الأحد، 11 مايو 2008

الطرب الحجازي/15


الطرب الحجازي /15

الطرب كالتيار الكهربائي يسري ثم يجتمع في مكثف ثم يسري وهكذا دواليك ,المكثفات هي نقاط التركيز وهي ألتي تعطي التيار طاقة الاستمرار ولكن قد يكون المكثف نعمة وقد يكون لعمه وقد يكون ........,ذكرت من المكثفات أبو عمر ثم حسن جاوة ثم طارق عبد الحكيم ثم عبدالله محمد ,سأتوقف عن المكثفات لأتحدث عن التيار الساري,دائما يكون المكثف المكثف هو البارز وحوله الكواكب التي تدور حوله وقد يكون بعضها في قامة القطب وقد يزيد ولكن لله في خلقه شؤون ,سأتحدث عن الكواكب التي كانت تدور حول الأقطاب ولن أميز واحدا عن الآخر ولكن أستطيع ان أمثلهم كالتالي ,هناك مطرب الزقاق,وهناك مطرب الحي ,وهناك مطرب المدينة وهناك مطرب المدائن ,لايعني التسلسل تمييزا ولكنه استطراد تسوقه الذاكرة على مروتها ,
سأبدأ بفنان أعطى الفن عمره وهو للحق مرجع في الأنغام درس على يديه كثر, منهم من ذاع صيته, كان ديدنه العطاء والعطاء فقط, لم يغنم من الفن قرشا واحدا فلم يكن همه, ولا صيتا ذائعا فلم يكن مطمعه, بسيط يعيش من كسب عرق جبينه, أعطى وأعطى ولا زال يعطي وقد تجاوز الثمانون من العمر وهو يعطي لجمعية الفنون في الطائف المأنوس ومعه رفيق دربه الذي غادرنا قبل شهور إلى الرفيق الأعلى لن أصرح عن اسم الرفيق ولكن سيكون عنه حديث خاص كحديثي عن هذا الشيخ الكبير في فنه الكبير في عطائه الكبير في نفسه الكبير بين محبيه إنه بالنسبة لي الأب والأخ والصديق والحبيب ولا يقل عنه رصيفه إنهما أجمل أيام عمري رجلان صادقان تقيان لا ينقصان من حقوق الله شيئا ولا يتأخران عن واجب لا تخرج من فيهما الكلمة النابية ولا تراهما إلا والابتسامة مرتسمة على محياهما رغم شظف العيش ,لقد كان الثمانيني يسكن في بيت لا يزيد عن غرفتين غرفة لنومه وغرفة لأصدقائه لقد كان صديق الكل ,كنا نجتمع في تلك الغرفة يزيد عددنا عن عشرة أفراد يجمعنا الحب في الله وعشق الفن ,لو مررت بجوار نافذة الغرفة لحسبت أن ما بداخلها حديقة غناء جمعت كل أنواع العصافير المغردة ,هذا بكمانه وذاك بعوده وهذا بقانونه وآخر برقه ومصقعه وآخر بطبلته ومعه صاحب طار, كلا يسبح في واد كأنما يعيش بمفرده في تلك الغرفة ,هي لوحة سيريالزم ولكنها صوتية وهذا يعدل لهذا وذاك يشيد بالآخر وفجأة تستمع لتلك الجوقة وإذا بها تنطلق بلحن واحد كأنما ينساب من القلب الى الوتر كل يعزف وكل يستمع ,آه على تلك الأيام كم كانت أيام لن يجود الزمان بمثلها (إن ذلك الطود هو أبو يعقوب )وذاك اسم الشهرة إنه يوسف محمد شريف, إنه الفنان الذي لا ينضب إنه نبع من الفن يعطي ولا يأخذ, فرق الدهر بين ذاك الجمع ولكن الحب الصادق مازال يعبق في القلوب وإن كان هناك بعض القلوب التي غيرها الزمن إلا هذا الرجل الرجل بكل معنى الكلمة لم يتغير رغم السنين فهو هو تقابله وكأنك ما فارقته قط ولكنه في زمن الفالصو لا زال بقيمته وإن أهمله المجتمع فلقد قال أستاذنا وشيخنا وعلامة الحجاز ,حسبن زيدان (نحن مجتمع دفان)وكم من الكبار الكبار أغافلناهم ولعل ذلك من حسن حظهم فمن يغفل هذا الوقت فهو الكبير حقا إذ من الانتقاص أن يصف الكبار بجانب الصغار عند زمن الصغار تألم القلب وفاض الدمع
و ذكرت أحبتي وديار أنسي***وراجعت الزمان بهم فضنا
وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح
كوكوكوكو

ليست هناك تعليقات: