الخميس، 21 أغسطس 2008
الطرب الحجازي/33
الطرب الحجازي/33
ولا ينبئك عن خلق الليالي **** كمن فقد ألأحبة والصحابا
الحمد لله على عطائه وإنا لله وإنا إليه راجعون, كل يوم أفقد شطرا من حياتي, يا ويحي!!!!!كأني أموت يوما بعد يوم,الموت حق,لا شك في ذلك,ألموت ليس الا ميلاد آخر إنما هو ميلاد الى قرار.هذه حكمة الخالق,هذه إرادته,ليس لإرادته رد ولا عن مشيئته مفر ,بهذا اطمأن القلب ,بهذا سكنت النفس,باليقين برحمته,عز شأنه ,وصف نفسه أرحم الراحمين ,أنا أناهز السبعين,عايشت خلقا كثيرا,حتى من تجاوز منهم بذرة الإيمان ساكنة سويداء قلبه ,رجوعه الى الله اقرب من البعد عنه ,أحمد الله إن من عرفت شاهدت بعيني خاتمتهم السعيدة,لقد كانوا ممن تفيض أعينهم من الدمع عند ذكره ,فقدت قبل شهور الحبيب عبدالله مرشدي,وقبله طلال مداح,وقبله عبدالله محمد,وقبلهم فؤاد زكريا,كانوا قطعة مني سبحانه عز وجل بقيت لأراهم يساقطون الواحد تلو الآخر ولكن ما يريح النفس ويبرد نارها أني وأشهد لله عز وجل أني خبرتهم وخبرت حبهم لله ورسوله ,خبرت قربهم من الإحسان وإن لاكتهم بعض الألسن إرادة من الله عز وجل ليزيد من حسناتهم .
قبل أمس ,نعم قبل أمس فقدت أعز عزيز على نفسي ما أمهله الموت لم يتجاوز الزمن بين مرضه وموته أكثر من عشرة أيام ,كان يعاني وهو صابر محتسب والله ليس في هذه الدنيا أقرب مني له,يعاني سرطان الكبد صامتا أراه يذوي ولا يترك مسجد سيدي عبدالله العباس رضي الله عنه وأرضاه مصليا صائما النهار قائما الليل ما سمعت منه ولا سمع لداته منه شكوى أو أنين ,لا أسمع منه الا كلمة "الحمد لله"كانت مشيئة الله أن يصلني نعيه وأنا نزيل تخصصي الرياض ,بكيته والعين كما قال سيدي رسول الله عليه أزكى سلام,إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن .
عاش هذا الحبيب محبا لله ورسوله يروح القلب ساعة بعد ساعة كان يملك ورشة نجارة بها غرفة وحديقة صغيرة كان كالعسل والنحل حوله جميع مطربي الحجاز حوله يحب الترويح عن النفس فيما لا يغضب الله ,لم يكن متزمتا ولا متأولا ,كان ما بيده لغيره يواسي المريض ويساعد المحتاج جهد طاقته ,أخبرني أخي ان جنازته ساعة حمل الى مثواه محاطة بالضعيف والفقير وبصحبه وأحبابه الذين تقاطروا من كل حدب وصوب ,قال والله ماشاهدت إلا عيونا تدمع والسنة تدعوا’
لقد كفلنا هو وأخواه اللذان سبقاه بعد وفاة والدي فما أحسسنا باليتم ,كان ممن يعتبرون مرجعا في النغم وحفظ الأدوار القديمة ممن يعرفه من عهد الصبا سيدي إبراهيم خفاجي و أستاذي طارق عبدالحكيم ,
رحمه الله رحمة واسعة هو وجميع أموات المسلمين و أصلح الله شأن ونية المتزمتين الذين يذكرون أمثال من أسلفت بسيء القول يحسبون أنهم يحسنون صنعا وان رحمة الله لن تتأتى إلا بموافقتهم اسأل الله لهم الهداية فلن يحملوا إلا أوزارا .
إنه حمدان أمين اللهبي أبي وأخي أسأل الله أن يتقبله قبولا حسنا وأن يغفر له ولنا إذا أصبحنا معهم .
وهنا أدرك شهرزاد الصباح فدمعت عيناها وسكتت عن الكلام المباح.
كوكوكوكو
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق