الطرب الحجازي/10
ذكرت ان طارق عبدالحكيم تلقف عبدالله محمد هنا أود أن أتوقف عند نقطة هامة .ذكرت ان الملك عبدالعزيز توفى وبويع الملك سعود رحم الله موتانا ,أود أن أقول شهادة للتاريخ لا علاقة لها بالسياسة ولست أنا من يؤرخ للأسرة الحاكمة ولا يقيم ملوكها وما اكتبه هو شعور شخصي أتحدث به عما يخالجني وما أحسست به وقد عايشت كل ملوك الأسرة حتى الآن ,أقول:إن كان الملك عبدالعزيز هو من أنشأ هذه المملكة فالملك سعود هو من ثبت أركانها ورسم طريقها وحولها من نظام المشيخة الى نظام الدولة الحديثة مكتملة الأركان ثم أنه هو الملك الذي حول نجد من مجتمع (قربلي)الى مجتمع مدني حديث وكان قريبا جدا من قلوب المواطنين بسيط مع قوة رقيق مع حزم ,وضع لكل فئة في المجتمع حدودها وسيرها على ما وضع فإن كان الملك عبدالعزيز قمع التشدد فسعود فتح باب التقدم مع الالتزام بالثوابت وله موقفان قد أفرد لهما حديث خاص تأكد ما ذكرت.
نعود للطرب ,لم يعد الطرب بطريقة (اللهو الخفي)ولكنه أشرعت أشرعته وصرت تحمل العود أو الكمانة وحالك حال الإعرابي الذي فعل فعلته على مدينة واسط في العراق يوم مات الحجاج ابن الطائف ابن حارة (أم خبز)التي تحول اسمها الى الفيصلية ولو علم الناس أنه سيأتي يوما يعز فيه الخبز ما بدلوا اسمها وهو ثقفي من الحمدة,(صبركم علي أسرح بكم شوي وأعود)مشي حالك,نعود للطرب ,أصبح طارق عبدالحكيم هو الطرب وكما أسلفت عندما قلت أنني عند ذكره سأضع فرجارا وأرسم دائرة وسيكون هو مركزها وغيره لابد أن يكونوا داخل الدائرة ولكن هيهات ,دخل أناس داخل الدائرة و(البيه)عسكري من عسكر زمان (عسكري يعني عسكري)ولا يزعل علي أبو علي كبير العسكر فهو صديق عمر,أصبح البيه هو المتصرف وأصبح عبدالله محمد طوع بنانه (بيه والثاني مدور عيشة),طارق درس الموسيقى وهو من المحافظين في كل شيء أنيق رقيق عذب الحديث دائم الابتسامة دبلوماسي لبق محبوب من أصحاب الشأن وقد سمح الملك سعود بإقامة حفلات عند قدومه الى الطائف كل عام فكانت الأحياء تقيم الأفراح والليالي الملاح والطرب والأنس وتتحول مدينة الطائف الي قلب نابض (تلك كانت البرامج السياحية الصادقة وليست الربحية والفنتازيات)وكان الحي السعيد الذي يغني فيه طارق ,
أقول عن طارق ما أعرف بحق فهي أمانة تاريخية لوعتب علي فأنا صنيعته وله علي يدا بيضاء,لم يكن طارق شجي الصوت ولا ملحنا موهوبا ,أما الصوت فكان مع وجود فرقة موسيقية تحمله وأما التلحين فكان تتم بتعاون الأستاذ أحمد سليمان وعبدا لسلام محمد ومحمد الريس والذي يصبغها بالصبغة الحجازية حتى انضوى عبدالله محمد وهو الملحن الموهوب ولا أحسب قبله ولا بعده في الحجاز ولا ما حوله يبلغ درجته في التلحين بالرغم أنه ما كان يعزف على أي آلة موسيقيه وإنما على الإيقاع فقط فكان يعين "البيه" ,نشط الطرب بفضل طارق وأخذ شرعية المباح ولكنه كان محتكرا له وقل من هو خارج دائرته ولحن أغنية (أبكي على ما جرى لي يا هلي)وهي لا تتعدى "مازورتين"لكنها اشتهرت شهرة لا تدانيها شهرة حتى أنه في أحد حفلات الصيف بعد أن وحدت "الحواير"جمع حارة في حفل واحد قال مذيع الحفل (جلالة الملك يطلب أغنية أبكي على ما جرى لي يا هلي)فصفق الناس بحرارة ,الم أقل لكم أنه ملك وفرد من الشعب ,في تلك الحفلة برز اثنان أولهما الفنان الشاعر الأديب البليغ المهذب المتهور المندفع الذي رافقته إنه (مطلق مخلد الذيابي)وقد عاد وأسرته من الأردن والثاني الفنان الذي لا أعتقد أن هناك من يستحق أن يطلق عليه مبدع إلا هو إنه (عمر كدرس)عمر كدرس قل ما شئت عنه في الإبداع فلن توفه حقه وحتى أتكلم عن الأهرامات الثلاث أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .
كوكوكوكو
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق