الخميس، 22 مايو 2008

الطرب الحجازي/18

عبدالرحمن اللهبي
الطرب الحجازي/18
كنت سأبدأ كلامي بكلمة (سأسيح بكم)وهي كلمة عربية فصيحة وردت في القرآن الكريم (قل سيحوا في الأرض)الآية ولكني استدركت لأن هذه الكلمة أخذت مدلولا آخر ولما أني من أهل الطائف حتى النخاع بالرغم أن الأستاذ عبدالحي كمال أغفل بيتنا في كتابه عوائل الطائف لخلافه مع والدي رحمهما الله ما علينا .قلت أن كلمة (يسيح تأخذ مدلولا آخر يعرفه أهل الطائف)وأهل الطائف مشهورون (بالمحشات )كما أهل مكة المكرمة مشهورون بالكلام اللاذع وتلك سمة ليست بجديدة ولقد تتبعتها زمنا فوجدتها تعود الى العصر الجاهلي وسأضرب مثلا على ذلك ,سأبدأ بأهل مكة المكرمة ,عندما قدم عثمان بن مسعود رضي الله عنه على سيدي رسول الله عليه أزكى سلام وكان الصحابة رضي الله عنهم حول سيدي رسول الله عليه أزكى سلام وبدأ النقاش بين سيدي رسول الله عليه أزكى سلام وعثمان رفع عثمان صوته وأغلظ في الكلام وكان سيدي أبو بكر الصديق رضي الله عنه واقفا صاح في عثمان (اذهب ومص بضر اللات)وعليكم فهمها وأما أهل الطائف و المحشات فإنه لما قدم سيدي رسول الله عليه أزكى سلام الى الطائف يدعوهم ذهب الى (بن عبد ياليل )وهو من كبار ثقيف يدعوه فرد عليه بقوله(أمرط ثياب الكعبة)وعليكم فهمها ,المهم خشيت من إيراد كلمة (أسيح)فيقول أهلي أهل الطايف (ساح الوجيه) فقلت أبعد عن الشر وغنيله,سأستبدلها بكلمة (أجول).سوف أجول معكم بستان من الطرب ,مطربون ملؤا سماء الحجاز شجوا منهم من اشتهر انتشارا ومنهم من كان محدود الانتشار .هنا سأستدرك أمرا ,لقد جزأت الطرب الى مراحل وبدأت بالعم حسن جاوة و فاتني أنه سبق العم حسن اثنان كانا ركائز أما الأول فهو أبو عمر وهذا قلة من يعرفون عنه شيئا ولكنه كان على عهد(كامل الخلعي و محمد عثمان في مصر )وهما كانا على عهد التغيير بعد الحملة الفرنسية (وعليكم الحساب)والآخر هو الشريف هاشم وله (اسطوانة)ولن تجدها إلا عند خزينة الفن الحجازي في أكبر مكتبة فنية إنه (سيدي إبراهيم خفاجي )الذي وددت الكتابة عنه ولكني وجدت قامتي لا تطاوله وأقصر عن إعطائه حقه وأتمنى ألا تذهب مكتبته بعد عمر طويل كما ذهبت مكتبة أبي تراب الظاهري رحم الله موتانا تلك المكتبة الزاخرة بنفائس الكتب وكان لي شرف زيارتها فلقد كانت لي صلة بذلك الطود الجليل الذي ما أنصفه إلا خير الدين الزركلي والذي تشرفت بزيارته واستقباله في بيتي في الطائف ,أنصف أبا تراب في موسوعته الأعلام , لقد عرض ابنه المكتبة للبيع ولم يتحرك أحد من أثرياء الحجاز لشرائها وضمها لمكتبة جامعة من جامعات الحجاز بئس الرجال هؤلاء التجار ولقد اشتراها الصديق الدكتور أحمد العيسى وهو من أهل القصيم أهلنا الكرام وفتح أبوابها لكل طالب علم يبحث عن فائدة ومثله لعمري هم الرجال ,وإن مد الله في عمري كتبت عن مكتبات الحجاز الخاصة والعامة والتي ذهبت أدراج الرياح لقلة الرجال.معذرة عن تشعبي فهي متلازمات ولكن أعود فأقول أن الترتيب كان عم حسن ثم طارق وعبدالله محمد وهنا سأروي عما بينهما وهم الذين قلت قبل ملؤا سماء الحجاز .ولكنهم لا يمثلون نقلات ولكن حافظوا على ما وجدوا ,سأبدأ بالفؤادين وأحسب أن القليل من يعرفهما وكذا من سيتبعهما من أسماء حتى أصل الى النقلة الثالثة وهو.....الفؤادان هما فؤاد زكريا والثاني فؤاد بنتن ,الأول كان كالنحلة حركة و (كالنغري)وهو أجمل الطيور تغريدا في الحجاز كان مغردا خفيف الظل كان الحبيب طلال مداح يرافقه ليعرف ,كان فؤاد ومطلق لا يستقر لهما قرار وكان مطلق بسيارته أعتقد(دزتو)الحمراء ونادرا من يمتلك سيارة كان يمر بي ومعه فؤاد ويطير بنا الى الشفا ولم يكن هناك طريق ممهد وما أصبر السيارات على مطلق ولكن الحيوية والشباب والروح الجميلة لا تحسب لغير الله حساب كأن فؤاد زكريا جميل الصوت متمكن من الأنغام حافظا للأغنيات يأسرك إذا غنى ولو شئت لاستطردت ولكن ,لم تمهل الدنيا فؤاد زكريا فودع الحياة في ميعة الصبا أما الفؤاد الآخر فهو فؤاد بنتن وكان هادئا كهدوء الصحراء راسيا كالجبال الرواسي لطيف معشر, المرح عنده في أضيق الحدود والجد عنده في أوسعها كان يطرب إذا ضرب على العود ,العود طوع بنانه والنغم ينقاد له انقيادا كأنه أسيره غير محب للظهور مقتصد في اجتماعاته محدود في محيطه ولكنه يجيد أجمل وأقدم الأغاني بصورتها دونما رتوش يجعلك تصغي وأنت تراه محتضنا العود مائلا برأسه وكأنما هو حضن يريح رأسه عليه والعود في أحضانه تقول معشوق وعاشق,سوف أنطلق إنشاء الله بعد هذه الحلقة لأورد أسماء ما أعرف عن كل من غنى وعزف حتى أصل الى الركيزة الثالثة ولكن في هذه اللحظة أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح . كوكوكوكو

ليست هناك تعليقات: