الأحد، 25 مايو 2008

اللهبي/الطرب الحجازي/19

عبدالرحمن محمد حمدان اللهبي
الطرب الحجازي/19

قلت في الحلقة السابقة أنني سأسرد نبذ عن مطربين كان منهم المجيد ولكنهم لم يتركوا أثرا يذكر ليس لنقص في قدراتهم ولكن لأسباب أغلبها شخصية فمنهم من كان مغرقا قي المحلية وأقصد بها مساحة الانتشار وآخر منشغلا بغير الطرب وكان الطرب لا يأخذ الا حيزا ضيقا من اهتمامه وغيرهم من انطوى على نفسه وسأتحدث عنهم دون مراعاة التسلسل التاريخي أو الدرجة الفنية ,سأبدأ بالفنان فرج مبروك ولقد كان فرج لطيف معشر سامي الخلق برز فترة انتشار أغنية (الأسطوانات )وكانت تطبع في البحرين واليونان ولا أقصد الأسطوانات القديمة والتي كانت أشهر شركاتها (بيضا فون)وصوت الفن التي كان يملكها الموسيقار محمد عبدالوهاب وعبد الحليم حافظ وأعتقد رياض الهمشري والتي كانت تستخدم مع (القرام فون )يسموها في الحجاز (شنطة ألغنا وقد أشرت إليها سابقا ولكن ما أقصدها هي الأسطوانات الصغيرة الحجم (32لفة)وتدار ب(بالبيك آب )وهو من أحفاد (القرام فون)الذي يدار بالزنبرك بينما يدار ألبك آب بالبطاريات أو الكهرباء وقد غزت الأسواق وتاجر فيها خلق ومنهم من أصبح من الأثرياء وهي تماثل الآن شركات الإنتاج الفني ولكنها على براءة وليست متغولة كشركات الإنتاج الحالية والتي أصبحت تتحكم في الفن وترفع وتخفض من تشاء تخفض المجيد وترفع الوضيع ولي معها وقفة إنشاء الله ,أعود لفرج المبروك والذي اشتهر بأغنيتين هما (قلبي فدا قروه)من كلمات حبيبي محمد بن نمشان والتي كانت (بيضة ديك)ومن كلماتها "قلبي فدا قروه****واللي سكن فيها ***يا ويل من يهوى **روحه يعنيها
والأغنية الثانية (قال الفتى خوحسن)وفيها روح حضرمية وسبق أن قلت أن الطرب الحجازي والحضرمي ممتزجان وكان لفرج شقيق يدعى سالمين يعزف على المزمار وهي آله نفخ ولكنها بمبسمين ولا زالت تستخدم في حضرموت واليمن حتى الآن ,ثم هناك المطرب (كمال قاضي)ويعرف بالسمكري وكان حدود شهرته مدينة الطائف ليس له لون مميز ولكنه محب للطرب مجتهد وليس كل مجتهد مصيب وكذا المطرب (أسعد حربي )ويسري عليه ما يسري على كمال وكذلك (محمد التوعري)و(سميرباشا )وكان يلقب باسم زوج والدته ثم (محمد سراج )وكان متميزا وقد كاد ينتشر وسافر الى لبنان ومصر وله أسطوانات وأخوه نجيب كان يعزف على القانون ويغني أحيانا ووالدهما كان من عشاق الطرب وعبد الإله لولو البيطار وهو مغرم حتى النخاع بالطرب ولا زال ثم (سعود زبيدي)ولكنه لم يكن يملك أذنا موسيقية وأحسبه وصل الى منصب مساعد أمين عام الجامعة العربية وأخوه زكي زبيدي وكان أكثر منه إجادة ,أذكر كذلك ذلك الفنان الأنيس الخفيف الظل المرح الروح البدوي الرقيق إبن السيل الصغير ,إنه (مسفر القثامي)فنان أصيل تغنى بالحان بدو الحجاز المرحة الراقصة ,لقد ملأ ساحة الفن وكان نجما في كل مناسبة شارك فيها وإن كانت تربطني بكل من ذكرت من المطربين صلة متفاوتة ولكن مسفر كانت تربطني به صلة قربى وود عميق ونسب ونسبة وتناسب ومثله من المطربين بدويي النشأة والطباع ولكنه كان مطربا على أضيق الحدود يطفح مرحا ويصبغ المجلس بروح المرح زيادة على أنه من أبرع من يطبخون "السليق"وهي الأكلة الحجازية الشهيرة, إنه المطرب "النشمي"ضيف الله الوقداني وأكثر من ذكرت في هذه الحلقة قليلا جدا من يعرفهم و من الجائز أن يكون البعض منهم لا يزيد من يعرفهم على عدد أصابع اليد ولكنهم يملكون أصالة المطرب وصدقه وروحه عشقوا الفن للفن فقط لا سعوا وراء مال ولا شهرة مثلهم مثل الأوائل الذين شرفت بإيراد أسمائهم إن أكثر من أوردت قد انتقلوا للدار الآخرة وقليل منهم من بقي على قيد الحياة ويشهد الله أنهم كانوا محبين للخير محبين لله ورسوله عليه أزكى سلام يؤدون ما عليهم غادروا هذه الدنيا ما تركوا خلفهم الا الذكر الحسن ولا يرد اسم أحدهم الا ويترحم عليه ممن يعرفون الله دون تكلف أو مماحكة,وستفتح مناطق في المخ لتطفوا على السطح خلايا تحتفظ بأسماء كبيرة جميلة لا سيما وأنا لا أستعين بمرجع وليس أمامي خيارات ولا أستعين بصديق رغبة مني في الاعتماد على الله أولا ثم على ذاكرتي لأكتب متجردا من أي تأثير وأكتب بجهد طاقتي من الحيدة والصدق ولكن وبدون سابق إنذار أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .
كوكوكوكو

ليست هناك تعليقات: