الطرب الحجازي/23
أنا كما كررت لست كاتب سير ولا كاتب بحث عن الطرب والمطربين ,أنا لست أكثر من مثبت لأسماء مطربين أسماء مطربين من الحجاز في فترة زمنية محددة مخافة أن يطويهم الزمن فلا يبقي لهم ذكرا ولقد حرصت على أن يكون مطربا يؤدي الطرب الحجازي والذي لا تخطئه أذن (السميع)مررت مرورا على من مروا مرورا على الطرب الحجازي وتوقفت عند من ترك أثرا ملموسا وأكثر من أوردت ممن ربطتني به علاقة شخصية في زمن محدد ومنهم من ربطتني به مودة ومعايشة ومنهم من أدين له بعد الله بالفضل في كريم صداقته وإعانتي وتوجيهي ومنهم من تتبعت مسيرته بعد أن (طويت الخصفة وعلقت الإبريق)وأعني بعد أن بعدت عن جو الطرب والمطربين لكني كنت شديد المتابعة لكل ما يستجد كثير السؤال ممن أو وهو مواصل وهناك عدد ممن يعدون من المبرزين في الطرب الحجازي لم أتشرف بالتعرف شخصيا عليهم كما وأني ألزمت نفسي بعدم الرجوع الى مراجع حتى لا أتأثر وبعدت عن وجهات نضر الآخرين وحصرت قولي في وجهة نضري حتى أتحمل مسؤولية ما اكتب وكنت شديد الحرص على تحري الدقة والبعد عن الميل و تجردت عندما تحدثت عن أحدهم من إنقاص قدره أو زيادته وقلت ما أنا متيقنا منه ولو كان فيه شيء من القسوة ولكني ابتعدت عن ذكر أي كلمة مسيئة تصريحا أو تلميحا وسأكتب في الحلقات القادمة عمن لم يسعفني الوقت بالتعرف إليهم شخصيا وسأختم بثلاثة يعدون من الكبار ولا يقلون في قيمتهم عن من سبقوهم من الكبار ومنهم من يزيد وسأشرح العقبات التي اعترت الطرب الحجازي من شخصية وعامة .
عبادي الجوهر:أول ما شاهدت عبادي الجوهر كان في مناسبة لأحد الأصدقاء في الطائف في حي شهار وكان معي حبيبي عبدالله المرشدي وبعض الزملاء وقيل لنا أن هناك فنان مبتدئ فرحبنا به وكان يافعا خجولا خلوقا مهذبا واستلم العود وغنى بعض الأغاني ولكنه لم يكن متمكنا ونحن كما درجنا عليه سددنا ما كان من ثغرات فقد كان جمع (سميعة)وما كنت من أصحاب الحفلات العامة فكان المتواجدون أغلبهم من السميعة ,وغادر الأخ عبادي مسرورا وغاب عن عيني وسمعي بعض سنوات فاجتمعت به في جمع خاص وكان قد اشتد عوده وبدأ يبرز في الضرب على عوده وغنى تلك الليلة وأبدع وكان مما غنى أغنيته التي حملته الى أبواب الشهرة وهي أغنيه (يا غزال يا غزال فينو *** ياللي شارد له غزال فينو)ثم كنت أشاهده عند السيد لطفي زيني وهو صديق وشلال ذكاء وفطنه ,كان عبادي في ميعة الصبا وكان أنيقا في لبسه ومظهره فارع القامة حديث الصبايا وكان للطفي فتحة دكان يبيع فيها أشرطة غنائية في عمارة الشربتلي مقابل متجر آلات موسيقية نسيت اسم العامل به كنت اشتري منه اسطوانات كبار الموسيقيين الكلاسيكيين أمثال فاجنر والذي كتب عنه الفيلسوف برنارد شوا كتابه العظيم مولع بفاجنر وكذا موتسارت وتشايسكوفسكي وسواه فكان الأخ عبادي تقريبا مرابط يوميا من بعد صلاة العصر حتى ماشاء الله على كرسي أمام متجر تسجيلات لطفي يجلب الزبون ويمتع النضر فلقد كانت مبيعات لطفي رحمه الله على الصبايا بالكوم رغبة أو تعلة, ثم بعدها انطلق عبادي انطلاقة جيدة وأجاد في عزف العود حتى أصبح من كبار العازفين في العالم ولقد حضرت له حفلا في دار الأوبرا المصرية وكان مبدعا كل الإبداع ولكنه انساق مع موجة (البترو طرب )وتحول من الطرب الحجازي الى سوبر ماركت ما يسمى بالطرب الخليجي وهو فنان أصيل واجه عقبات وهي التي ستكون خاتمة ما اسطره ولكن أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.
كوكوكوكو
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق