رافقته دهرا فهو يمت لي بصلة قرابة ورحم, كان جده رحم الله موتانا هو العشي للشريف الحسين بن على ملك الحجاز السابق والعشي تعني الرجل المشرف على الطعام من البداية وحتى النهاية وأصول تقديمه فكان في صنعته مطربا ثم أصبح العشي للملك عبدالعزيز رحم الله موتانا’عرفته وقد شارف على بلوغ القرن من العمر أنيق رقيق منتصب القامة إن حدثك أنست لحديثه الذي ينضح أدبا فهو راوية للشعر عالي الثقافة يعتمر عمامة من (الغبانة)ويرتدي الثوب الأبيض والسديري ,ابنه عباس مطرب تحدثت عنه ربي العازف في ذلك البيت المشحون تقوى ورقة وأناقة فهو الابن الأكبر للعم عباس,درس العود على يد والده المتمكن ثم تحول للعزف على آلة القانون ,عشقها ولا عشق الملوح ليلاه,إن داعب أوتارها سحرك وملك عليك حواسك ,كان مستقيما في سلوكه شديد الخوف من الله لا يفوت فرضا رأيته وهو يصلي وعيناه تنهمر بالدموع ,كم يهذب الطرب الأصيل النفوس,في هذا الساحر صفة تفرد بها ما رأيتها في غيره طوال عمري ,كان إذا تحدث تأتأ في الحديث فقد كان يعاني صعوبة في النطق وبالكاد تسطيع أن تستبين حديثه وخاصة إذا كنت تسمعه للمرة الأولى .هذا الرجل الذي يعاني من كل ذلك ما أن ينطلق لسانه بقراءة القرءان الكريم حتى يتحول (قس بن ساعده)فصاحة في اللسان دقة في مخارج الحروف متمكن من التجويد لا تسمع منه الصوت الذي يخرج من البلعوم الأنفي ممن يتولون الإمامة يحسبون أن خروج الصوت من البلعوم الأنفي لجهلهم, تجويدا أو تغني كما أمر سيدي رسول الله عليه السلام ,كذاك عندما ينطلق في الغناء لا يتلعثم ولا يتأتئ ,شجي الصوت.
بلغ هذا المبدع في العزف على القانون مبلغا ما أحسب أن أحدا بلغه,كنت حاضرا في دار الأبرا المصرية وأنا عند زيارتي لمصر تجدني هناك أوفي دار الكتب حتى أن لداتي يسموني (المهووس),أقول كنت حاضرا في دار الأبرا المصرية عندما أحيا هذا المبدع ليلة عازفا على القانون وكان من الحاضرين علماء الموسيقى و كبار عازفات وعازفي القانون في مصر وبعض الدول العربية فبهر الحضور ولم يصدقوا أن الحجاز ينجب مثل هذه الموهبة ولقد وقف الحضور عدة مرات يشحنون القاعة بالتصفيق المتواصل والغريب في كل هذا أنه عندما يعزف وكما قال لي لا يشعر بوجود أحد بل يشعر أنه يناجي خاشعا,لقد كان حديث أهل الطرب وأساتذته ,
عمل في مدرسة موسيقى الجيش عندما كان الصديق فهد الشبل قائدا لإدارة موسيقى الجيش وترقى حتى أصبح "رئيس رقباء"وعندما كان الزميل محمد مهدي الزهراني قائدا لإدارة موسيقى الجيش صدرت قاصمة الظهر ,
جاء هذا الفذ والدموع تسيل من عينيه وهو يتأتئ قائلا(يا يا ع ع ب ب د ددد الررر حم حم ا ن)الغوا الفرقة الوترية من موسيقى الجيش يقولون حرام كما ألغوا فرقة الإذاعة قبل,قلت معزيا و ممازحا (روح اشتغل حيث هم)
أعرفتم هذا المبدع,,,,,,,,,,,,,إنه,,,,,,,,,
حسسسسسسسسسين
عبببببببببببببببببباس
عششششششششي
وهنا سكتت شهرزاد عن الكلام المباح حتى و لو لم يدركها الصباح.
كوكوكوكوآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق