الأحد، 28 سبتمبر 2008
كيف اصبحت مدخنا
كيف أصبحت مدخنا
كان في أربعينات أواخر القرن الماضي نسبة المدخنين لا تكاد تذكر و أنا أتحدث عن الحجاز أما نجد فالمدخن يكاد يؤخذ بيده ليلقى به في الجحيم.
كان نوع التبغ المتوفر في الحجاز نوعان , وطني ويسمى "دخان اخضر" وأصحاب القرى يسمونه(تنباك) وفي نجد يسمونه "تتن" وتحقيرا له يطلق عليه"المخنز" وتعني العفن. لنترك نجد لندرة تعاطيه ونتحدث عن الحجاز لسهولة تعاطيه وإن كانت البيوت ذات الشهرة تتجنبه لاعتباره نقيصة حتى من كان يدخن منهم فلا يجاهر .
وكان هناك نوعا آخر يرد من مصر و الشام يسمى(البستاني" و نوع آخر يسمى "عمايدي "وهو أقل درجة وجميع ما أسلفت كان يأتي في أكياس ويشترى بالوزن وله ورق خاص يلف فيه أما التبغ الأخضر فكان ورقه يسمى أبو نجمة لسماكة الورقة التي يمكنها استيعاب التبغ الأخضر الجاف , أما التبغ البستاني فله ورق يسمى الشامي لرقته حيث البستاني كالشعيرات,ثم كان يأتي نوع ملفوف جاهز ويسمى أبو غزالة ,بعد احتلال الملك عبد العزيز للحجاز أصبح التدخين خفية ومن يقبض عليه يدخن يجلد,
في أواخر عهد الملك عبد العزيز رحم الله موتانا بدأ تهريب السجائر عن طريق عدن وكانت المركز الرئيسي للإنجليز في جنوب الجزيرة, بدأت تظهر أنواع وأشكال كثيرة عن طريق التهريب.
بعد وفات الملك عبد العزيز وتولي الملك سعود رحم الله موتانا كان ضغوط الحكومة البريطانية شديدة على المملكة وخاصة وهي ترى أمريكا ستحل محلها منذ أواخر عهد الملك عبد العزيز واجتماعه الشهير بالرئيس الأمريكي روزفلت.
بدأ ضغط الإنجليز على الحكومة السعودية للسماح بدخول التبغ الى الحجاز بداية وكانت الدولة في حاجة للمال وشركات التبغ ذات سلطة نافذة, تمكن (بن زقر)وهو يعود أصله كما قيل لي من عدن أو من الأحباش المسلمين المقيمون في عدن فكان هو أول من أدخل التبغ الى الحجاز و أخذت عليه الدولة جمركا وقد فتح بن (زقر)مراكز توزيع جملة في مكة المكرمة و جدة والطائف.كان تركيزه على الطائف للكثافة السكانية ووجود القوات المسلحة به وكانت المملكة تدار تقريبا من الطائف.
أذكر وأنا في الحادية عشرة من العمر مركز بن زقر في الطائف لتوزيع التبغ وكان في محل في بيت عائلة كريمة تسمى عائلة (شحيبر) في حي أسفل شرق مسجد الهادي,
كان يباع التبغ بالأقة وهي كمية محددة و كانت من أنواعه(أبو عروسة- أبو وردة_أبو جنيه_ بحاري_ ثلاث خمسات_ أبو طير _ ثم ورد نوع يسمى(أبو بس)وعليه صورة قط أسود,وكان هناك نوعان من التبغ الأمريكي وهما(أبو جمل _ أبو اسطوانة _ ولكن مراكز بن زقر لا تروج لها كما تروج للتبغ الإنجليزي.
كان الذين يعملون في مركز بيع التبغ يشجعون الصغار امثالى ببيعهم سيجاره مفردة وكان ثلاث سجاير بقرش.
كانوا يشجعون من لا يتعاطى بإعطائه سيجارة أو اثنين مجانا حتى انتشر التدخين كانتشار النار في الهشيم ومن المؤكد أن ما حدث في الطائف حدث في مكة المكرمة وجدة ومنع (المطاوعة)من معارضة المدخنين.
انتشر التدخين في جميع أرجاء المملكة بالتهريب فلم يسمح بتعاطيه في نجد و ما حولها الا خفية.
هكذا وبعد ستين عاما تذكرت كيف أصبحت أنا ولداتي من المدخنين بفضل جهود (بن زقر) وضغط الحكومة البريطانية . ولقد عاتبت مرة وهيب بن زقر وهو الآن رأس تلك العائلة وهي من العوائل المتنفذة وعلاقاتها ممتدة مع جميع القوى العالمية ,عاتبته في برنامج تلفزيوني مطالبا إياه تقديم شيء لهذا البلد التي احتضنه وجعل من أسرته أسرة ذات مكانة عالمية على حساب حياة أفرادها و مواطنيها و أن أقل ما يمكن أن يقدم إقامة مراكز لعلاج السرطان كما فعل (البابطين)ولكنه رد بعجرفة وقطع الخط عني وأتصل بي بعض أفراد أسرته ليخبرني أن لديهم مكتب لتقديم الصدقات,ضحكت كثيرا على ما قال وتعجبت من بلد ,يا لها من بلد.!!!!!!!!!
السبت، 13 سبتمبر 2008
زبيده
زبيده
بنت ملك, أخت ملك, زوجة ملك, والدة ملك, أي فخر بعد هذا؟كيف وإذا قلنا أنها من قريش ؟قريش أشرف العرب, ؟ كيف إذا زدنا أنها من بني هاشم, أشرف قريش؟كيف إذا قلنا أنها حفيدة حفيد عبد المطلب؟ الذي ينسب إليه سيد الخلق سيدي رسول الله عطر الله اسمه الزكي بعطر زكي من صلاة وتسليم,من لي بمثل هذه القامة التي لا تطاولها قامة ؟, مدت الماء من العراق الى الطائف في طريق الحجاج قاصدي بيت الله عز وجل, ساقت الماء من الكر أسفل حبل كرا ومن ثم ساقته الى مكة المكرمة بطريقة هندسية تعتمد عل دوران الجاذبية يسير الماء غيها سيرا لا سريعا فيجرف الأرض ولا بطيئا فيترسب كلسه و وضعت فتحات تسمى (خرزات)على مسافات محدده يصل عمق بعضها الى 40 مترا تستعمل للصيانة والتنظيف,أعود لماء جبل كرا والذي كان ينساب الماء منه سلسبيل وقد مشيته على قدمي من رأس كرا حتى الكر,إنه الآن ماء آسن , لم؟..............من الكر سرت الى خرار مكة المكرمة و طريقه من وادي نعمان (اسألوا بن أبي ربيعة يخبركم كم تغنى بهذا الوادي)سرت حتى وصلت الخرار ومعي صحبة كريمة بتنا ليلتنا هناك وما صلينا الفجر إلا وشددنا رحالنا وما رحالنا إلا أقدامنا ورحنا نتتبع طريق الماء ومعنا بضع زاد,سرنا من صبحنا حتى حان الظهر, صلينا وارتحنا هنيهة و انطلقنا, تارة يغيب أثر الماء عنا ونتابع ثم نراه وقد طفا على السطح يسري عذبا حتى حل المساء, بتنا ليلتنا وتابعنا سيرنا (غبشة) مرة يصادفنا الماء ومرة نصادفه انتهى بنا المسير الى ما يشبه الحجرة والماء ينبغ من جميع أرجائها,وقفنا مذهولين نتفكر في خلق الله ربنا ما خلقت هذا باطل, ارتحنا و أمسينا وعدنا أدراجنا, لم نكن نملك آلات تصوير, بالكاد نملك لقمة العيش كما حال الكثير الآن, كان ذلك في عام 1377 هجري , من هناك ساقت زبيدة رحمها الله الماء الي مكة المكرمة والذي لا زال يتدفق حتى يومنا هذا منذ 1300عاما, ما رجت غير وجه الله ما غنمت مغنما ولا سطرت اسمها, إن ما كان لله يبقى ما بقيت الحياة, (فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض) الآية .ما أحوج الناس لتقديم ما ينفعهم لا تقديم ما يحسب انه سيخلده,ما كان أبسط مسجد سيدي رسول الله عليه أزكى صلاة وتسليم و كذا صحبه رضي الله عنهم إن التفاخر في بناء المساجد وتوسعتها والمبالغة في تزيينها و المسلمون في حاجة لبناء الأوقاف التي تعود عليهم بالنفع علميا واجتماعيا و حياتيا أجزل للأجر أبقى للذكر فهي صدقة جارية. رحمك الله يا زبيدة ,فعلت ما لم يفعله الرجال وما تباهيت قط,اسأل الله لك الأجر وأن يعيد لمسلمين رشدهم .زبيده
بنت ملك, أخت ملك, زوجة ملك, والدة ملك, أي فخر بعد هذا؟كيف وإذا قلنا أنها من قريش ؟قريش أشرف العرب, ؟ كيف إذا زدنا أنها من بني هاشم, أشرف قريش؟كيف إذا قلنا أنها حفيدة حفيد عبد المطلب؟ الذي ينسب إليه سيد الخلق سيدي رسول الله عطر الله اسمه الزكي بعطر زكي من صلاة وتسليم,من لي بمثل هذه القامة التي لا تطاولها قامة ؟, مدت الماء من العراق الى الطائف في طريق الحجاج قاصدي بيت الله عز وجل, ساقت الماء من الكر أسفل حبل كرا ومن ثم ساقته الى مكة المكرمة بطريقة هندسية تعتمد عل دوران الجاذبية يسير الماء غيها سيرا لا سريعا فيجرف الأرض ولا بطيئا فيترسب كلسه و وضعت فتحات تسمى (خرزات)على مسافات محدده يصل عمق بعضها الى 40 مترا تستعمل للصيانة والتنظيف,أعود لماء جبل كرا والذي كان ينساب الماء منه سلسبيل وقد مشيته على قدمي من رأس كرا حتى الكر,إنه الآن ماء آسن , لم؟..............من الكر سرت الى خرار مكة المكرمة و طريقه من وادي نعمان (اسألوا بن أبي ربيعة يخبركم كم تغنى بهذا الوادي)سرت حتى وصلت الخرار ومعي صحبة كريمة بتنا ليلتنا هناك وما صلينا الفجر إلا وشددنا رحالنا وما رحالنا إلا أقدامنا ورحنا نتتبع طريق الماء ومعنا بضع زاد,سرنا من صبحنا حتى حان الظهر, صلينا وارتحنا هنيهة و انطلقنا, تارة يغيب أثر الماء عنا ونتابع ثم نراه وقد طفا على السطح يسري عذبا حتى حل المساء, بتنا ليلتنا وتابعنا سيرنا (غبشة) مرة يصادفنا الماء ومرة نصادفه انتهى بنا المسير الى ما يشبه الحجرة والماء ينبغ من جميع أرجائها,وقفنا مذهولين نتفكر في خلق الله ربنا ما خلقت هذا باطل, ارتحنا و أمسينا وعدنا أدراجنا, لم نكن نملك آلات تصوير, بالكاد نملك لقمة العيش كما حال الكثير الآن, كان ذلك في عام 1377 هجري , من هناك ساقت زبيدة رحمها الله الماء الي مكة المكرمة والذي لا زال يتدفق حتى يومنا هذا منذ 1300عاما, ما رجت غير وجه الله ما غنمت مغنما ولا سطرت اسمها, إن ما كان لله يبقى ما بقيت الحياة, (فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض) الآية .ما أحوج الناس لتقديم ما ينفعهم لا تقديم ما يحسب انه سيخلده,ما كان أبسط مسجد سيدي رسول الله عليه أزكى صلاة وتسليم و كذا صحبه رضي الله عنهم إن التفاخر في بناء المساجد وتوسعتها والمبالغة في تزيينها و المسلمون في حاجة لبناء الأوقاف التي تعود عليهم بالنفع علميا واجتماعيا و حياتيا أجزل للأجر أبقى للذكر فهي صدقة جارية. رحمك الله يا زبيدة ,فعلت ما لم يفعله الرجال وما تباهيت قط,اسأل الله لك الأجر وأن يعيد لمسلمين رشدهم .زبيده
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)