الأحد، 10 أغسطس 2008

اللهبي/الطرب الحجازي/31

الطرب الحجازي/31
آن أوان اقتحام القلعة الحصينة التي كنت مضافا إليها :مدرسة موسيقى القوات المسلحة بالطائف ,وتستطيع أن تختصرها في (مدرسة البيه)البيه هذا هو طارق عبد الحكيم,كان هذا الاسم والاسم فقط دون الجسم يكفي لارتعاد فرائص كل من في تلك المدرسة من مضاف و مضاف إليه ,هذا الاسم أما الشخص وأعني (البيه)إن وقف أمام أحد من منسوبي تلك المدرسة أو المضاف إليهم فالأمر يتعدى ارتعاد الفرائص إلى(هطول الأمطار)كان (البيه)شخصية فريدة وسبق أن تكلمت عنه ,هناك فرقة مصرية مستقدمة وهم أساتذة علماء متمكنون في مجالهم سواء الفرقة الوترية أو الفرقة النحاسية,ما سأتناوله هنا هو الفرقة الوترية من المواطنين ,
تتكون الفرقة الوترية من عازفي عود وعازفي كمان وعازفي ناي وعازفي إيقاع وعازف تشلو وعازف كنترباص وعازف قانون,
العازفون على الكمان كانوا ثلاثة صف أول والباقون صف ثاني وثالث.
اليوم حديثي عن عازفي الكمان صف أول وسأتحدث عن كل واحد منهم بمفرده وهم ثلاث:
1-عبدالله ماجد:رقيق دقيق أنيق إن داعب الكمان أبكاها, درس على يد عالم الكمان الأستاذ (أحمد سليمان والكل د درس على يده)ولكننا كما قال بطل قصة الكاتب الروسي العظيم دوستوفسكي في رائعته الإخوة كرامازوف على لسان أحد أبطال قصته(أبونا واحد ومذاهبنا شتى) صحيح درسنا على يد الكبير أحمد سليمان عم الفنانة أنغام ولكن كان لكل واحد منا مذاق متفرد في العزف (كمال أمير الشعراء )كالغيد كل مليحة بمذاق,
عبد الله ماجد قليل الكلام لاذع الكلمة ساكن كالبركان عاصف كالعاصفة لاأحسب أحدا أرق منه ولا أجمل منه ولا حرك المشاعر مثله إذ يداعب كمانه ,قست عليه الدنيا كثيرا ثم فتحت له أبوابها ولكنه قفلها بيديه بقي في مدرسة الموسيقى حتى تقاعد البيه فعتق مع غيره وانضم الى فرقة الإذاعة وكان درة العازفين ولما فرط عقد فرقة الإذاعة وكتمت الطرب(كتمة الفول المدمس)التحق بجوقة محمد عبده ولي في ذمته كمان غاب عني سنين وقابلته صدفة منذ عام في أحد المساجد وأخبرني أنه يعمل (تويجرا)وليس تويجريا,ويرافق محمد عبده في سهرات خاصة.
2-عبده مزيد:هذا عالم مستقل بذاته يذكرني بتلك (العنكبوت )الصغيرة التي تطير قفزا وتهبط,لا يقر له قرار مرح ,يشع المرح من عينيه ,قست عليه الدنيا وغالبها مغالبة العصامي من مدرسة البيه تتلمذ على يد الأستاذ(أحمد سليمان)متمكن من كتابة النوتة الموسيقية يتميز عليه عبدالله ماجد في رقة العزف وهو يتميز في جودة العزف ودقته له علي يدا حيث شارك في تدريسي على آلة الكمان حيث درست على كثير من الأيدي ولكن صلته بي كانت أمتن من صلتي بغيره كريم النفس سمحا أذكر مرة أننا ذهبنا مع البيه الى مكة المكرمة وكنا في صندوق الونيت الفورد والبيه في الغمارة مع السائق وعند مرورنا بأحد الشوارع وإذا بعبده يضرب بيده على سطح الغمارة ويصيح(يا بيه ,شلح,يا بيه,شفلح)وتوقف البيه ونزل يسأل عن المشكلة وإذا بعبده يقول (يا بيه
ما شفت أم شفلح؟)أرجع الله يرحم والديك,قال البيه شفلح .....في راسك ,وركب السيارة .سألناه عن الشفلح ولكن من شدة الغضب لم يتكلم ولا زلت لا أعلم حتى الآن ما هو الشفلح؟
انتقل عبده الى فرقة الإذاعة كما عبدالله وبقي فيها حتى أصابها ما أصابها وقد رأس الفرقة في آخر أيامها وانضم الى جوقة محمد عبده وله مقطوعات موسيقية من تأليفه ذهبت كغيرها في أرشيف الإذاعة ,
سنين طوال ما قابلت عبده رغم حبي له.
3-محمد هاشم الزهراني,رجلا جميل المحيا متزن رزين مجيد مجود للعزف كان يرأس المجموعة وقور إما عزف استمر في موسيقى الجيش حتى أصبح قائد موسيقى الجيش برتبة عميد كان يشارك مع فرقة الإذاعة غاب عني منذ زمن وله علي يد فقد شارك في تعليمي وإعطائي دروسا في الموسيقى .
سأسرد المجموعة الباقية ممن أحببت وعايشت ولولا أن أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.
كوكوكوكو

ليست هناك تعليقات: