الأحد، 18 مايو 2008

الطرب الحجازي /17

عبدالرحمن حمدان اللهبي


الطرب الحجازي/17
عمر كدرس !!!!!عمركدرس؟؟؟؟؟عم ركدرس ,عالم مستقل بذاته ,كبير في كل شيء الا في الحظ.
أول ما شاهدت عمر كدرس وأصغت أذناي لروح عمر كدرس كان ذلك في حفل أقيم بنجمه ,نجمه ذلك البناء الأثري الذي بناه الشريف عون الرفيق وله تاريخ قد يجود الزمن وأرويه ذلك الهيكل الرمز الذي حول الى مدرسة ثانوية وكانت يقال لها مدرسة نجمة ونقلت لها مدرسة دار التوحيد وهذه المدرسة قصة ولا كل القصص وأنا اعلم من دقائقها ما يباح وما لا وكذا قد يكون لي عنها (كلام كتير)نجمة ,نجمة,طمس ذلك الاسم وسميت مدارس دار التوحيد ,سرى عليها ما سرى على غيرها عندما تصبغ الأشياء بغير لونها سيعريها الزمن ليعود لونها ورسمها على ما كانت .
أقيم ذلك الحفل بمناسبة وصول الملك سعود للطائف كعادته كعادة أبيه في حب الطائف وأخيه الذي حل محله ومن تلاه حتى صرف النظر عن الطائف وقد كان مركز الدولة فأصبح من مهملاتها ,كان حفلا بهيجا شاركت فيه كل حواري الطائف وأقيمت الزينات وقد صنع العم أمين كردي (ويطلق عليه الأشقر أو السمكري )يعاونه بن عمي حسن رحم الله موتانا صنعا هيكل طائرة يسير على واير ذهابا وإيابا وكانت الزينات وكان يحيي الحفلة تلك الليلة البيه (طارق)وثلة من المطربين وكانت قبيل شهور عنت سيدة الغناء العربي أغنيتها الخالدة(حب إيه الي إنت جاي بتؤول عليه)وكانت من الحان بليغ حمدي وكلمات محمد حمزة كانا لا يتجاوزا السابعة عشر من العمر نقلت مسيرة السيدة الى عالم جديد وكان ذلك بعد خصامها مع كنز الفن الأستاذ رياض السنباطي الذي جاد علي الزمن بالجلوس معه بمعرفة الصديق الشاعر أحمد فتحي شاعر(يسهر المصباح والأقداح والذكرى معي) ولدي ديوان شعره مهدا منه لرياض ومن رياض لي وبخطيهما وقد أسوق يوما قصصي مع هذا العالم العجيب ,
غنى ليلتها البيه(طارق)أغنية "حب إيه وكان للأغنية مقدمه "صولو"عزف منفرد على الكمان وإذا بذاك الأبنوسي البهي الذي يرتدي بنطالا كحليا وقميصا أبيض وقد ثني أكمامه واحتضن كمانه وأنطلق يناغي القلوب بذلك العزف الذي أوقف الناس مشدوهين ,ذلك أول يوم أري فيه ذلك العلم ,لقد كان عمر كنز مقفل لم يجد من يعرف مفاتيحه توطدت علاقتي به ,عمر فنان بكل ما تعني هذه الكلمة تنبعث روحة محلقة في ساعة صفا (ليست تلكم) ساعة صفا عندما يلتقط عوده و يبكيه ويضحكه ويسكره عشقا ويعبر به بحرا في شقة صغيرة بدور أرضي وقد أضاء لمبة بلون أزرق داكن نكاد نحبس أنفاسنا حتى لا تزاحم جمله الروحانية وهو مطرق كأنما يحلق عاليا تساقط اللآلئ من بين أنامله تلك متعة لا تماثلها متعة ولقد جئت وصديق نبحث عن محمد عبده وكان لديه سيارة bm يطوف بها كالمدوان طويل حبل الانطلاقة حتى وجدناه وذهبنا لعمر في ذلك المكان وكان في أجمل ساعات تجلياته .عمر من كبار عازفي العود لا يقل كفاءة عن منير بشير ولا نصير شمه ولكنه وجد في غير مكانه لحن أجمل الألحان واحتضن محمد عبده فهو وحببي إبراهيم خفاجي هما اللذان صنعا محمد عبده .
ما نال عمر ما يستحقه ,صدق من قال :من لا يعرف الصقر يشويه ,رحم الله عمر فقد كان علما عاش علما كريما عزيز النفس ما تذلل ولا نل ولا نافق ولا باع فنه ولا جامل فيه لم يكن انتهازي يكفي من عمر لحنه المشرق
(زل الطرب يا موجع الطار بالكف)غناها من سيكون بعده في السيرة وحتى نفتح صفحة صاحب الود والمودة أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.
كوكوكوكو

ليست هناك تعليقات: