الثلاثاء، 29 أبريل 2008

الطرب الحجازي/11


الطرب الحجازي/11

سأقول كلمة عن "البيه,أبو سلطان,طارق عبدالحكيم"من سيؤرخ للفن في الحجاز لابد أن يقول(قبل طارق ,بعد طارق)هذه جملة أتحمل مسؤوليتها ولكن,من المشهور عن أهل الطائف أنهم لا يشق لهم غبار في (المحشات)ومن لا يعرف معنى (محش)فعليه سؤال العزيز(غازي الطايفي)أهل الطائف عندما يطرحون شخصا للحش ,يستهلون الحديث بذكر محاسنه حتى يصلوا الى كلمة (ولكن)وبعدها ,عينك ما تشوف إلا النور,ولكنهم لا يغتابون ولا يحقرون .
دعونا نعود للبيه,كانت فرصة لطارق عبد الحكيم تخلده أبد الدهر كان من الممكن أن يكون (سيد درويش الحجاز)ولكن أخذه ابن عم الطرب كما قال سيدي وحبيبي ذلك العلم صاحب الدكه في مكة البدوي الذي فاق الرجال أدبا وشعرا وثقافة ,ما تميل على جنب الا وأبو سعد هو السيد ,إنه حسين سرحان جاد الزمان علي بأن أجلس في مجلسة وأتعلم من أدبه وقد يكون لي معه يوما إن أسعف الدهر ,أقول أخذ طارق قول سيدي:

الم يلمم بك الطرب *****تطوف به ويجتذ ب
وأحور في يديه لضا**** وفي عينيه تضطرب
إذا ساقاك صا فية ..****كأن حبابها لهب
لا يذهبن بكم الخيال الى بنت الكرم فطارق ليس من أهلها ولكنه من أهل الكرم ذاته,فهو ابن ألمثناه ربة العنب والخوخ والمشمش والعناب والرمان قبل أن تعدي على عينها التي كانت ترويها ذات الماء السلسبيل تعدي عليها الأيادي ,إن عنبها هو ذاك العنب الذي قطف منه صهيب رضي الله عنه قطف عنقودا وجاء به لسيدي وحبيبي رسول الله عليه أزكى سلام بعد أن أدمى عيال الطائف عقبيه الشريفتين بالحصا فانتحى ودعا ذلك الدعاء الذي يهز الأنفس المتعلقة بالله ذاك المكان الذي يعرفه أهل الطائف توارثا من عهد النبوة وبني فيه مسجد يسمى مسجد الكوع ولكن حراس الدين أهملوه حتى تحول الى حظيرة أغنام حتى لا يصبح مزارا ككل آثار المصطفي عليه أزكى سلام وأحسب أن بناؤه أعيد لأمر ما ,هل تصدقوا أن أهل الطائف الأصليون حتى هذه الساعة لا يقاتلون إلا بالحصا .
سرحت بكم ,ماذا أفعل؟يلفني التاريخ الجميل بردائه فأنسى ما أنا بصدده وأمضي معه.
أقول طارق عبدالحكيم وهو الذي أصبح مسؤول الطرب الحجازي المعتمد ما كان أمينا معه ,فرط فيه ,لقد كان أمامه غرفتين,أما الأولى فهي مليئة بالجواهر الأصلية ولكنها تحتاج الى شيء من الكد لتلميعها وإعادة صياغتها وإخراجها كالبرق تخطف الأبصار,والأخرى بها "إكسسوارات براقة تزغلل العين ولكنها فالصو" والوصول لها سهل ميسور ,اختار طارق ما يزغلل العين ويدرس مع الزمن وأهمل الجواهر التي تبقى بقيمتها على مر الزمن.
أشعر بطعم علقم في حلقي فدعوا شهرزاد يدركها الصباح فتسكت عن الكلام المباح.
كوكوكوكو

الطرب الحجازي/10



الطرب الحجازي/10
ذكرت ان طارق عبدالحكيم تلقف عبدالله محمد هنا أود أن أتوقف عند نقطة هامة .ذكرت ان الملك عبدالعزيز توفى وبويع الملك سعود رحم الله موتانا ,أود أن أقول شهادة للتاريخ لا علاقة لها بالسياسة ولست أنا من يؤرخ للأسرة الحاكمة ولا يقيم ملوكها وما اكتبه هو شعور شخصي أتحدث به عما يخالجني وما أحسست به وقد عايشت كل ملوك الأسرة حتى الآن ,أقول:إن كان الملك عبدالعزيز هو من أنشأ هذه المملكة فالملك سعود هو من ثبت أركانها ورسم طريقها وحولها من نظام المشيخة الى نظام الدولة الحديثة مكتملة الأركان ثم أنه هو الملك الذي حول نجد من مجتمع (قربلي)الى مجتمع مدني حديث وكان قريبا جدا من قلوب المواطنين بسيط مع قوة رقيق مع حزم ,وضع لكل فئة في المجتمع حدودها وسيرها على ما وضع فإن كان الملك عبدالعزيز قمع التشدد فسعود فتح باب التقدم مع الالتزام بالثوابت وله موقفان قد أفرد لهما حديث خاص تأكد ما ذكرت.
نعود للطرب ,لم يعد الطرب بطريقة (اللهو الخفي)ولكنه أشرعت أشرعته وصرت تحمل العود أو الكمانة وحالك حال الإعرابي الذي فعل فعلته على مدينة واسط في العراق يوم مات الحجاج ابن الطائف ابن حارة (أم خبز)التي تحول اسمها الى الفيصلية ولو علم الناس أنه سيأتي يوما يعز فيه الخبز ما بدلوا اسمها وهو ثقفي من الحمدة,(صبركم علي أسرح بكم شوي وأعود)مشي حالك,نعود للطرب ,أصبح طارق عبدالحكيم هو الطرب وكما أسلفت عندما قلت أنني عند ذكره سأضع فرجارا وأرسم دائرة وسيكون هو مركزها وغيره لابد أن يكونوا داخل الدائرة ولكن هيهات ,دخل أناس داخل الدائرة و(البيه)عسكري من عسكر زمان (عسكري يعني عسكري)ولا يزعل علي أبو علي كبير العسكر فهو صديق عمر,أصبح البيه هو المتصرف وأصبح عبدالله محمد طوع بنانه (بيه والثاني مدور عيشة),طارق درس الموسيقى وهو من المحافظين في كل شيء أنيق رقيق عذب الحديث دائم الابتسامة دبلوماسي لبق محبوب من أصحاب الشأن وقد سمح الملك سعود بإقامة حفلات عند قدومه الى الطائف كل عام فكانت الأحياء تقيم الأفراح والليالي الملاح والطرب والأنس وتتحول مدينة الطائف الي قلب نابض (تلك كانت البرامج السياحية الصادقة وليست الربحية والفنتازيات)وكان الحي السعيد الذي يغني فيه طارق ,
أقول عن طارق ما أعرف بحق فهي أمانة تاريخية لوعتب علي فأنا صنيعته وله علي يدا بيضاء,لم يكن طارق شجي الصوت ولا ملحنا موهوبا ,أما الصوت فكان مع وجود فرقة موسيقية تحمله وأما التلحين فكان تتم بتعاون الأستاذ أحمد سليمان وعبدا لسلام محمد ومحمد الريس والذي يصبغها بالصبغة الحجازية حتى انضوى عبدالله محمد وهو الملحن الموهوب ولا أحسب قبله ولا بعده في الحجاز ولا ما حوله يبلغ درجته في التلحين بالرغم أنه ما كان يعزف على أي آلة موسيقيه وإنما على الإيقاع فقط فكان يعين "البيه" ,نشط الطرب بفضل طارق وأخذ شرعية المباح ولكنه كان محتكرا له وقل من هو خارج دائرته ولحن أغنية (أبكي على ما جرى لي يا هلي)وهي لا تتعدى "مازورتين"لكنها اشتهرت شهرة لا تدانيها شهرة حتى أنه في أحد حفلات الصيف بعد أن وحدت "الحواير"جمع حارة في حفل واحد قال مذيع الحفل (جلالة الملك يطلب أغنية أبكي على ما جرى لي يا هلي)فصفق الناس بحرارة ,الم أقل لكم أنه ملك وفرد من الشعب ,في تلك الحفلة برز اثنان أولهما الفنان الشاعر الأديب البليغ المهذب المتهور المندفع الذي رافقته إنه (مطلق مخلد الذيابي)وقد عاد وأسرته من الأردن والثاني الفنان الذي لا أعتقد أن هناك من يستحق أن يطلق عليه مبدع إلا هو إنه (عمر كدرس)عمر كدرس قل ما شئت عنه في الإبداع فلن توفه حقه وحتى أتكلم عن الأهرامات الثلاث أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .

كوكوكوكو

الخميس، 24 أبريل 2008

الطرب الحجازي/9

الطرب الحجازي /9
أنشأ طارق مدرسة موسيقى الجيش وجلب لها العازفين الأساتذة للوتريات والنحاسيات ,سأتحدث عن الوتريات فقد كان يرأسهم عازف الكمان الأستاذ المبدع أحمد سليمان وبالمناسبة هو العم الأكبر للفنانة الرقيقة الفنانة بحق (السيدة أنغام محمد على سليمان)وعازف الناي المبدع عبدالسلام محمد والذي كان مرجعا في علم الأنغام والذي فقد عينه عند خروجه أحد الأيام مبكرا من بيته حيث يذهبون الى المدرسة يجمعهم (لوري)المدرسة فشاء سوء بخته أن ترتطم عينه بسيخ من الحديد من أحد المباني فيفقد عينه ,وكذلك عازف الكمان الأستاذ نسيم والرجل العملاق عازف (الكونتر باص)الأستاذ عميش وكان لاعب كرة ,أحسن طارق عندما طعم الفرقة بالفنان محمد الريس وهو من خيرة العازفين على الكمان والعود والقانون ومتمكن من علم النغم والطريقة الحجازية وقد درست على يديه وهو الذي كان له الفضل في الحفاظ على اللون الحجازي وتطويع الفرقة لذلك ثم انضم طلاب لدراسة الموسيقي مجندين ومن أشهرهم عبدالله ماجد وعبده مزيد وثواب عبيد وعلى باشا ومحمد هاشم وغيرهم ولكن العتب على الذاكرة وسيكون هناك حديث خاص عن العازفين فهم كثر ومجيدون ولهم يد بيضاء على الطرب في الحجاز .
سأترك البيه وفرقته وأسلك طريقا آخر أتحدث فيه عن الفنانين الذين برزوا في تلك الفترة خارج مدرسة طارق وأول ألائك الفنان الأصيل الجميل الذي ارتبط معي بصداقة كبيرة ,إنه الفنان عبدالله محمد ,هنا سأتوقف لأذكر ورشة النجارة الخاصة بابن عمي (حمدان)وكان يطلق عليه (المعلم)كانت ورشته بجوار مسجد سيدي عبدالله بن عباس رضي الله عنه وبها حجرة و دكه كانت الحجرة للشتاء والدكة للصيف كأنما هي رحلة قريش ,كان مغرم غراما متناهي بالطرب وكان صباحه ومن معه نجارة وعمل حتى إذا جن ليله تحولت الورشة الى مجلس طرب لا أحسب مطربا لم يمر على تلك الورشة وكان يصيف بها العم حمزة مغربي عازف القانون العظيم وغيره حتى أني تعلمت الفن في هذه الورشة وكنت معجبا بالقانون ومحبا له وابتاع لي بن عمي قانون (مشي حالك)وعم حمزة يعلمني وكان رحمه الله طيب القلب محافظا على صلاته كثير الذكر ولكنه نزق يثور لأقل سبب ولقد كان سببا لكرهي لآلة القانون حيث (صادني)مرة وقد أخرجت قانونه وعزفت عليه وسمع صوت قانونه وهو صاحب الأذن الموسيقية المرهفة وجاء على رؤوس أصابعه وأخذ مفتاح القانون في غفلة مني والمفتاح من الحديد وصفقني به على أصابعي حتى كدت أطير من الألم وقال (هذا قانون حمزة)وكانت آخر مرة أمسك قانون فقد أصبت برهاب (قانون حمزة)كان (الصنايعية )وأقصد العاملون جميعهم فنانون أذكر منهم ,عبدالرحيم كابلي وابراهيم عاشور .كان يرتاد الورشة أو لنقل يسكنها أحيانا الفنان عبدالله محمد وكان يعرف باسم(عبده) وكان يحب الطرب وروي لي أنه كان يجمع الشباب من مقاربيه في العمر ويحضر تنكه ويغنوا عليها أغاني يمنية مثل أغاني الفنان محمد جمعة خان وكان لعبده أو لنقل عبدالله محمد أغنية اشتهر بها من تلحينه وكلماته تقول:
يا دودحيه يا موتر جديد ****إنت الكمانة وأنا عود القنا
وكانوا من عادتهم في الحجاز إذا أطلقوا لقبا على أحد لزمه العمر كله,بدأ يشتهر عبدالله محمد وصار يغني مع من يقال لهم (البشك)وهم مجموعة متجانسة تجتمع كل مساء إما للحديث أو لعب البلوت أو الطرب بعد أداء صلاة العشاء,كان يشتهر في تلك الفترة الطرب اليماني ولا ما يماثل الطرب اليماني وكانوا يحضرونه (اسطوانات)تسمع على القرام فون (الشنطة )وكانت تهرب تهريبا وتباع خفية وأعرف من كان يهربها وهم الآن من كبار البيوت التجارية ليس في الحجاز ولا في المملكة ولا ما يسمى الخليج بل في العالم ولكني أعف عن ذكر الاسم ولو أنهم ممن أكلوا خير البلد ولا زالوا وسببوا له ضررا كبيرا وما قدموا له حسنة واحدة .وكان يقوم بالتوزيع في الطائف رجل يسمى (زريو) وكان يواعدك في مكان ليحضر الأسطوانة وهو يتلفت خوفا من الهيئة وكم من حرام أصبح حلال,وكانت ترد الأسطوانات من البحرين أو بيروت أو مصر.
شجع أحدهم عبدالله محمد على الذهاب للبحرين لتسجيل أغنيتين لحنها ذلك الموهوب وهما :

قال المتيم نضرت البارحة الفتان ****جازع طريقه نهار الحد وافاني
يمشي على الهون يتمايل كغصن ألبان*** رما فؤادي بنضرة سهم الأعيان
أما الثانية فقد نسيتها وقد أتذكرها ووصلت الأسطوانات الحجاز وصار عبدالله محمد كنار على علم وتلقفه طارق ليلحقه بمدرسة الموسيقى عندها أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .

كوكوكوكو

الثلاثاء، 22 أبريل 2008

الطرب الحجازي/8



الطرب الحجازي/8
أكتب هذه الحلقة وأنا أشاهد مقابلة مع الفنانة (شهرزاد)هذه فنانة من كبار الفنانات في مصر في زمن الطرب الجميل وهي تروي ذكرياتها الجميلة وأغنيتها الخفيفة على القلب (عسل وسكر عسل )كلمات العملاق مرسي جميل عزيز ومن أوائل الحان بليغ حمدي ذلك الفنان النادر الذي وصفة ملك الطرب (محمد عبدالوهاب عندما قال بليغ جواهرجي بيحط جواهره أحينا على تنك )بليغ الذي لحن لعملاقة الطرب أم كلثوم وهو في السابعة عشر من العمر وكتبها عبدالوهاب محمد وهو في ذات السنة الأغنية التي نقلت أم كلثوم من عصر رياض السنباطي ذلك الهرم الي عصر ولون جديد إنها الرائعة (حب إيه الي انت جاي بتؤول عليه) .
لنعود الى أبناء أرض العطاء.سافر البيه طارق الى مصر ودرس الموسيقى وكان موجها لدراسة الموسيقى النحاسية والتي تستخدم في الأناشيد ولكن هيهات أن يطوع النظام الفنان ,هيهات أن يقيد الفنان ,إن الفنان الحقيقي هو عصفور لا يبدع في القفص إذ يغرد, إنما إبداعه عندما يكون طليقا يتنقل من شجرة الى شجرة ومن غصن الى غصن ,هكذا طارق درس الموسيقى لم يتعمق طارق في دراسة الموسيقى ولكن خلفيته الموسيقية كانت ذات نفع كبير له وخاصة مع أخواله الأشراف فهم أهل فن ويكفي أن الشريف عبدالحميد والذي ذهب مع الملك فيصل بن الحسين للعراق كان هو القاعدة التي بنيت عليها دراسة العود و تعلم على يديه كبار فناني العراق ومن أشهر تلامذته المبدع جميل بشير والذي كان أستاذا للفنان المبدع قيم آلة العود في الوقت الراهن نصير شما والذي سلك طريق أستاذه جميل بشير وأدخل آلة العود الى الأوركسترا وله محاورات راقية مع عازف فرنسي على آلة شبيهة بالعود غربية الجنسية عربية الجذر أخذت عن فناني الأندلس,أعتقد أنني استطرت وأخذت خطا جانيا .
نعود للبيه درس الموسيقى في مصر ولحن أول أغنياته وهي (يا ريم وادي ثقيف)لي عند هذه الأغنية ثلاث وقفات,1-هذا اللحن لحنا عراقيا لأغنية شعبية عراقية قديمة اسمها(بغداد دار السعد)وقد استفاد البيه من خلفيته العراقية (أرجو ألا يبلغه أحد فأنا لا أحب إغضابه)ولكن الأمانة التاريخية أقوى,2-يلا حظ أن كلمات هذه الأغنية حجازية اللفظ وهذه إشارة كافية,3-هذه الأغنية من أسباب نجاح الفنانة نجاح سلام وهي من عائلة (سلام )المشهورة ووالدها كان مدير الإذاعة اللبنانية ,كان طارق سببا في شهرة ثلاث فنانات ,1-نجاح سلام ,2-فايزه أحمد,-3-نجاة الصغيرة , لقد كان من أوائل من لحن لهن وأذكر لحنا نسيت هل غنته فايزه أم نجاة,وهو(يا لي فهواك هيمان ***صابر وسارلي سنين ***أشكي الجفا ويبان ***حبي وشوقي دفين .
عاد طارق الى المملكة وكان الجيش بكامله في الطائف في تلك الفترة توفى الأمير منصور وزير الدفاع وعين الأمير مشعل مكانه وكان الملك عبدالعزيز قد أخمد ثورة المتشددين ولكن دون القضاء على التشدد ولكن التخفيف منه ,توفى الملك عبد العزيز رحم الله موتانا و تولى الملك سعود بن عبد العزيز, إن كان الملك عبد العزيز هو من أنشأ المملكة بذكائه وفطنته في معرفة اللعبة التي كانت تدور قبل الحرب الأولى وكان العربي على أثافي خير من اقتنصه الملك عبدالعزيز وكما أسلفت فإن كان الملك عبد العزيز هو من أنشأ الكيان فإن الملك سعود رحم الله موتانا هو الذي أرسى قواعده وثبت أركانه وخط له خط سيره ولا زالت المملكة تقف على ما أرسى ذلك الملك وتلك شهادة لله ولقد خفف من الطوق ولم يفرط في الثوابت وفي عصره قفزت المملكة في كل مناحي الحياة قفزة لم تقفز بعدها مثلها وقد أنشأ في تلك الفترة البيه طارق مدرسة موسيقى الجيش واستقدم خيرة أساتذة الفن من مصر سواء على الوتريات أو النحاسيات وعندها أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح ,

كوكوكوكو

السبت، 19 أبريل 2008

الطرب الحجازي/7


الطرب الحجازي /7

طارق عبد الحكيم (البيه)طارق عبد الحكيم والده من قادة الجيش العثماني بالعراق وأخواله من الأشراف له شقيق اسمه هاني عاش مع أخواله وهم أهل المجرور والفرعي والحدري وكل هذه ألوان من الغناء الحجازي الصميم والصميم جدا ,المجرور يعتمد على (الطيران )وهي كما كان يقال لنا كلغز أو (حزيرة)يقال "وصلة من عند الجزار ووصلة من عند النجار طار طار افهم يا حمار "مع الاعتذار عن الكلمة الأخيرة والتي لا أعتبرها سبة فقد وردت في القرآن الكريم وكتب عنها كبار الكتاب ,يضرب على الطيران بين فريقين متقابلين يرددون ألحانا شجية ويطرقون بروس أناملهم على الطار في تناغم وينفرد منهم اثنان أو ثلاثة أو يزيد ليدورون بين الصفين في حركات إيقاعية متناغمة وكان من أجمل من رأيت يلعب المجرور طارق عبد الحكيم والشريف سرور يطلقون عليه لعبا ولا يطلقون عليه رقصة فالرقص في الحجاز نقيصة والمثل الحجازي يقول (من رقص نقص)
ذكرت المجرور أما (الفرعي والحدري)فكان يقال منفردا من أحد الأصوات الشجية وله أسلوب شعري خاص والفرعي يختلف عن الحدري في طريقة الأداء حتى كان يقال (فلان إذا قال الفرعي أو الحدري يطرح الطير الطاير)ويقصد به ما يتملك الطير من النشوة والطرب حتى يفقد بوصلته البيولوجية فيسقط طربا كما قيل سالفا في قديم الزمان أن معبدا صدح بصوت فخر ثلاثة صرعا طربا ,لاأود أن أسترسل في الفن الشعبي مثل الرفيحة والقصيمي(بضم القاف وفتح الصاد وتسكين الياء)والمزمار و يلي وكل هذه وغيرها فنون شعبية ما أفلحت جمعية الثقافة والفنون في إحياء شيء منها فالقوس لم يعطي لباريه ولم تنجح الا في مدينة واحدة وهي الطائف حيث حملها رجلان هم مني كجلدة بين الأنف والعين وهما الشريفان عبدالله ألمرشدي ويوسف محمد شريف وسيكون لي معهما شأن يختلف عن الآخرين.
عندما استقر الأمر لعبدا لعزيز بن سعود وأنشأ مملكة وهي المملكة الحقيقية والتي تتوفر لها جميع صفات وأركان المملكة بمعنى أنها أصبحت هناك دولة مكتملة الأركان يطلق عليها دولة حقيقة لا مجازا كما سبق ,برز هناك شخصان أحدهما وضع قواعد الجيش السعودي وهو طارق الأفريقي والثاني مهدي بيك وضع قواعد الأمن العام,
عين بعد ذلك الأمير منصور بن عبد العزيز وزيرا للدفاع وهو الذي البس أفراد الجيش البدلة العسكرية والتي عارضها المتشددون الدينيون على اعتبارها تشبها بالكفرة ويقال لا يمكن أن (نشنقط أبناءنا )المهم تشنقطوا الناس بل زادوا على الشنقطة منقطة ومنها تم ابتعاث مجموعة من الشباب الى مصر لدراسة العسكرية الحديثة وكان طارق عبدالحكيم ممن ابتعث ولميوله الموسيقية فقد وجه لدراسة الموسيقى ومن هنا تحول مسار الطرب الحجازي وهو ما سأبدأ بسرده اعتبارا من الحلقات القادمة حيث برز الطرب على السطح ولم يعد في الأقبية وكان لذلك سببا يأتي في حينه ولكن في هذه الثانية أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .

كوكوكوكو

الطرب الحجازي/6


الطرب الحجازي /6سأبدأ اليوم بفنان قليل وقليل جدا من يعرفه إنه من أهل طيبة الطيبة دار الحبيب عليه أزكى سلام ,هذا الرجل بعثه والده الى (الإستانه) استانبول عاصمة الخلافة العثمانية وكان ذلك في أواخر عهد السلطان عبد الحميد رحم الله موتانا أرسله لتلقي العلم والأخذ عن شيخ الطريقة لكن الفتى لرقة طبعه وشدة أناقته وجمال صورته أخذه الهوى وكان وهو دمث الخلق ذرب اللسان ساحر البيان يملك مفاتيح قلوب الحسان (ترك كل شي كان وطرق باب جانم أمان )درس الموسيقى حتى برع فيها حتى أغرمت فيه فنانة الترك والتي تماثل الست "تومه"شهرة وجمال صوت ولكنها تبزها جمالا الفنانة "معلا مقدر"وأذكر أني قرأت عنها منذ أمد طويل مقال إما لمطاع صفدي أو ناصر الدين النشاشيبي (خليك مبسوط يا على بيك تدهورت ذاكرتي) "وهات يا عم أحمد (ياللي أمان)(وشوك قزال)وذهب العلم والطريقة وشيخها في خبر كان وبقي هو مع اسم ان حتى قامت الحرب فلحق أهله به الى الشام مع السفر برلك وعاد هو الى الشام "طفران "لا يملك إلا يللي أمان,إنه الفنان الرائع (أحمد شيخ)كان يجيد أغاني محمد عبد الوهاب وكم سهرنا على (العزول فايء ورايء عمره ماداء الغرام )وعلى الموشحات وعلى التواشيح وعلى أغنيات (معلا مقدر و عصمان أورهان )وكنا معه نردد كالأطرش في الزفة فقد كانت باللغة التركية القديمة والجميل أنه كان ينهي السهرة (بالسلام السلطاني)عرفته وقد قارب التقاعد في الرياض وتقاعد وكان يصيف عندي في الطائف ولقد فقد حاسة اللمس حتى كنا نجلس بجواره من يعيد له ريشة العود إذ تسقط دون أن يشعر بها وهو يعزف في الفراغ سيما وأنه قد ضعف سمعه ولكن الأنس لا يفوته مع حرصه الشديد على صلاته وأوراده كان ظريفا حتى أنه كان يضع (بوري بسكليته بدلا عن الجرس على باب بيته لقد كان فنانا أصيلا وأنيقا حلو الحديث حاضر البديهة والنكتة,رحم الله موتانا ,سأنتقل بكم الى فنان أنيق جدا اشتهر بأغنية طبقت الآفاق وكثير من نسبها لنفسه إنه الفنان الجميل الأنيس أحمد مختار وكانت أغنيته الشهيرة ، صفالي حبي اليوم ***بعد الجفا واللوم عادت ليالي الهنا ..***والفرح با يدوم ____________ صفالي عيشي وطاب ***من عودة الأحباب كان القليب مصاب ...****و اصبح سليم اليومهذا الفنان اختفى وكأنه "فص ملح وذاب "لكنه ترك أثرا بلونه المميز وأناقته المفرطة.من الآن فصاعد سأضع الفرجار على مركز الدائرة وهو "البيه"وأقصد طارق عبدالحكيم ثم أصنع دائرة هو مركزها ويدور في فلكها جيل كامل مع وجود عدد لا يستهان به كان في نفس الفترة ولكنه خارج الدائرة وهم لا يقلون قدرا وقيمة ومعرفة عن منهم داخل الدائرة ولكنها هي نقطة النقلة التي أفرزت ما بعدها ,والى هنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح. كوكوكوكو

الطرب الحجازي/5


الطرب الحجازي/5 قد يقول أحدهم ما لهذا الذي (قروشها)لم يذكر (طارق عبدالحكيم)جوابي عليه(اصبر على الرز يستوي) هذا اسمه (البيه) والبيه ستفرغ له صفحة مستقلة,هو والبعض,لايعني ذلك أنني أنتقص من الآخرين وجميعهم أحبابي وبيني وبينهم مودة رغم فارق السن ولكن هناك خلص لابد من أزيد في قرصهم حنانة (بالحق وليس بالباطل).وقفنا عند العم محمد با جودة والآن سأكتب عن الفنان ,حسن عبد الرحيم وأحسبه من أهل ينبع هذا فنان لن تمل من سماعه فهو يجيد النغم كمن سبقه مع حلاوة الصوت وقوته وتمكنه كنت أضع كماني جانبا لأتحول الى مستمع فهو ممن يرغمونك على الإصغاء ورغم إجادته الطرب الحجازي الأصيل يجيد أدوار (الصهبة)و(الينبعاوي ) والذي لم أسمعه قبله ولا بعده وكان كما يقال (سفينة)إذ كانت تجمع أدوار الصهبة في كتب تسمى السفينة وكنت أملك بعضا منها ,لو تدبرنا في الحان كبار الملحنين المصريين مثل محمد عبدالوهاب أو الموجي أو الطويل أو أحمد صدقي أو منير مراد أو داود حسني(وهو من أبناء عمومتنا اليهود لكنه باعها بنكله وراح هناك,لو تدبرتم الحانهم لوجدتموها ترتكز على الصهبة وكانت في مكة المكرمة جلسات صهبة وجلسات دانه وعمدة عمدهم جميعا قاموس الفن الحجازي بلا منازع حبيبي (إبراهيم خفاجي)والله هذا رجل ثروة في بلد هوايتها تضييع الثروات,سأحود الآن الى الحبيب العم عباس عشي هذا الرجل الذي تكون من طرب لا أحسب ما يمشي في عروقه إلا الطرب كان لي كأب وكنت في بيته كابنيه حسين وعدنان حسين هذا يحتاج الى صفحتين وينطبق عليه المثل (الناس بواحد وانت يا جميل باثنين )لنترك حسين لوقته ونعود لأبي حسين ,آه لو سمعتموه وهو يشجو بهذا الموال على نغم السيكة يقول: يروقني من حبيبي حين أنضره خاءات خمس بها يعلو ويفتخر *....* الخصرناحل كجسمي في محبته والخال والخد والخيلاء والخفر *.....* وإن رنوت اليه يفتر مبتسما عن عشرة قد حواها ثغره العطر *.....* برد أقاح صباح بارق برد شهد لجين رحيق لؤلؤ زهر أو مثل هذا القول الجميل الناصع الذي لا يحتوي على إسفاف ولا على قول فاضح انه أدب بكل أنواعه نعم نعم,هكذا هكذا كان ,لنترك عم عباس ونضارته الأنيقة ولبسه الأنيق وحديثه الأنيق ,لقد كان خلاصة الأناقة حثي والده عم حسن عشي عرفته وقد ناهز المائة من العمر وأنت لا تود أن ترمش حتى لا تفوتك رؤية تلك الأناقة المهيبة ,لنعود الى حارة الباب حيث ديوان صالح لبني والذي أحسب لو أنه من أمثال(بول قيتس)في الثروة لقسمها ثلاثا لله وثلث لرعاية الفن ,ولقد كان يجتهد في ابتداع نوته عربية وأنا أحايله وأقول يا عم صالح (إنت زي اللي يبغه يجمع الناموس وهو طاير حبة حبة )وكان الناموس في مكة المكرمة "فاخر"حتى أن صديقا لنا كان يحلف أن ناموستين تشبع وزغة,عم صالح يكتب ا لأغنية على حسب توقيع الأصبع حتى ملأ كتب ,أقول له يا عم صالح ,وكيف تسوي في الزمن وأشرحله الفرق ,وكان معنا الفنان الكبير وصانع الأعواد عبد الستار ميمني فيلتفت لي ويقول (يا حلس أتركه)جعفر شايل دقنه وانت تعبان منه ,كان في ذلك الديوان يدور الطرب كما تدور (الخندريس)بالأحاسيس,لا تسمع إلا (الله)(طيب يا طيب)(أدعس أدعس)(للثبح)والعود ينتقل بين الأيادي التي يشتهيها كان منهم أناس لا يحبون أن يعرف عنهم أنهم ممارسي طرب لسبب يخصهم ويكتفون بأنهم سميعة ومن أدب المجالس ألا أصرح الا بمن كان يصرح فالمجالس بالأمانات .والى هنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح. كوكوكوكو

الطرب الحجازي /4


الطرب الحجازي/4 وقفنا في الفقرة السابقة عند السيد عبدالرحمن المؤذن ولكني سأتوقف لأبين شيء ,عند احتلال الملك عبدالعزيز للحجاز أصبح الطرب (أنا أفضل إطلاق كلمة طرب لدقة التوصيف)فالفن أشمل والموسيقى غير إنما ماكان في الحجاز هو الطرب ,والذي يجعلك تطرب أي تنصهر مع الحالة لتتراقص روحك فتنطلق منك الآه دون أن تطلقها أو قد يتمايل رأسك ولنجملها في(نشوة روحانية )حتى أنك تنهيها بكلمة (الله ,طيب يا طيب).أعود حيث قفزت ,وهو عند احتلال الملك عبد العزيز للحجاز انحسر الطرب وأصبح من المحرمات وسار يمارس تحت الأرض أسوة بكل ما يمنع تعسفا فيتحول الى (اللهو الخفي) هذا بالرغم أن الملك عبدالعزيز لم يكن متزمتا ولكنه (الشي لزوم الشي) ولدي قصة عنه تؤكد ذلك قد أرويها يوما ما لا يعلمها أكثر من أفراد يعدون على الأصابع لم يتبقى منهم على قيد الحياة الا أنا وأنا أرويها بسند صحيح عن ثقات ,استمر الطرب ينمو كما أسلفت تحت الأرض فكان هناك جماعات تسمى (بشكة)يحيون الطرب,وكانت الأعراس يحيا فيها الطرب ودائما يختار المكان الذي لا يصل فيه الصوت الى الشارع حتى (لا يلقط الحمام الحب)وكان ذلك لغزا عند أهل الحجاز ,الطرب ماشي (ولا يعدم الحر الوسيلة )كان في الفترة التي كان فيها السيد عبدالرحمن المطرب علي باعشن و محمود حلواني وقد اشتهر بأغنيته : أليف أليف أنا ويا زين وفي المعنى أنا والبا بقلبي غصن ربيته وربه ربنا والتا تمنيته حبيبي يقيل عندناوهي طويلة تأتي على حروف الهجاء بكاملها,ثم كان محمد علي سندي وهو متمكن ويميل الى اللون المصري وما أجمله إذ يتغنى بأغاني محمد عبدالوهاب ولكنه يجيد الطرب الحجازي ومن أشهر أغنياته : على العقيق اجتمعنا***احنا وسود العيون ما بال مجنون ليلى *** قد جن بعض جنونوعليكم تفسير العقيق ,ثم كان محمد با جوده لم يكن شجي الصوت ولكنه متمكن في الطرب قوي العاطفة وخاصة عندما يغني (الرودمان )وهو لون اندثر غنى محمد عبده أغنية منه ومن أغانيه الجميلة يقول احد أبياتها.الى وامسح صبيب العرق ,بالمحرمة**الى الى من رقة الحسن ,لا ترجع تبوشوهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح . كوكوكو

الطرب الحجازي/3



الطرب الحجازي/3 (بحمر دسج)تلك هي الأنغام الحجازية الرئيسة ولكن لها روافد ومرادف وسآتي عليها عندما أكتب عن النغم والطريقة الخ الخ الخولم أرى في عيوب الناس عيبا **كنقص القادرين على التمامصدق صاحبي المتنبي,ان أكثر الحجاز وللتحديد أقصد أهل مكة المكرمة والمدينة المنورة والطائف المأنوس ,حيث كان الطرب يتركز في هذه المدن الثلاث وضواحيها,أما القرى والهجر في الحجاز فلهم لون قد يسعف الوقت فأكتب عنهم فأهل الحجاز عامة أهل عبادة وتقوى كغيرهم في الوطن ولكنهم يتميزون بحبهم للأنس وترويح النفس ساعة بعد ساعة,أوردت بيت المتنبي لأوجه عتبا خاصا محددا الى صديقي العزيز جدا القديم جدا (هاني فيروزي)فهو مثلي عايش الأنس كما أنه لم ينقطع عنه ولا عن الكتابة كما فعلت أنا حيث حطمت كماني وكسرت قوسي وحرقت كتبي ,أنا على يقين أن حبيبي هاني أقدر مني كثيرا على التوثيق (وهو الشاب الأنيق).نعود لما كنا فيه .تذكرت لقب (عم حمزة )وهو عم حمزة شربجي وكأني أراه أمامي بسيارته الشفر ماركة 54 الخضراء المزركشة دأب الكرام أهل مكة المكرمة يزركشون كل شيء حتى الكلمات ويكفيك تخفيفهم الراء والذي يهزأ منها البعض وما علم أن تخفيف الراء لغة قريش من قبل الإسلام وبعده ,من ذات الجيل أو كما يقال في الحجاز (الطبقة )عم حسن لبني ,والذي كان يملك صوتا لا يقل عن صوت عم سعيد أبو خشبة أو عم كردوس فقد تحصلت على تسجيل لهما وأما عم حسن لبني فقد أسعفني الوقت أن أرافقه في العزف,ثم كان كذلك العم عمر بكر وهو شجي الصوت وقد هاجر الى الشام وكان يحضر لصيام رمضان ثم يعود يليهم مباشرة دري الصوت العم السيد /عبدالرحمن المؤذن وكان يعرف (بالأبلتين)لنقاء صوته وهو أغلى من الذهب ,كان هذا الرجل يسبح صوته عابرا أجياد والشعب والنقا وسوق اليل والشبيكة والشامية والقشاشية وحارة الباب والمسفلة (يؤلمني قلبي عندما أورد ماطمسته الأيدي )تلك أحياء كل حي له باب على الحرم المكي الشريف وصوت السيد عبد الرحمن يؤذن للصلاة فتهتز له القلوب خشوعا وخوفا وخشية وكأنما يخرج الكلم من سويداء قلبه لا من حنجرته وكأنما يجهد في إيصال صوته الى عنان السماء ليسمع الكون ,كان السيد متجليا في ندائه وعند الترويح عن النفس متمكنا من أدائه ,وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح. كو كو كو كو

الطرب الحجازي/3



الطرب الحجازي/3 (حمر دسج)تلك هي الأنغام الحجازية الرئيسة ولكن لها روافد ومرادف وسآتي عليها عندما أكتب عن النغم والطريقة الخ الخ الخولم أرى في عيوب الناس عيبا **كنقص القادرين على التمامصدق صاحبي المتنبي,ان أكثر الحجاز وللتحديد أقصد أهل مكة المكرمة والمدينة المنورة والطائف المأنوس ,حيث كان الطرب يتركز في هذه المدن الثلاث وضواحيها,أما القرى والهجر في الحجاز فلهم لون قد يسعف الوقت فأكتب عنهم فأهل الحجاز عامة أهل عبادة وتقوى كغيرهم في الوطن ولكنهم يتميزون بحبهم للأنس وترويح النفس ساعة بعد ساعة,أوردت بيت المتنبي لأوجه عتبا خاصا محددا الى صديقي العزيز جدا القديم جدا (هاني فيروزي)فهو مثلي عايش الأنس كما أنه لم ينقطع عنه ولا عن الكتابة كما فعلت أنا حيث حطمت كماني وكسرت قوسي وحرقت كتبي ,أنا على يقين أن حبيبي هاني أقدر مني كثيرا على التوثيق (وهو الشاب الأنيق).نعود لما كنا فيه .تذكرت لقب (عم حمزة )وهو عم حمزة شربجي وكأني أراه أمامي بسيارته الشفر ماركة 54 الخضراء المزركشة دأب الكرام أهل مكة المكرمة يزركشون كل شيء حتى الكلمات ويكفيك تخفيفهم الراء والذي يهزأ منها البعض وما علم أن تخفيف الراء لغة قريش من قبل الإسلام وبعده ,من ذات الجيل أو كما يقال في الحجاز (الطبقة )عم حسن لبني ,والذي كان يملك صوتا لا يقل عن صوت عم سعيد أبو خشبة أو عم كردوس فقد تحصلت على تسجيل لهما وأما عم حسن لبني فقد أسعفني الوقت أن أرافقه في العزف,ثم كان كذلك العم عمر بكر وهو شجي الصوت وقد هاجر الى الشام وكان يحضر لصيام رمضان ثم يعود يليهم مباشرة دري الصوت العم السيد /عبدالرحمن المؤذن وكان يعرف (بالأبلتين)لنقاء صوته وهو أغلى من الذهب ,كان هذا الرجل يسبح صوته عابرا أجياد والشعب والنقا وسوق اليل والشبيكة والشامية والقشاشية وحارة الباب والمسفلة (يؤلمني قلبي عندما أورد ماطمسته الأيدي )تلك أحياء كل حي له باب على الحرم المكي الشريف وصوت السيد عبد الرحمن يؤذن للصلاة فتهتز له القلوب خشوعا وخوفا وخشية وكأنما يخرج الكلم من سويداء قلبه لا من حنجرته وكأنما يجهد في إيصال صوته الى عنان السماء ليسمع الكون ,كان السيد متجليا في ندائه وعند الترويح عن النفس متمكنا من أدائه ,وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح. كو كو كو كو

الطرب الحجازي/3



الطرب الحجازي/3(حمر دسج)تلك هي الأنغام الحجازية الرئيسة ولكن لها روافد ومرادف وسآتي عليها عندما أكتب عن النغم والطريقة الخ الخ الخولم أرى في عيوب الناس عيبا **كنقص القادرين على التمامصدق صاحبي المتنبي,ان أكثر الحجاز وللتحديد أقصد أهل مكة المكرمة والمدينة المنورة والطائف المأنوس ,حيث كان الطرب يتركز في هذه المدن الثلاث وضواحيها,أما القرى والهجر في الحجاز فلهم لون قد يسعف الوقت فأكتب عنهم فأهل الحجاز عامة أهل عبادة وتقوى كغيرهم في الوطن ولكنهم يتميزون بحبهم للأنس وترويح النفس ساعة بعد ساعة,أوردت بيت المتنبي لأوجه عتبا خاصا محددا الى صديقي العزيز جدا القديم جدا (هاني فيروزي)فهو مثلي عايش الأنس كما أنه لم ينقطع عنه ولا عن الكتابة كما فعلت أنا حيث حطمت كماني وكسرت قوسي وحرقت كتبي ,أنا على يقين أن حبيبي هاني أقدر مني كثيرا على التوثيق (وهو الشاب الأنيق).نعود لما كنا فيه .تذكرت لقب (عم حمزة )وهو عم حمزة شربجي وكأني أراه أمامي بسيارته الشفر ماركة 54 الخضراء المزركشة دأب الكرام أهل مكة المكرمة يزركشون كل شيء حتى الكلمات ويكفيك تخفيفهم الراء والذي يهزأ منها البعض وما علم أن تخفيف الراء لغة قريش من قبل الإسلام وبعده ,من ذات الجيل أو كما يقال في الحجاز (الطبقة )عم حسن لبني ,والذي كان يملك صوتا لا يقل عن صوت عم سعيد أبو خشبة أو عم كردوس فقد تحصلت على تسجيل لهما وأما عم حسن لبني فقد أسعفني الوقت أن أرافقه في العزف,ثم كان كذلك العم عمر بكر وهو شجي الصوت وقد هاجر الى الشام وكان يحضر لصيام رمضان ثم يعود يليهم مباشرة دري الصوت العم السيد /عبدالرحمن المؤذن وكان يعرف (بالأبلتين)لنقاء صوته وهو أغلى من الذهب ,كان هذا الرجل يسبح صوته عابرا أجياد والشعب والنقا وسوق اليل والشبيكة والشامية والقشاشية وحارة الباب والمسفلة (يؤلمني قلبي عندما أورد ماطمسته الأيدي )تلك أحياء كل حي له باب على الحرم المكي الشريف وصوت السيد عبد الرحمن يؤذن للصلاة فتهتز له القلوب خشوعا وخوفا وخشية وكأنما يخرج الكلم من سويداء قلبه لا من حنجرته وكأنما يجهد في إيصال صوته الى عنان السماء ليسمع الكون ,كان السيد متجليا في ندائه وعند الترويح عن النفس متمكنا من أدائه ,وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح. كو كو كو كو

الطرب الحجازي /3



الطرب الحجازي/3 (حمر دسج)تلك هي الأنغام الحجازية الرئيسة ولكن لها روافد ومرادف وسآتي عليها عندما أكتب عن النغم والطريقة الخ الخ الخ ولم أرى في عيوب الناس عيبا **كنقص القادرين على التمامصدق صاحبي المتنبي,ان أكثر الحجاز وللتحديد أقصد أهل مكة المكرمة والمدينة المنورة والطائف المأنوس ,حيث كان الطرب يتركز في هذه المدن الثلاث وضواحيها,أما القرى والهجر في الحجاز فلهم لون قد يسعف الوقت فأكتب عنهم فأهل الحجاز عامة أهل عبادة وتقوى كغيرهم في الوطن ولكنهم يتميزون بحبهم للأنس وترويح النفس ساعة بعد ساعة,أوردت بيت المتنبي لأوجه عتبا خاصا محددا الى صديقي العزيز جدا القديم جدا (هاني فيروزي)فهو مثلي عايش الأنس كما أنه لم ينقطع عنه ولا عن الكتابة كما فعلت أنا حيث حطمت كماني وكسرت قوسي وحرقت كتبي ,أنا على يقين أن حبيبي هاني أقدر مني كثيرا على التوثيق (وهو الشاب الأنيق).نعود لما كنا فيه .تذكرت لقب (عم حمزة )وهو عم حمزة شربجي وكأني أراه أمامي بسيارته الشفر ماركة 54 الخضراء المزركشة دأب الكرام أهل مكة المكرمة يزركشون كل شيء حتى الكلمات ويكفيك تخفيفهم الراء والذي يهزأ منها البعض وما علم أن تخفيف الراء لغة قريش من قبل الإسلام وبعده ,من ذات الجيل أو كما يقال في الحجاز (الطبقة )عم حسن لبني ,والذي كان يملك صوتا لا يقل عن صوت عم سعيد أبو خشبة أو عم كردوس فقد تحصلت على تسجيل لهما وأما عم حسن لبني فقد أسعفني الوقت أن أرافقه في العزف,ثم كان كذلك العم عمر بكر وهو شجي الصوت وقد هاجر الى الشام وكان يحضر لصيام رمضان ثم يعود يليهم مباشرة دري الصوت العم السيد /عبدالرحمن المؤذن وكان يعرف (بالأبلتين)لنقاء صوته وهو أغلى من الذهب ,كان هذا الرجل يسبح صوته عابرا أجياد والشعب والنقا وسوق اليل والشبيكة والشامية والقشاشية وحارة الباب والمسفلة (يؤلمني قلبي عندما أورد ماطمسته الأيدي )تلك أحياء كل حي له باب على الحرم المكي الشريف وصوت السيد عبد الرحمن يؤذن للصلاة فتهتز له القلوب خشوعا وخوفا وخشية وكأنما يخرج الكلم من سويداء قلبه لا من حنجرته وكأنما يجهد في إيصال صوته الى عنان السماء ليسمع الكون ,كان السيد متجليا في ندائه وعند الترويح عن النفس متمكنا من أدائه ,وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح. كو كو كو كو

الطرب الحجازي/2


» اللهبي/الطرب الحجازي/2
2 كما أسلفت أنا أكتب من الذاكرة وأتحرى الدقة فيما أورد وغاية ما أرمي إليه توثيق أسماء لفنانين إذطوى وسيطوي الزمن أسماء الكثير منهم لاسيما وأن الطرب لم يكن أداة كسب بقدر ماهو عشق وهيام للفن ذاته أو كما يقال (الفن للفن)وكثير ممن أورد أسمائهم يندر وجود تسجيلات لهم وهناك تسجيلات لدى أفراد يحتفظون بها للذكرى وهناك ما فقد أو جنت عليه الحماقة كما فعلت أنا عندما بلغ بي اليأس مبلغة فقمت على ما أملك من كتب وتسجيلات وأشعار وهي ليست بالشيء القليل وأشعلت فيها النار عندما تمكن مني شعور بأني أصبحت مسير بيد غيري من البشر وأنني أصبحت أحيا بيولوجيا فقط.وقفت في المقال السابق عند العم (حسن جاوة)وللفائدة هو ليس من الجاوة وانما هو من السليمانية والذين يعودون للأفغان لكن جذورهم عربية فهم أجيال رجال ذهبوا مع محمد بن القاسم لفتح السند واستقر منهم كثير في تلك المنطقة,العم (حسن جاوة)كان قمة الطرب في الحجاز ,شجي الصوت متمكن من الأنغام و كثير من أهل الحجاز لهم دراية بالنغم ويطلق عليهم (سميعة)ولذا فإن لم يكن المطرب مجيدا للنغم والأداء بعيدا عن (النشاز)وهو الخروج درجة عن الإنسياب النغمي أو عدم تمكنه من الإنضباط مع الإيقاع فالإيقاع هو ركيزة اللحن وإلا أصبح (كشوارع جده)فلا يعد من المطربين ويصبح غفلا.لأحدد صفة الطرب الحجازي بكل دقة أجمله في اعتماده على (لالالا لي لا ل)بينما نجد أن الطرب المصري أو الشامي يعتمد قاعدة (يا ليل يا يا يا ليل)والطرب اليماني يعتمد على (بل بلي لا بل بلي لا بل بلا)لا أريد أن أتوسع في الرموز والدلالات الموسيقية فليس في نيتي أن أحولكم مطربين.كان العم حسن جاوة وفي فترته من الفنانين الفنان (سعيد أبو خشبة )وهو فنان و(جسيس و تعني أنه يقول الموال والذي يسمى "مجس"وكذالك "كردوس "وهو أيضا جسيس كما كان من نفس الطبقة أي الجيل (محمود مؤمنة )وبلبل الحجاز (حمزة..نسيت لقبه وقد أتذكره وهو من ساكني حارة الباب بمكة المكرمة)ثم كان في نفس الفترة (فهد أبو حميد )وهو من الفنانين الشروق وكان من يهوى الفن في نجد فليس له الا الحجاز أو المحميات التي تسمى الآن دول الخليج أو العراق.وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح . كو كو كو كو

الطرب الحجازي /1

مقدمة

هذه سردية ستأخذ أرقاما متسلسلة على حلقات تثبت اسماء مطربي الحجاز خلال الثمانين السنة الأخيرة كتوثيق قد يستفيد منه الباحثون وهو أمر جدير بالبحث والدراسة وجهدي هو جهد المقل لحالتي التي لا تساعدني على البحث والتنقيب وما أسوقه هو من الذاكرة وأتمنى من لديه معلومات تثري الموضوع أن يزودني بها على ايميليallehbi@gmail.comوله الشكر وهذه هي الحلقة الأولى:
________________________________________________________________
الطرب الحجازي/1

الطرب الحجازي في الثمانين السنة الأخيرة(إن سمح علي بيك الكبير) أن أكتب عن الطرب في الحجاز خلال الفترة من الذاكرة دون أتقيد بمنهج أو أحدد كم اكتب ومتى اكتب فأنا ما الفت القيد ولا أطيقه.من يعتبر الطرب حرام فلا علاقة له بمقالي فهو حر في رأيه وأنا حر في رأيي ,إن أراد أن يهاجمني أو يسفهني أو حتى يكفرني فذاك شأنه ,لن أرد عليه بل أحترم رأيه فهكذا ربيت وعلى كذا نشأت .علاقتي بالطرب بدأت وأنا طفل لا يتجاوز السادسة حيث كنا نسكن في الشبيكة بجوار "ألباز ان "بجوار الكرام آل الأزهر, كان زواج كامل أزهر وفي الديوان مع بن عمي الذي أخذني خفية عن أبي رحم الله موتانا لنحضر الطرب في الزواج ولو علم والدي لما سمح وهو الفقيه الشافعي وكان لا يحرم الطرب ولا يحبذه.كان المطرب تلك الليلة العم (حسن جاوه)ومعه على القانون الفنان (حمزة مغربي)وعلى الكمان (الطيب)ولا أذكر من كان على(الرق والمصقع) (الإيقاع)إنما كانت سهرة لا أنساها ما حييت من العمر ,فقد كان عم حسن جاوه بصوته العذب والعم حمزة بنقره الشجي والطيب بطيب تغريده كل ذلك ملك لبي (وأنا الطفل الصغير) عشقت الفن من تلك الليلة فدخلت من أبوابه الواسعة بتصميم الفتى البدوي المتحضر الا أن تابو القبيلة والأسرة وقفا لي بالمرصادسأتوقف عن سرد قصة حياتي وأيامي مع الفن التي بدأت من عام 1378هجري حتى 1394هجري حيث كسرت كماني (وكسرت الزير وطويت الخصفة)بعد أن عايشت جميع الفنانين في تلك المرحلة دون استثناء في الداخل والخارج,سأتوقف لأتمثل قول الشاعر؛ ولما شربناها ودب دبيبها الى موطن الإحساس قلت لها قفيإن أشار علي (علي بك الكبير)بدأت في سرد أسماء وصفات الفنانين من عهد أبا عمر و الى أن اندثر الفن الحجازي و فقد حتى مسماه وصار (خليجي)وحتى يشير علي (علي بك)بنعم و إلا الى هنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح. كو كو كو كو